إلىَ سَافِلَة ْ

 إلىَ سَافِلَة ْ

أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )

قصيدة \ إلىَ سَافِلَة ْ \

من قصائد الشاعر المصري \ جمال الشرقاوي \

سَافِلَة ُ

كَلْبَة ُ لَاَهِثَة ُ وَرَائِي

كَانَتْ لِي مِثْلَ حِذَائِي

كَانَتْ لَاَ تَشْبَعُ أبَدَاً

كُنْتُ عَلَيِهَا كَفِدَائِي

شَيطَانَة ُ شَاغِلُهَا الشَّاغِل

تَسْكُنُنِي تُحَاوِلُ إغْوَائِي

تُوَسْوِسُ لِيِ بِالإغْرَاءِ

لَمْ تُعْطِ الفُرْصَةَ لِشِفَائِي

كَانَتْ نَبْعُ جِرَاحَاتِي

وَ العَمَلُ الأسَوَدُ وَ شَقَائِي

الإسْمُ

أهٍ كُنْيَتَهَا

مَغْضُوبُ عَلَيِهَا بِسَمَائِي

يَبْدَأُ ــ بِالسِّيِنِ ــ وَ يَفْضَحُهَا

يَنْتَهِي بِالنَّارِ وَ ــ بِالرَّاءِ ــ

بَيِنَهُمَا يَسْكُنُ شَيِطَانُ

كَالحَيَّةِ فِي حَرْفِ ــ الحَاءِ ــ

مَا كُنَّا أبَدَاً يَا عُمْري

جِيرَانُ بِأيِّ بِيُوتَاتٍ

نَتَقَارَبُ فِي أيِّ صِفَاتٍ

لَاَ شَبَهَاً بَيِنَ الأسْمَاءِ

تَقْطُنُ بِمَدِيِنَةِ ــ الاسْكَنْدَرْ ــ

تَبْحَثُ عَنْ ثَورٍ يَتَبَخْتَرْ

ذَكَرٌ يَقْتُلُ شَهْوَتَهَا

مَفْتُولُ الشَّارِبُ يَتَكَبَّرْ

شَاعِرُ كَالأسَدِ وَ أكْثَرْ

تَهْمِسُ تَحْتَهُ تَتَأثَّرْ

يَطْحَنُ رِقَّتَهَا وَ تَزْأرْ

تَصْرُخُ فِيِهِ ــ لَاَ تَرْحَمْ ــ

غَوَّاصُ بِجَسَدِ اللاَفَنْدَرْ

فَلَّاَحٌ يَزْرَعُ نَخْلَاَتِهْ

يَسْقِي بُحَيِرِتَهَا لَاَ يَفْتُرْ

كُنْتُ أنَا ذَاكَ الرَّجُلَ

يُزْجِي الأمْطَارَ لِكَي تَنْزِلْ

غَرَقَتْ كَالنَّحْلَةِ فِي العَسَلِ

كَانْتْ تَتَمَنَّىَ لَاَ أعْزِلْ

أنْسِجُ أنْغَامِي أتَغَزَّلْ

بِالجَسَدِ النَّارِيِّ أنَا أغْزِلْ

أقْطَعُ فِي الَّلْحْمِ بِأسْنَانِي

مُمْتَطِيَاً ذَا الفَرَسَ الأشْهَلْ

كُنْتُ شَقِيَّاً وَ عَنِيِدَاً

أخَذَتْنِي مِنْ أسْهَلِ لِلأسْهَلْ

وِجْهَتُهَا كَانَتْ ــ قَاهِرَتِي ــ

سَرَقَتْ مِنِّي ذَاكِرَتِي

سَرَقَتْ مِنِّي أشْعَارِي

عُنْوَانَ قَصِيِدَتِي خَاطِرَتِي

سَرَقَتْ مِنِّي مَحْبَرَتِي

لَاحِسَة ُ مِدَادَ مُفَكِّرَتِي

سَرَقَتْ مِنِّي أيَّامِي

أسْرَارِي خَطَفَتْ حَافِظَتِي

كَانَتْ دَومَاً كَاذِبَة ُ

لَاَ تَفْهَمَ مَعْنَىَ التَصْدِيقْ

لَاَ تَفْهُمَ مَعَنَىَ الأحْلَاَمِ

أرْضِيَّة َ لَاَ تَهْوَىَ التَحْلِيقْ

غُولٌ كَانَتْ بِحَيَاتِي

عَيِنَاهَا لَاَ تَشْبَعُ تَحْدِيقْ

كَانَتْ تَتَمَنَّىَ عَبْدَاً

كَاذِبُ يَهْوَىَ التَصْفِيقْ

هَدَمَتْ سَنَوَاتٍ مِنْ عُمْرِي

يَشْغَلُهَا سِحْرُ التَفْرِيقْ

نَارٌ تَأكُلُ عَاشِقَهَا

لَاَ تَعْرِفَ غَيِرَ التَحْرِيقْ

القاهرة \ أغسطس \ الأربعاء ـــ 30 \ 8 \ 2023 م

الساعة 35 و 9 مساءً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \

عرض الرؤى

معدل وصول المنشور: ٢٢

كل التفاعلات:

١عصام محمود