الأربعاء، 7 فبراير 2024

 سؤالٌ يطرحُ نفسه

من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في اليوم السابع من
شهر شباط
2024
سُؤالٌ يطرحُ نفسهُ أحيانًا قبل أن يبادر الآخرون فيطرحونه عليكَ في لقاءٍ عابِرٍ أو في سجالٍّ أو في أيةَ مناسبة .
ما الذي تعلمتَه في حياتكَ أيُها الإنسانُ . . . ?
إنني أُخَمِنُ انْ لا حراجةَ دونَكَ ولا اعتراضَ لديكَ إنْ أُنا ألقيتُ عليكَ سؤالًا يُشبِهُ السؤالَ سالف الذكر . ..
ليسَ صَعباً سُؤالًا مثلُ هذا السؤال وفي الوقت نفسه فهو ليس سؤالًا ساذجاً كما يظنهُ البعض , إنه سؤالٌ يحتَمِلُ
فِطنةَ سائِلِهِ وسِعةَ إدراكِهِ , لن يرغَبَ سائِلُه جوابًا إرتجالياً تكتيكيًا دون سابق تمهيد , لقد اختار الشخص المناسب
حسب تقديرهِ لِإلقاء السؤال عليه , يجب أن تحتملَ الأجابةَ بين طيّاتها درساً نافذاً وبعضَ حِكمةٍ يُمكِن أن يُستفيدَ منها
موعِظَةً أو مُجردَ نصيحةً من أراد جواباً على سؤالِهِ أيَّا كانتْ ثقافةُ ذلك الإنسانِ الذي أُقْحِمَ في السؤال .
ولكي أتمكَنَ مِنْ أن أُوَظِبَ جواباً مُقنِعاً ومُوَثقَا مُعتمدًا من موطِنَ صُنع القرار ومركز الذاكرة في الدماغ فلا بأسَ أن
أتوقفَ بعضَ الوقتِ كي أستجمع في ذاكرتي المتواضعةِ كُبرى الحوادث بين حَسَنِها وسيِئِها نزولاً الى دقائِقِ تفاصيلها
تلكَ التي عِشتُها في سالفِ الأيامِ والسنين كي يرضى عن ثِقةٍ وقناعة تامتين من أراد جواباً للسؤال .
موسوعةٌ معرفيةً لاتَحُدُّها صَفحاتُ كتابٍ تلك التي تعلمتها عبر سنّي حياتي , ولكن ليس كل ماتَعلمتُهُ قد تشَبّثَ بِالذاكرة ,
إختزلتُ جميع ماتعلمته على مدى الىسنينَ ألسالفةَ وجعلتُهُ في مجردِ كلمتين إثنتين . .
الصبرُ والتسامحُ . .
الصبر آيةٌ بِحدِّ ذاتِهِ , إنه الصبرُ يُعتمدُ في الأزماتِ بين الفاقةِ والعداوةِ والإفلاسِ و سوف يتربصُ المرض فيفرُضَ تواجدهُ بينَ
هؤلاء ضيفاً ثقيلًا غيرَ مُرحَبٍ بهِ .
وَحدَهُ الصبرُ يُمكنُ أن يحتمِل فلسفةً هي ألإبقاءُ على النفس هدوءها واعتدالها و محاولةُ عدم زَجِّها في مَعمَعةِ التهوُّر
والإندفاع فتحُلُّ الكارثةَ يتبعها ندمٌ وحسرةٌ , كيف نواجه مشقة الحياة بجميع صنوفها دونما الأستعانةِ بالمبالغ به من جرعةِ الصبر ,
الحياة آيلةٌ إلى التبدل بشكلٍ مستمر ومُواكبةُ التبدل وتغيرُ الحال من حَسَنٍّ آمِنٍ إلى حالٍ سيئَةٍ فوضَويةٍ هو المعضلة بحد ذاتها
ولكن مع الصبر سيكون بالإمكان احتواءِ أيةَ مشكلةٍ قد تعترض مِنهاجَ حياتنا .
أما التسامُحَ فلَهُ شأنه , شأنٌ لايقُلُّ فضلًا عن فضلِ الصبر , إنه قُوةُ العاقِلِ ورأسُ مال الحليم , هو امتصاصٌ مُسبقُ الجُهدِ
لشقاوة الاخرين وعدوانيتِهم وتمييع تهورهم ,
كُنْ عاقلاً متسامحاً أيها الانسانُ ولينْعَتكَ الآخرون بالجُبنِ أو بالضعفِ والخنوعِ لِأنكَ قد تنازلت بِإرادةٍ عن حقوقك , فلا الضعفُ
يليقُ أن توصفَ بهِ ولا قرينَهُ ألجُبنُ , هذه الصِفاتٌ يجب ان يُنعت بها غوغائيو العصر ومن حالفهم ممن جانَبَ العقلَ والسَترَ والأمان .
لِنعملَ جميعًا على تفعيل المنطِقَ بحكمةٍ ودراية ونجعَلَ الإغترارَ والتجبُرَ والرعونةَ خلفَ ظهورنا , إن هذا الذي يحتوينا زمنٌ
رماديٌّ كالِحٌ لا عَدلَ فيهِ ولا عفوٌّ ولا أمانْ ,
أليس الصبرَ وأخاهُ التسامُحَ عِقارانِ ناجِعانِ في هذا الزمنِ ألأغبرِ , الزمن الذي إتفق الجميع على وصفِهِ بأنهُ الزمنُ الأكثرُ
قتامةً وفضاعةً بين الأمكِنةِ وألأزمنةِ جميعها .
وعد الله حديد
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏علمتني :الحياة‏'‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...