*الهويّة*
كنتُ أفخرُ بهويّتي العربيّةِ الإسلاميّة
منذ كنتُ أَدرُسُ عن تاريخها المجيد
في المدرسة والمعهد والكُلّيّة
وكنتُ أَعتقد جازِما
بعد أن علّمونا
ورسّخوا في أذهاننا
بأنّها كانت أُمّةً مُتمَيِّزة
في الشّعر والأدب
وقد تركت لنا كنوزا
بين دٓفّاتِ المُجلّداتِ والكُتب
وبأنّها كانت أُمّةً رائدة
في مجالاتِ العلوم
الّتي عرفتها البشريّة
فكانت في هذا الميدانِ شمسا
تُضيءُ أرجاءَ الكرة الأرضيّة
وبأنّها أمّةٌ كانت تملك جيوشا جرّارة
تمنعُ الأعداءَ من التّجرُّؤ عليها والإغارة
لقد درّسونا معنى التَّٱزُرِ والأُخُوّة
وأنّ باتّحادِنا نزدادُ عِزّةً وقوّة
وأقنعونا بمَتانة الأواصِر القويّة
الّتي تربط بين بلدانِنا العربيّةِ الإسلاميّة
حتّى سلّمنا واقتنعنا
بأنّنا مازلنا أُمّةً عظيمةً مٓحمِيّة
على الأعداء مَنيعةً عَصِيّة
ولمّا اندلعت حربُ غزّةَ الأبيّة
وتعرّض الجميعُ للعُدوانِ والأذِيّة
أظهرت هذه الحربُ الظّالِمةُ للعِيان
ما عاناهُ الشّعبُ الأعزل
في غزّةَ من خِذلان
من طَرَف أنظمةٍ مُعادِيةٍ للحرّيّة
و أبرزت لنا تشَرذُمَ الأمّةِ العربيّةِ الإسلاميّة
فصرتُ أخجلُ من هذه الهويّة
و من أُنظمةٍ رضِيَت بالدَّنِيّة
بعد أن باعت قضِيَّتها المركزيّة
بمَناصِبَ زائلةٍ على رأس الرّعيّة
واشترَت خِزيا وعارا
لن يُمحَى أبدَ الدَّهرِ
من سِجِلّات البشريّة
ولن يغفِرَها لها مُطلَقا ربُّ البَرِيّة
ولكن...
سيبقى الأملُ قائما
في أحرارِ الشّعوب الأبِيّة
الّتي تَتُوقُ دوما للعيشِ في حُرّيّة
كي تُكَسِّر قُيُودَها الحديديّة
وتَرفعَ الأسلاك الشّائكة
عن حُدودِها الوهميّة
لتوحيدِ أمّتنا من جديد
كي تستعيدَ مجدَها التَّلِيد
وتستردَّ عِزَّتها ومناعتها القويّة
لنَفخَرَ حقّا بهويّتِنا العربيّةِ الإسلاميّة
ونُحلِّقَ عاليًا في سماء العِزّةِ والحُرّيّة
كمال العرفاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق