ما الحب ؟
سألتني و أنا أستعد لتناول رشفة من كوب الشاى الذي استهل به يومي، توجهت براسى فى الاتجاه المضاد حتى استعيد ادراكى محاولا استيعاب هذا السؤال الذي كثيرا ما حاولت تفاديه .
كيف لي أن أعلم ماهية هذا الشعور الذي تعلمت منذ صغري أن أثرثر حوله دون أن أستطيع تحديد ماهيته ؟ ثم من منا يمكنه فعل ذلك في حقيقة الأمر ! ظنا منى بان لا أحد يمكنه ذلك فلم يسبق لأحدهم مما سمعت عنهم أن عاش تجربة مكتملة الأركان .
بعضهم خرج منها مجنونا ، البعض مصاب بعطب يستحيل الشفاء منه و البعض أصيب في مقتل في منتصف الطريق أو بعده بقليل ... أما المحظوظ فهو من يترجل في بداية الطريق و يكتفي بقص الجزء الأول و الأجمل قبل أن يتمكن منه الزمان و الشر الإنساني الكامن وراء قناع تم صنعه بإتقان ...
نظرت إليها مطولا، كدت أخبرها بالحقيقة لكنني تراجعت رشفت من كوبى وأشعلت سيجارتي الأولى و بعد نفث دخانها بعيدا أجبتها بتلك الكلمات المختصره محاولا إضفاء بعض التهكم على صوتي :
" الحب صغيرتي أكبر من مجرد وجودنا الآن معا،
الحب هو انبهار البدايات و صمود لا طاقة لك به .
الحب أن تجدي بداخلك سببا مقنعا لوجودي في حياتك رغم عيوبي حتى بعد استنزافي لكل الأعذار و قبولي إياك حتى بعد أن يخف وهج عيونك و يفقد صدرك نفوره .
الحب سيدتي أن تتعودي على كلماتي حتى بعد أن تحفظينها عن ظهر قلب و أن تقتنعى بها وان خالفت هواكى
الحب أن يصبح الصمت لغتنا المقدسة بعد أن نستنفذ كل الكلمات الرنانة
الحب هو أن أصبح مرآتك و تصبحين حديقتي السرية وان نكون كالجسد الواحد
ما عدا هذا فأضمن لك أنه بعد ستة أسابيع سنباشر عملية جنسية فجة و بعد ستة أشهر سنبدأ في البحث عن عذر للانسحاب و إذا لم نجد سننتقل إلى مرحلة كشف عيوبنا لبعضنا البعض بشكل مبتذل " ...
فجأة نهضت من مكانها وضعت رأسها على كتفي ثم ساد صمت تمنيت لو كان بين اصابعى قلم وورقه حتى أستطيع قرض بعض الشعر احتفاء بهذه اللحظة التي ستبقى راسخة في ذاكرتي .
المصرى الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق