الأحد، 31 ديسمبر 2023

مر الوقت....

 مر الوقت....

١~توالت دقات عقارب ساعتها نبضات، تمر على كل الأرقام أحاسيس، مسرعة وبطيئة، شابة شاخت، تجلس تتأمل، لقد عاندت أمها الذي لم يكبرها إلا بيوم واحد، كم مضت أيامها مسرعة، كرؤية من عتبة نافذة القطار، قطار عمرها وهو يسير و يمر الوقت، يعد هاته الدقات نبضات و أحاسيس، ضلال أشجار محطاته و أحذاثه، تعداد و إحصاء في تنازل بتسارع و ببطئ، لقد ادركها الهلع و هي جالسة تنظر، تلزم مكانها ، مر الوقت....
٢~صخرة بسفح الوادي، شهيق وزفير، لما هذه التجاعيد قد كتبت كل حروف سنينها على خذوذها؟! لما صار وجهها عنوان كدها و شقائها؟! تجلس وحيدة تومئ برأسها إلى كتاب سنينها، تقول في نفسها لفصوله وحروفه و سطوره: لامسي أيتها الفصول كل شعوري و أحاسيسي، تغني أيتها الحروف بمحطات عمري، راقبي يا مآقي أرقام سطور كل تواريخي، أليست سوى ذكرياتي التي خلدت فرحي و حزني، عشقي و فشلي، مجرد مراحل عمر به مر الوقت ....
٣~كلمات كبيرة وأخريات صغيرة، قيلت لها، صرخت بها وسمعتها و أسمعتها، منها من أخجلتها ومن أفرحتها، أخريات أبكتها و أحزنتها، وفصول هي نصحتها و نهتها ونبهتها، حتى أمطر صيفها، ارتعش جسمها في أعز الحر، لربما مر الوقت وخريفها أزهر فعاكس ربيعها، لربما مر الوقت، فتساقطت منها أجزاؤها، لربما مر الوقت، كانت هي من ننتهز فرصة الإختباء والإنزواء و الجلوس وحيدة كما تفعل الآن، بعد خيباتها و فشلها و انهزامها، تبتعد عن الكل فيمر الوقت....
٤~مر الوقت، رحلت دون نفسها دون زمانها، دون حظها وحلمها، آه لقد أتى إليها ساعي البريد اليوم، حاملا لها رسالة، يخبرها : سيدتي وقعي لي هنا من فضلك، إنها رسالة من أمسك،مضمونة بخثم طابعه مر الوقت....
وقعت له طبعا دون أن تنبس قط بكلمة وهي تجلس وحيدة، لأنها تعلم يقينا و متأكدة من أنه مر الوقت.....
بقلمي أبو سلمى
مصطفى حدادي
الرباط المغرب في ٣١/١٢/٢٠٢٣
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...