إمرأة رغم التحدي
خلقها الله جميلة ،"فكانت أمها تفخر بيها لأنها تمتلك قلبا طيبا ،وكانت عليها أحن أولادها وبناتها جميعا ،وتعلقت أمها بيها والبنت سارت على دربها كريمة ،وعطوفة؛ ولكن تجري الأيام سريعة بأعمار البنات، فصارت الطفلة عروسة جميلة يطلب يدها العرسان فقرر الأب أن بزوجها من إنسان طيب كريم صاحب خلق له دخل ثابت، وفعلا تمت الموافقة على الخطبة، وتجري الأيام لتجد نفسها مابين ليلة ،وضحاها عروسة ترتدي الفستان الأبيض بعد ظهور شهادة الدبلوم الفني مباشرة، وفعلا حضر الأهل والأحباب في ليلة الزفاف؛ ليروا عروسة كالقمر ،ويعبر الجميع عن فرحته وهي سعيدة بالفستان الأبيض الذي يخفي كثيرا من السعادة ، وكثيرا جدا من الشقاء ،ومصاعب الحياة، ومرت ايام السعادة سريعة ،وترزق بأول مولود لها ؛ولكن مازالت تتمسك بأسباب السعادة التي يحاول زوجها أن يوفرها لها ،وترزق بالمولود الثاني ،ثم الثالث، ثم الرابع ،ثم يمرض الزوج مرضا شديدا ؛فتقوم بدور الممرضة، والأم ،وتبدأ الأيام تقسو عليها فتخرج باحثة عن عمل ؛ولشديد جمالها وأنوثتها الطاغية، صارت مطمع لأشباه الرجال ؛فقررت أن تمكث بالبيت تراعي زوجها وأسرتها وأن تدبر أمرها حسب دخلها ولكن في ظل هذه الدوامة يتوفى الزوج بعد صراع طويل مع المرض؛ لتتفاجأ الزوج بأن معاش الزوج بعد الموت لم يعد يكفي مصاريف الأسرة ماذا تفعل؟! وهي بعز شبابها وقد جربت سوق العمل وظن أشباه الرجال إنها فريسة سهلة يمكن الحصول عليها بوعود التمني الكاذبة؛ ولكن رأت أن تأخذ معاش أبيها ،وتترك معاش زوجها لبناتها الأربعة ،فقامت تتحدى عواصف الحياة بكل قوة تدعم نفسها بقوة إرادتها التي رأت أن تحصن نفسها بالزواج من رجل لحماية نفسها من أقرب الناس إليها ؛ولكن لا يستمر الزواج طويلا بسبب الحريص على مهمتها بتربية بناتها ،والأعباء التي تزيد كل يوم عن الأخر لذلك يفشل زواجها لأن الزوج يريد أن يمتع بجمالها كأمرأة ،ويرفض أن يحمل معها تلك المسئولية ؛فيهرب ويفر بعيدا عن المسئولية ؛فتقرر أن تعمل جاهدة لحمل المسئولية بدون رجل في حياته ،وخصوصا بعد أن تخرجت أبنتها الكبرى من الجامعة ،ودخلت سوق العمل ،وصار لها راتب نظير'عملها مشرفة إجتماعية بدار المسنين ؛ولكن غلاء الأسعار غالبا يقتل الأحلام، فهي تحاول جاهدة تجهيز إبنتها في ظل هذه الظروف الصعبة فهل تخر قواها بالصمود؟ أما تنصفها الدنيا وتقف بجانبها.
الكاتب/إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق