خَبِّروني يا عَرَب
قدْ مضى عامٌ وعامٌ يُرْتَقَبْ
هلْ سننجو من ظلامٍ قدْ وقَبْ
وَنِظامٍ يَتَلهّى بالذَّنَبْ
فإذا الْبَذْلُ أخيرًا قدْ وَجَبْ
وعلى الكُرْسي تهاوى وارْتَعَبْ
مِنْ مليكٍ تَبَّ إنسانًا وَتَبْ
ورئيسٍ دونَ حقٍّ مُنْتَخَبْ
وَعَدوٍّ وَغَريبٍ مُنْتَدَبْ
وأميرٍ لأعادينا انْجَذَبْ
ومتى الفِعْلُ ولا الْقَوْلُ اقْتَرَبْ
لنْ ترى النذْلَ إذِ النَّذلُ انْسَحَبْ
بينَما لوْ بينَ عُرْبانٍ نشبْ
اقْتِتالٌ لأعادينا انْتَسَبْ
وعلى الْعُرْبانِ كاللّيْثِ انْتَصَبْ
أيَّ جُرمٍ اقْتَرفْنا أيَّ ذنبْ
خبِّروني يا أشقّائي العربْ؟
هل خُلِقنا للأعادي من خشبْ
وخُلِقنا للأهالي من لهبْ
عجبي لا بل ملايينُ العجبْ
من شعوبٍ حُزِّمتْ مثلَ الحطبْ
حُنِّطتْ أمخاخُهم منذُ الحقبْ
لا إباءٌ أو شموخٌ أو غضبْ
إنْ عدوٌ دونَ حقٍّ اغْتَصبْ
فزعيمُ الْعُربِ بالذُّلِّ انْتَصَبْ
بقلوبٍ من حريرٍ أو ذهبْ
نفْرشُ الأرضَ لهُ أنّى ذهبْ
وإذا منّا سُجودًا قدْ طلبْ
سنُلبّي بِخضوعٍ مُحْتَسبْ
إنْ زعيمٌ كلَّ يومٍ قد سلبْ
يصْمِت ُالأعرابُ لو دهرًا نهبْ
إنّنا نحْيا بموْتٍ دون ريْبْ
قد تجاوَزْنا حُدودَ الألفِ عيبْ
إنْ طغى أو إنْ فسادًا قدْ حجبْ
لا نُبالي بل نُغنّي إنْ خطبْ
لِمَ نهوى الظلمَ حتى والشغبْ؟
لِمَ نهوى الفقرَ واللهُ وهبْ؟
هل فخارُ العُربِ وادٍ قدْ نَضَبْ؟
لمْ نعُدْ نرقى لما بعدَ الصَخَبْ
كلُّ يومٍ يا إلهي في عَتَبْ
ليتَ شعْري لِمَ نَضهْوي ما السببْ
أُتُرانا قدْ تعوَّدْنا الخببْ
بينما يسعى الأعادي كالشُهُبْ؟
أَتُرانا قد نسينا ما انْكَتبْ
عنْ سموٍّ وازدهارٍ للعَربْ؟
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق