الاثنين، 5 فبراير 2024

* الخَدِيعَةَ..

 * الخَدِيعَةَ..

أحاسيس َ: مصطفى الحاج حسين.
.. وَأَقُولُ لِمَوتِي
كُن جَمِيلاً حِينَ تَقطُفُ رُوحِي
وَلَا تَعبَث بِمَصَابِيحِ قَصَائِدِي
وَلَا تُمَزِّقْ مُسَوَّدَاتِ حَنِينِي
دَع نَوَافِذِي مَفتُوحَةً عَلَى الدُّرُوبِ
فَأَنَا أَنتَظِرُ نَسمَةً تَهِلُّ عَلَيَّ
مِن سَمَاءِ بِلَادِي
وَصِيَّتِي إِلِيكَ يَا مَوتُ
أَن تَطُوفَ بِرُوحِي
فَوقَ شَاهِقَاتِ مِيلَادِي
دَعنِي أُوَدِّعُ ضِحكَةَ الضَّوءِ
فِي عُيونِ الذِّكرَيَاتِ
سأسامحُكَ بِكُلِّ مَا عِندِي
مِن عِشقٍ وَتَوقٍ مُزدَهِرٍ
وَدُمُوعٍ كَانَت تَنمُو كَشُجِيرَاتٍ
فِي بَسَاتِينِ لَهفَتِي
تَسأُلُ عَن مَهدِ عِشقِي
وَعَن مَوطِنِ أُولَى قُبُلَاتِي
يَا مَوتِي
دَع أَصَابِعِي تَلمِسُ
وَجهَ النَّدَى الطَّافِحِ بِالشُمُوسِ
وَبِأَنفَاسِ اليَّاسَمِينِ
ثُمَّ خُذ مِنِّي مَا تَشتَهِي
مِن حَوَاكِيرِ الغِنَاءِ
وَمِن يَنَابِيعِ الأَبجَدِّيَةِ
واحملني عَلَى زِندِكَ
إلى حَيثُ يَدُلُّكَ المَدَى
صَوبَ جِبَالِ السَّحَابِ
وَادفِنِّي في جَوفِ الصَّدَى
مَا عَادَتِ الأرضُ تتَّسِعُ لِهَزِيمَتِي
وَلَا عَادَتِ الهَزَائِمُ يُغرِيهَا انكِسَارِي
أَنَا يَا مُوتُ مُتُّكَ قَبلَ أَن تَتَعَرَّفَ عَلَيَّ
أَعرِفُ طَعمَكَ مِن يَومِ
أَن عَرَفَتنِي الغُربَةُ
وَأَعرِفُ رَائِحَتَكَ لِحظَةَ
أَن قَطَعُوا عَنّي هَوَاءَ وَطَنِي
فَمَاذَا سَتُمِيتُ منّي
وأنا أحَيا مِن غَيرِ رُوحٍ ؟!
وَقَلبِي خَلَّفتُهُ وَرَائِي
مَسكِينٌ أنتَ يا مَوتُ
سَأُشفِقُ عَلَيكَ حِينَ لَن تَلقَانِي
وَتَكتَشِفَ أنَّي خَدَعتُكَ .*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏لحية‏‏ و‏نظارة‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...