الجمعة، 9 فبراير 2024

قبس من نور "... وزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيدًا ..."

 بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من نور
"... وزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيدًا ..."
عنوان مزلزل شديد بالصورة والصوت ، تصوير قرآني عظيم مؤثر مازال محفورا في الذاكرة لا تمحوه الأيام على مر الزمان....وهو غذاء روحي جيلا بعد جيل،
يتلى في سورة الأحزاب آية 11 "هُنَالِكَ ٱبۡتُلِیَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُوا۟ زِلۡزَالࣰا شَدِیدࣰا"
اختبار صعب في ظروف حالكة، أحاطة بالمؤمنين وليس بأحد غيرهم لمعرفة معدنهم الثمين؟! هذا الاختبار القاسي يتكرر في كل وقت وحين في نفس الموضوع من أجل الإبقاء على التوازن البشري "... وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ..."140 آل عمران
زلزال غزة تردد صداه في كافة المعمورة قوة وشدة وبرهان لا مثيل له في الدمار شمل كامل البلاد والعباد ولم يترك أحدا إلا أصابه مُصاب من كوارث كان سببها أهل الباطل المعتدين الظالمين ...
فالتنسيق والترتيب القرآني سلسلة متصلة من البيان جاءت على ذكر أهوال الزلازل التي يعجر أن يأتي به أي بيان كان :-
"إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ
وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا"
الأحزاب هم نفس الأشخاص بطريقة مفبركة حديثة عرب ويهود ومنافقين ومشركين ولَمَم من أمم شتى لا يجمعهم جامع سوى هدف إذلال المسلمين وتهجيرهم جاءوا من كل فج عميق بالطائرات والمسيرات والقاذفات وأحاطوا بأهل فلسطين من كل جهة من فوقهم ومن أسفل منهم حاولوا سابقا اختراق خندق المدينة المنورة فوقف حائلا دونهم بكل صدود على طول خمسة آلاف وخمسمائة وأربعة وأربعين متراً، ومتوسط عرضه أربعة أمتار فاصلة اثنين وستين ومتوسط عمقه ثلاثة أمتار فاصلة ثلاثة وعشرين ،
وهنا وقفت أنفاق غزة بكل قوة وشموخ بقوة قادر وهو الله، انفاق بطول 500 كيلومتر، وقد يصل عمق بعضها إلى 70 مترا تحت سطح الأرض، هذه المعلومات ضمن تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وفي غيرها قدر بأكثر من ذلك 720 كيلو أو بقدر شبكة أنفاق مترو لندن المهم الفكرة مبتكرة بطريقة مبدعة صحيحة أعيت الأحزاب زمان والآن...
هذا أبتلاء واختبار وامتحان للمؤمنين الذي بلغ بهم أقصى درجات الزلازل البشرية ليس على معيار ريختر يبدأ من الصفر وينتهي .،10 بتصنيف نادر ما يحصل على الكرة الأرضية إلا في غزة وفلسطين بفعل المجرمين دمر كل شيء وغير وجه الأرض ولم تعد صالحة للحياة ملأها حقدا وبغضا وحسدا...على اساس سياسة الأرض المحروقة
تلاحظ حتى الكلمات القرآنية تم فيها تضعيف كلمة الزلزال من باب المبالغة في الإهلاك والتشنيع والانتقام والفتك بكل صلافة ووقاحة وحرق وخرق شامل لكل المخلوقات بغض النظر إنسان أو حيوان أو حتى جماد كل ما هو قابل للتدمير أو الحريق لم يترك له أثرا ....
ومن هنا جاء اختيار كلمة أدت المعنى المراد من الزلزال وهو اضطراب الحياة على وجه الأرض لم يسبق له مثيل من اختلال في التوازن رافقه الرعب والخوف والفناء والذعر والهلع شبيه بحالة اضطراب الكوارث الطبيعية من الزلازل ...
لا أعتقد أن يوجد صورة بهذه القوة المرعبة من الهول والكرب والضيق الذي لم ينج منه أحد إلا أصابه أذي في جسمه أو أهله أو ولده أو في ملكه وماله ...
لقد أطبق الأحزاب على آكلتهم من أهل غزة وفلسطين من كل النواحي كما تتداعى الآكلة إلى قصعتها دون أن يحسبوا للمسلمين حسابا ...
لو نظرنا ودققنا في كل الحالات والمواقف الماضية والحاضرة التي تحكم الظروف اليوم لوجدنا أنها بتلك السمات والصفات والحركات ماثلة أمامنا بصورتها الواضحة في هذا النص القرآني من أحزاب شتى تقف بكامل قوتها وعددها نحو هدف واحد هو النيل من قوة المسلمين ...
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...