الاثنين، 5 فبراير 2024

( مَعَ مُبْدِعِ الحُبِّ الأََوَّلِ)

 ( مَعَ مُبْدِعِ الحُبِّ الأََوَّلِ)

بالحُبِِّ أَبْدَعَ فَاطِرُ ا لأَكوانِ
وَبِهِ تُذَاقُ سَعَادَةَ الإِنْسانِ
يَسرِيْ بِكُلِّ خَلِيّةٍ بَلْ ذَرَّةٍ
وَنَسِيمُهُ يَهفو بِكُلِّ مَكانِ
بِالحُبِّ لَيسَ بِغَيرِهِ تَرقى الدُّنى
وَبِهِ يُطِلُّ الزَّهْرُ في الأَغصانِ
أُسقِيتُ مِنْ صَهبائِهِ كَأْسَاً فَإِذْ
بِيْ قَد بَرِئْتُ مِنَ (الأَنا) وشَفانِي
مِنْ كُلِّ حِقدٍ أَوْ تَغَيُّظِ حاسِدٍ
أَو رَغبَةٍ في البَطشِ والعُدوَانِ
وَسَرَحتُ في مَغناهُ مُؤتَلِقَ الرُّؤى
حَتَّى غَدا قَلْبِي رَبِيعَ جِنانِ
رَبَّاهُ اَنتَ مُفِيضُهُ في كَونِنَا
وَمُذِيقُهُ لِلْعاشِقِ الوَلهانِ
أَيْقَنتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَعظَمُ مُنْعِمٍ
حَيثُ ابْتَدَأْتَ بِإِسمكَ (الرحمن)
رَبَّاهُ هَذي مُهجَتي قَد أَيقَنَت
أَنَّ التُّقى في العَطفِ والإِحسانِ
إِن قَصَّرَت في الواجِباتِ لِضَعفِها
فَلَقَد صَفَت مِن سائِرِ الأَضغَانِ
وَتَوَدَّدَت لِلخَلقِ حَتَّى شاهَدَت
كُلَّ العِبادِ لها مِنَ الخِلَّانِ
فَعِيالُ رَبِّي خَلْقُهُ ...وَأَحَبُّهم
لِلَّهِ مَنْ في حُبِّهِم مُتَفانِ
رَبَّاهُ يامُتَجَلِّياً بِجَمالِهِ
وَكمالِهِ وَمُحِيطَنا بِحَنانِ
أَهواكَ إِذْ أَهوى عِبادَكَ راحِمَاً
وَأُحِسُّ أَنِّيْ فِي ذُرا الإِيمانِ
قَد فَاضَ حُبِّيَ في الفُؤادِ فَلَم يَدَع
لِلْكُرهِ والأَحقادِ أَيَّ مَكانِ
مَهما أُلاقِي مِن عَذاباتِ الهَوى
وَأَذوقُ مِنْ صَدٍّ وَمِنْ هِجرانِ
فَلَقَد عَرَفتُ بِأَنَّ مَن طَلَبَ العُلا
لا بُدَّ أَنْ يَشقى لَها وَيُعانِي
(رَبَّاهُ) أجْمَلُ لَفظَةٍ أَسمو بِها
وَتَطِيبُ فِي شَفَتَيَّ كُلَّ أَوانِ
أَطرَقْتُ رَأْسِيَ عِندَ بابِكَ خاشِعاً
فَتَذَلُّلِي لَكَ أَرفَعُ التِّيجانِ
يامَنْ غَمَرتَ مَشاعِري وَخَواطِرِي
حُبَّاً فَعِشتُ بِخافِقٍ فَنَّانِ
لَكَ ماتَشاءُ مِنَ الثَّناءِ ولَيسَ لِي
إِلأَّ التَّفَكُّرُ فِي عَطا الرَّحمنِ
بِالحُبِّ أَشرَقَ خاطِري وَجَنانِيْ
وَعَلِمتُ أَنَّ اللهَ لَنْ يَنْسانِيْ
أَسلَمْتُهُ أَمرِي هَجَرتُ تَأَفُّفِيْ ..
وَرَضِيتُ.. لَستُ مِنَ الحَبِيبِ أُعانِي
مَهما نُحِبُّ فَلا مُحِبَّ كَرَبِّنا
لِعِبادِهِ ولِسائِرِ الأَكوانِ
...شعر ؛ زياد الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...