الثلاثاء، 9 يناير 2024

(خلف الستار)

 (خلف الستار)

*هناك من التصرفات التى ينكرها الإنسان ويبغض من يقوم بها ولكنه اذا فعلها يجد لنفسه أكثر من مبرر فيقوم بها كأنها حق أكتسبه وحتى لو غضب الناس من فاعلها وحتى النفس قدتشعر ببعض الأسى لأن صاحبها يقوم بها ولكن الحاجه لفعلها تجعل الأمر عاديا رغم رفض العقل لها تماما.ومن هذه التصرفات التى كنت ولازلت أقوم بها هى التخفى وراء ستار نافذه حجرتى لكى أنظر إلى الناس وأتابع كل مايحدث أمامى أو فى الشارع ..إلى مرمى بصرى دون أن يشعر بى أى أحد أنه تحت متابعتى المستمره ومراقبتى الدائمه فى أى وقت من الليل أو النهار..!
ولا غرابه فى ذلك فقد لازمنى هذا التصرف منذ الصغر فقدكنت أراقب ما يحدث فى بيتنا من تحت الغطاء فى الوقت الذى يظن فيه أى أحد أننى غارقه فى نومى.
والسبب وراء هذا التصرف هو دافع الفضول لمعرفه مايدور فى حياه الناس ولعل هذا بسبب الفراغ الذى كنت أعانى منه منذ الصغر فلم تستقر معى أى علاقه سواء أثناء الدراسة أو مع الأقارب اوالجيران.
ورغم ما كنت أفعله فهذا لايمنع من أننى أحزن لوفاه أو مرض أى شخص..أو أفتقد أى إنسان غائب . أو لخلافات بين زوجين ..أو أفرح لأى مناسبه سعيده ...ومن بين الذين كنت أراقبهم جيدا هو الحاج فتحى صاحب محل تجارى بالقرب من منزلنا .
أتابعه منذ حضوره حتى أنصرافه فى المساء
.هذا الرجل له منزله طيبه فى نفسى فقد سعدت به وبكل ماكان يبذله من جهد لمحاوله التخفيف عمايعانى منه البعض. ووجدت من تدخل عليه فى غايه الحزن وتخرج وهى فى قمه سعادتها لشده تأثرها بمواساته لها.
ولا أخفى سرا كنت أحس ببعض الغيره من أى إمرأه تدخل إلى محله وأترقب أنصرافها على مضض فكم أحتاج لمثل هذا الأهتمام وتلك الرعايه والأحتواء.
والغريب أننى حاولت أكثر من مره أن أذهب إليه لشراء أى شىء كمبرر لكى أراه ولكننى كنت أشعر بخجل شديد فأنصرف على الفور.
وذات يوم بلغت سعادتى ذروتها عندما أيقظتنى أمى من النوم لتخبرنى بأن الحاج فتحى بالخارج ويريدنى فى أمر هام.
خرجت مسرعه إليه وكانت المفاجاه التى لم تخطر ببالى أبدا فقد جاء الرجل ليطلب الزواج منى لأبنه حاتم..!
لم أجب بكلمه واحده وإنما أسرعت إلى نافذتى ورفعت عنها الستائر نهائيا.
مع تحياتى
عبد الفتاح حموده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...