رحلة خلف جدران الحياة
قصة من تأليف عصام قابيل
الحلقة الرابعة
تمسك مشهور باقامته في الشقة الصغيرة ذات الحجرات الثلاثة الضيقة ودورة مياهها المتناهية الضيق مطبخها الذي يشترك مع الردهة اثاثها القديم المتهالك "إذ لم يكن فيها من الميزات سوى إيجارها وموقعها بحي الوايلي الاكثر شعبية والذي كان بالقانون القديم سبعة جنيهات ورفض الخروج منها فما كان من عواد الحيوان إلا أن ذهب إلى الدولاب وأخرج ثياب أبيه وبِدلَهُ وقمصانه وبدأ يمزقها بالمقص وكان مشهداً درامياً يُدمي المآقي ويمزق القلوب.
زاد تمسك مشهور باقامته في الشقة وهو يتشبث بكلتا يديه في باب حجرته فما كان من الابن الا أنه وضع كلتا يديه تحت إبطيّ أبيه والذي أستنفذ آخر ما يملك من قوته في محاولة الإستماتة على باب الحجرة "آخر آماله في دفاعه عن إقامته في هذه الشقة وزادت عبقرية العقوق والجحود وارتعد كل شئ يشهد على هذا المشهد حتى كادت الجدران أن تتحرك من مكانها إذ أخذ عواد الحيوان يحمل أبيه ويرتفع به ثم يُلقي به أرضاً عدة مرات حتى صرخ الأب من الألم وسارع بالاتصال على إبنه الآخر سعيد قائلاً
_ إلحقني ياسعيد !!! عواد أخوك بيضربني وعاوز يخرجني من الشقة
وباءت تلك المحاولات بالفشل إذ أخرج أبوه من الشقة تماما واغلقها بالمفتاح بعدما بحث عنه في جيوب أبيه والذي خارت قواه تماماً قد أمسك بظهره من شدة الألم وهو يأن وهنا حدث أقصى مشهدٌ في العقوق والجحود
ومع الحلقة التالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق