السبت، 10 فبراير 2024

 أشكال مبهمة

*********
قصة قصيرة - بقلمي / عادل عبد الرازق
******************************
مؤلمة جداً تلك الساعات التي تمرّ وأنا جالس أمام الشباك الحديدي ، الشباك الوحيد بالغرفة مغلف بالحديد لأننا بالدور الأرضي ، جرّبت السجن دون أن أدخله … ما أعجب ما يحدث في الحياة !!!
أمي تفترش الأرض ذي الأرضية المتآكلة قبالتي ، الثياب السوداء تميزها دوماً ، منذ أن رحل أبي وأخي الأكبر مني ، اللون الأصفر يكسو وجهها العجوز ، الحزن يسكن كل تقاطيع وجهها وملامحها ، ولا ترتدي إلا الثياب السوداء ،ورغم ذلك تبتسم دوماً في وجهي ، أحياناً تنظر نحو السماء ، تتمتم بكلمات لا تفهم ، وأحياناً تنظر خلسة نحوي وتبكي ، أنظر نحو الشباك الحديدي ، لون الليل الأسود يكسو كل الشارع ، الأدوار العليا تتصاعد منها الضحكات وأصوات الموسيقى ، ونحن ليس بغرفتنا إلا الصمت .. والأثاث المتهالك، أنظر نحو الشارع ، أسراب عديدة من الأشكال المبهمة تمرّ أمام عيوني ، وجه أبي الراحل ، وجه أخي الراحل ، وبعض الوجوه التي لا أعرفها !!!
قامت أمي تجرجر أقدامها ، صنعت لي كوباً من الشاي ، وضعته أمامي ، تحسست رأسي بيدها ، وضعت يدها فوق جبهتي ، قرأت سورة الفاتحة ، وظلت تدعو لي بكثير من الأدعية ، نامت فوق سريرها المجاور لسريري ، نامت … لكن نامت للأبد ، .... امتلأت الغرفة عن أخرها بالأشكال المبهمة !!!
. . . عادل عبد الرازق ،،،
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏ابتسام‏‏
كل التفاعلات:
٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...