الجمعة، 9 فبراير 2024

قلبي والشتاء

 قلبي والشتاء

في شتاءٍ زمهريري
وزمانٍ قمطَريري
ببروقٍ ورُعودِ
هاجمَ القَرُّ ضميري
وَغِطائي غيرُ مُجْدِ
فحبيبي ليسَ عندي
ما تبقى مِنْ غرامي
غيرُ أحزاني وَسُهدي
ما تبقى بعدّ هجري
غيرُ أشواقي وَقهري
أينَ مني عهدُ حبّي
أينَ مني وعْدُ بَدري
وشتائي ما شتائي
عادَ كي يحْيي شَقائي
عادَ كيْ يُدمي فؤادي
ببِعادٍ وَجفاءِ
ضوءُ قنديلي الصغيرِ
باهتٌ مثلُ مصيري
وأنا من نارِ دمْعي
لا أرى حتى سريري
فرياحُ الهجرِ تعْوي
فوقَ رأسي وَتُدَوّي
وثلوجُ الغدرِ أيضًا
فوقَهُ كالصخْرِ تَهْوي
شجراتي باكْتِئابِ
مِنْ رياحٍ باضطرابِ
وسوادٍ في المَنافي
مثلُ سدٍّ أو حجابِ
يحجبُ البدرَ البعيدا
بدرَ أيّامي الوحيدا
قبل أنْ صارَ حبيبي
دونَما عُذْرٍ عنيدا
لا يبالي باحتراقي
أو بِوَجْدي واشْتِياقي
بلْ بهجْرٍ وابْتِعادِ
وَبِصدّ وافتراقِ
زمْجرَ الإعصارُ فوقي
إنّما ليسَ كشوْقي
وانْثنى يعْصُرُ قلبي
إنَّما ليسَ كعِشْقي
يا تُرى هلْ لحبيبي
أيُّ عِلمٍ بلهيبي
لِمَ يزدادُ ابْتِعادًا
كلّما ضج وجيبي
أيُّ عُذرٍ للْغيابِ
أيّ فخرٍ باغترابي
أيُّ مَجدٍ سوفَ يأتي
بشقائي وعذابي
عصفَ الوجْدُ وَثارا
وَغدا في القلبِ نارا
جُنَّ يا ويلي فؤادي
إذْ رأى الغدرَ نهارا
في عَراءِ البيتِ نامتْ
تينةٌ كالنُصْبِ قامتْ
وطيورُ الليلِ خوفا
حوْلَها دارتْ وحامتْ
كنتَ حتى في الشتاءِ
مثلَ شمسٍ بالضياءِ
كنْتَ كالأزهار تزهو
بِنقاءٍ وصفاءِ
كنتِ مثلي في الغرامِ
مثلَ حبّي وَهيامي
كنتَ عنوانَ الوفاءِ
كنتِ رمزًا للْوِئامِ
فجأةً يا ناسُ خلْفي
لاحَ بدرٌ مثلُ طيفِ
صُوَرٌ من عهدِ حبّي
كرؤًى في ليلِ صيْفِ
يا لعشقٍ ضاعَ مني
يا لحبٍّ تاهَ عني
ما الذي يا ناسُ يجري
بينَ مولاتي وبيني
هل هوانا كانَ حقّا
أمْ خداعًا ليسَ صدْقا
ويحَ قلبي من غرامي
غيرُ ذكرى ما تبقى
جرَفَ الهجرُ فؤادي
فمشى معْ سيلِ وادي
يا حبيبي ماتَ عشقي
بابتعادٍ وَعِنادِ
د. أسامه مصاروه
All reactions:
7شوقيه عروق منصور, ابو صخر عرباسي and 5 others
قلبي والشتاء. في شتاء زمهريري
وزمان كم طريري. ببروق ورعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...