الجمعة، 2 فبراير 2024

(لن تشرق الشمس أبدا ) قصة متسلسلة بقلم:تيسيرالمغاصبه ٢٠٢٤ ---------------------------------------------------- -٥-

 (لن تشرق الشمس أبدا )

قصة متسلسلة
بقلم:تيسيرالمغاصبه
٢٠٢٤
----------------------------------------------------
-٥-
سنة القحط
لم تنسى سلمى تجمع الفتيات حول يحيى بينما كان يستحم في القناة ،ولم تغب عن عينيها لحظة خروجه من الماء عندما ظهر جسده الأشبه بالبلور، فحدثها شيطانها؛بأنه من غير الممكن أن يكون يحيى قد حفظ نفسه من جميع فتيات ونسوة القرية ،فهو لم يكن نبي كي يحفظه الله ،فلا بد أن إحداهن قد نالت منه ،سواء أكان ذلك برغبة منه أو رغما عنه .
لكن في جميع الحالات أنا عمته ،وهو إبن العائلة..وانا الأحق به من غيري.
وإستمرت محدثة نفسها: "لن تعد أفعالي معه تحرشات لأني لن أقم بفعل مباشر معه ..لكني سأكتفي بالمداعبات..نعم المداعبات "كما يفعلن غيري من النسوة في العلن".
لكن ياترى ..هل تستطيع سلمى بالفعل الاكتفاء بالمداعبات.
* * * * * * * *
لقد كانت تعلم ما تقول ،فقد كانت المداعبات الجنسية مع الأطفال منتشرة في القرية كسلوك تتخذه الأمهات والخالات والعمات والأخوات ،حتى أصبح سلوكا إعتياديا.
كان يحيى يرى ذلك من قبل أمه مع أخواته الصغيرات ؛المداعبات المبالغ بها فيشعر بالضيق وعدم الرضا عن تلك التصرفات سواء أكانت بالفعل أو بالألفاظ الخالية من كل أدب وذوق ،أو تغيير كلمات الأغاني بكلمات بذيئة، كانت المرأة أحيانا تشعر بالتوحش وتبالغ بسبب الشبق الشديد التي تشعر به،حتى يتسبب ذلك ببكاء الطفلة أو الطفل،
وذلك مايجعل الطفلة تكبر وتنضج وليس في عقلها وخيالها سوى الرغبة الجنسية والرغبة الملحة والتهيج السريع لأي مسببات.
كان يحيى يشيح بوجهه عن تلك الأفعال والمشاهد ، أو يفضل الخروج للبقاء في التجوال وإكتشاف الدنيا .
أما من كانت تروقه تلك الأفعال فهو أخيه زكي الذي كان حريص كل الحرص على رؤية كل شيء ،وسماع كل شيء ،حتى متى ما إختلى بأي طفلة حتى لو كانت أخته أو إبنة أخته فأنه يطبق كل يرآه على الفور.
* * * * * * * *
وصلت سلمى وهي مصطحبة يحيى معها إلى منزلها المظلم ،أضاءت الفانوس ،وقامت بإشعال بابور الكاز، وقامت بتسخين الماء ،
وعندما أعدت الوعاء الحديدي الكبير والذي يستعمل للإغتسال وغسل الثياب، نظرت إلى يحيى بلهفة وشوق وقالت له:
-يله يايحيى إشلح هدومك مشان تتحمم؟
قال يحيى بحياء :
-بس أنا إتحممت في القناة يا عمتي ؟
-لاهذا مش حمام ،هون أحسن بعدين إصحى تكون مش زلمه هههه هه شوف أنا كمان بدي اشلح هدومي وأتحمم معاك؟
قالت ذلك وهي تتعرى أمامه تماما ،ثم نزعت عنه ثيابه.
بعد أن إنتهيا من الإغتسال حملته ووضعته على فراشها. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
* * * * * * * *
في صباح اليوم التالي كان يحيى عائد من بيت عمته سلمى ،ماأن أوشك على الوصول حتى رأى مشاحنات وشجار بين نساء كن دائما معا تجمعهن صحبة وقرابة ،وكن دائما مايبوحن بأسرارهن لبعضهن، لكن كالعادة عند أي مشكلة تحدث بينهن بسبب شجار أولادهن معا وعودة أحد الأولاد مصاب ،حتى تبدأ معركة حامية الوطيس ويبدأن بمعايرة بعضهن وكشف أسرار بعضهن البعض بينما الرجال يقفون عاجزون عن إنهاء تلك المشاحنات فيسمعون ويضربون كفا بكف على تلك الفضائح :
-روحي خلي جوزكي يفحص عياله ياقحبه؟
-إحكي عن حالكي يلي نمتي بحضن البدوي الأجرب؟
-أنا نمت بحضن البدوي ،طيب بس إنتي إلي نمتي بحضن كل زلم لمدينة بتفكري ماحدى داري ،لويش رايحه جايه على لمدينه؟
-وللا إنتي يلي جبتي عيالكي كلهم من المدينه..عيالكي إلي جبتيهم ملونين؟
-روحي خبي حالكي ياأم لزلام؟
-أنا أم لزلام وله وللا إنتي ياأم ال........؟
وإشتدت المعركة لتعم رحاها متوسعة ويسمع صداها في جميع أنحاء القرية،وتحولت إلى شجار بالأيدي وتمزيق الثياب، وشد الشعر، وتطاير الغبار والزعيق فبدن كالقطط في شباط.
وعجز جميع الرجال عن فض الاشتباك،وبقيت حتى إنتهت تاركة الكثير من الإصابات.
وبالطبع هي لم تكن المعركة الأولى بين فاشيات أسرار بعضهن.
قبل دخول يحيى إلى منزله رأى بنتا جميلة جدا كانت تقف على باب منزلها، وبدت على أنها ليست من القرية،كانت في عمره ،وكانت تتابعه بنظراتها،وقف وما أن رآها حتى خفق قلبه وبشدة ،أما هي فكانت تبادله نفس الشعور ومنذ مدة دون أن يعلم.
فلم يكن يدري ماذا يسمى ذلك الشيء الجديد الذي شعر به،وهو أن يتعلق ببنت من النظرة الأولى .
* * * * * * * *
بعد ظهر ذلك اليوم أخبرته أمه بأن عليه العودة إلى منزل عمته لينم عندها تلك الليلة أيضا حسب رغبة الأب لأن عمته لن تتمكن من الحضور في المساء لأخذه ،لكن يحيى إنفعل لأول مرة وعلى غير عادته، وقال بصوت مرتفع:
-لا مش رايح؟
-ليش يامقصوف الرقبه مابدك تروح ،شو بدك تفضحنا مع أبوك؟
-قلتلكي مابدي أروح؟
-وليش مابدك تروح.
-هاي قحبه؟
صرخت الأم بخوف وهي تعض على أصابعها:
-ياساتر يارب لاتقول هاي الكلمه مره ثانيه يا ملعون الوالدين ؟
لكن وللصدفة الأسوأ من ألف ميعاد ،كان دخول الأب إلى البيت في تلك اللحظة وقد سمع كلامه،وجرى إليه والشرر يتطاير من عينيه :
-ولك شو قلت عن عمتك ياابن الحرام ،ولك هاي أشرف من أمك؟
قالت فريال بخوف ذكرها بخوفها القديم منه:
-هاظ ولد زغير ياحميدان شو بعرفه شو بقول؟
-لا بعرف شو بقول لأنه ولدكي ياساقطه لو ماسمع هذا الحكي منكي كان ماحكاه؟
فما كان من حميدان إلا أن رفعه عاليا ليتجاوز رأسه وطرحه أرضا ،ثم أخذ يكيل إليه الركلات والصفعات وسط نشوة وسعادة إخوته وأخواته وعلى الأخص زكي.
جرت فريال إليه لتمنعه وتحمي يحيى بيديها ،لكنها نالت نصيبها من الركلات والصفعات.
ولم يكتفي بذلك بل قام بجره إلى خارج المنزل وقام بربطه من قدمه وعلقه على غصن شجرة كالشاة المعدة للذبح،ومن ثم إنهال عليه بالخيزرانه دون رحمة ،إستمر صراخ يحيى حتى فقد الوعي وبقي معلقا حتى المساء
إلى أن مر بهم "سالم "أحد أنسباء الأب المسيطرين وشفع له.
* * * * * * * *
إستمر الأب في ترصد أخطاء يحيى ليعيد الكرة ،وكان ذلك حافزا لزيادة نشاط إخوته وأخواته في رصد ذنوبه طوال الوقت وإن لم يروا أي ذنب جديد قاموا بالصاق الاتهامات به.
أما إن لم يرتكب أي ذنب فكان الأب يطلب من إخوته جره إليه ليكويه بالنار بين عينيه الزرقاوتين بحجة أنه فأن شؤم.
فكان الشيخ عبد الكريم يرى آثار الحرق على وجه يحيى والكدمات على أنحاء جسده فتزداد كراهيته لحميدان، فكان حميدان يتحاشاه عندما يكن مارا.
يخرج يحيى للتنزه ،يلتقي في طريقه بالشيخ عبد الكريم ،يصافحه، فينحني الشيخ عبدالكريم كالعادة ويقبله على رأسه ويجلس أمامه ،فيحدثه عن الله وحبه لعبده المخلص الضعيف ،التقي ،ويحدثه عن النار عقاب المذنبين، والجنة مسكن الصالحين ومافيها من نعيم،فيتخيل يحيى الجنة
ويشعر بالسعادة وراحة النفس والطمأنينة.
كان زكي قد رأى يحيى وهو جالس مع الشيخ عبد الكريم وسارع ليزف الخبر إلى والده،
كانت عمته هناك وأيضا هلاله عشيقة والده ،قال زكي:
-يابه هسى شفت يحيى مع الشيخ عبد الكريم...و..؟
قال الأب صارخا به :
-ولك إحكي بسرعة شو شفت ؟
-كان يحيى مع الشيخ عبد الكريم وكانو لحالهم وكان قاعد بحضنه ..وصار يحبحبه..و..؟ "أي يقبله"
-وإيش كمان ..ولك إحكي .
صمت زكي بخبث ليثير الفتنة و لم يتابع ،قال الأب :
-طيب أنا بورجيه؟
قالت عمته سلمى:
يالطيف هذا الدرويش المجنون إلي بحط على حاله عطر ميتين ..الله يستر مايجنن الولد ؟
قالت هلاله بوقاحتها المعهود موجهة كلامها للأم بخبث قاصدة تحريض الأب عليها وعلى ابنها يحيى :
-إنتبهو لهذا الولد بالذات ليبعد كثير عن الدار .. ليروح بعدين يقظبه واحد و..........؟
فضج الجميع بالضحك.
أما الأب فقال :
-هاظ الولد رايح يوم من الأيام أذبحه وأريح راسي منه.
وفي الواقع كان حميدان يخشى الشيخ عبد الكريم كثيرا ولا يجرؤ حتى على الوقوف أمامه ،
لأنه كان يعلم بكل أفعال وهو أيضا لم يكن من المصلين ومرتادي المسجد.
وكان عليه الحرص منذ الأن من أي خطوة يتخذها بحق يحيى.
* * * * * * * *
بينما كان يحيى عائدا إلى المنزل اعترض طريقه شابان يحتسيان الخمر ،شعر بالريبة منهما وأراد الهرب، لكن وقف الأول أمامه مانعه من الهرب وقال له:
-وقف ..مش إنت ولد فريال ؟
بقي يحيى صامتا ،فقال الثاني ساخرا:
-طبعا إبن فريال يعني مش شايف هذا الجمال والشقار والعيون الزرق وبدو يكون من ظهر حميدان لجرب ..إفهم عاد ياحمار ههههههههه؟
قال الشاب الأول:
-هههههه فهمت عليك .. ياربي محلاه احلى من لبنيه؟
قال الثاني:
-قرب جاي واعطيني حبه ههههههه واعتبرني بنت حلوه ؟
لكن يحيى إنحنى إلى الأرض و تناول حجرا ورفعه مهددا به ؟
في تلك اللحظة رشقه الشاب الأول بمحتويات قدح الخمرة فشعر بالذعر، أما الشاب الثاني فدلق ماتبقى في زجاجة الخمر على رأسه ،فبلل شعره الأصفر بالخمر ووصل بلل الخمرة إلى ثيابه ،كان لايزال فزعا فجرى مطلقا ساقيه للريح وهو يبكي .
وصل إلى منزله صارخا بفزع، رأى أمه في باحة المنزل وقال لها وهو لايزال مذعورا :
-يمه السكرانين.. كبو ..العرق على راسي وهدومي ..شوفي؟
لكن ماكان من أمه إلا أن وجهت له صفعة على وجهه أوقعته أرضا من قوة الصفعة ،وقالت له وهي ثائرة:
-طيب إنت شو إلي موديك غاد يامقصوف الرقبة..ماقلنا ليك لاتبعد كثير عن الدار؟
تركها يحيى وجرى وهو لايزال مذعورا ،لقد ذهب إلى الصدر الحنون ،إلى سميحة التي كانت تميز صوته حتى لو كان وراء الجبال، فخرجت من منزلها تجري وهي تكاد أن تقع من شدة القلق عليه ،عندما رأته أخذته بين أحضانها وهي تردد:
-بسم الله عليك يمه ..بسم الله عليك ياحبيبي..علامك ..علامك؟
لكن يحيى كان يردد :
-لا..لا بعدي عني ..لاتلمسيني يمه وسخوني بالعرق ..أنا صرت من أهل النار ..هذا عرق ..شوفي ..شمي ريحته..شايفه هذا عرق؟
كانت سميحة لأول مرة تسمعه يقل لها أمي فخفق قلبها بشدة ولم تستطع منع دموعها من الانهمار فقالت مهدئة:
-لاتخاف يمه ولا تقول هيك إنت ماشربته ..لاتخاف ..هذاك إلي بروح على النار هو إلي بشربه..بس إنت ماشربته.. الله يلعن أبوهم ..الله يلعنهم ؟
كان الشيخ عبد الكريم مارا فرأى وسمع كل شيء ،وتركهم وجرى إلى هؤلاء الشباب ليقتص منهما.
فقد عاهد نفسه على حماية يحيى من كل شر يعترضه ،ومنذ تلك اللحظة سيبدأ بمراقبته وحمايته من أهل القرية الفاسقة.
* * * * * * * *
كانت سميحة قد غسلت ثياب يحيى، و أعدت له الماء وإغتسل وحده،وعندما جفت ثيابه أرتداها وخرج بينما كانت تودعه وهي واقفة على الباب ، سمع خرخشات على الأرض فشعر بأن شيء فوق رأسه ما أن نفضه بيده بعيدا حتى غطت السماء غمامة كبيرة حاجبة ضوء الشمس، جرى إلى سميحة عائدا لتحتضنه من جديد، وقالت وهي تمد يدها إلى السماء :
-لاتخاف ..شوف ..شوف يمه يايحيى ..سبحان الله..إطلع فوق ؟
(يتبع...)
تيسيرالمغاصبه
٣٠-١-٢٠٢٤
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏لن) تشرق الشمس أبدا قصة متسلسلة بقلم: تيسير المغا صبه‏'‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...