الأحد، 12 نوفمبر 2023

غزّة

 غزّة

في غزّة
الحزن غير الحزن
من بين الرّكام ينبت و الأشلاء
يانعا ، شامخا
كشجيرات الحنّاء
في غزّة
تُخضَّبُ بالحزن
مَن زَفّت شهيدها
و فردت قامتها في إيباء
للحزن في غزّة عيون
تبكي علينا
و تعلّمنا البكاء
للحزن ثغر تجده
مرّة للثّكالى يبتسم
و مرّة للأطفال
يرتفع صوته بالغناء
للحزن في غزّة يدان
تشدّان عزم المجاهدين
و ترتفعان لله بالدعاء
إلهي المدد المدد
يا واحد يا أحد
للحزن ما للحزن في غزّة
سوى الأنفة و الكبرياء
في غزّة
الأرض غير الارض
فكلّ من في جوفها
باذن ربّهم أحياء
سواء من بأنفاقها تحصّنوا
أم كانوا شهداء
في غزّة الأرض غير الارض
تنطق عزّة
و تُسقى بالدماء
رواسيها أولي بأس
كالجبال بل أشدّ
ثباة و ولاء
في غزّة
تحبل الأرض
تنجب أبطالا أشاوس
تفرح ، تحزن
ككلّ النّساء
و الأرض في غزّة غير الارض
مهابة لا يطأها إلا الشرفاء
في غزّة
حتى الموت غير الموت
شريف ، نبيل
يقطفنا كالورود
في كل زمان و حين
ليصنع من أرواحنا
طيب هذه الأرض
تشمّ رائحته أينما ولّيت
في الأسواق ، في دور العبادة
و حتى في البيت
في غزّة
الموت غير الموت
بريء كالاطفال
يرتاد المدارس
يركب المراجيح و الدرّاجات
يفرح بالألعاب و الدّمى
يحب الحلاويات
و الموت في غزّة
يصاحبنا و يصحبنا
في الطرقات
و يزور معنا
قبور شهدائنا
و يرقد مع الجرحى
في المستشفيات
و الموت أحنّ علينا
من بني جلدتنا
يحفظ العهد
و يرعى الذكريات
في غزّة
لا شيء يشبه غزّة
هي أجمل الجميلات
أعظم المقابر
و أكبر المعتقلات
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
قد تكون صورة ‏نار‏
كل التفاعلات:
١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...