قصيدة ( حربُ الثَّرثرة ).....
نارُ القنابلِ فوقَ غزَّةَ مُمْطَرَةْ
ونصدُها بدروعِ صوتِ الحنجرَةْ
فالحاكمُ العربيُّ أعلنَ سُخطَهُ
والعالمُ العربيُّ أشعلَ حربَهُ
في(الفيسِ) و(اليُتْيوبِ)عارًا سطَّرَهْ
والشَّاعرُ العربيُّ خضَّبَ دفترَهْ
بالشِّعرِ ينزفُهُ وريدُ المحبرَةْ
وهناك في أرضِ المعاركِ لا نرى
غيرَ الطُّفولةِ والبراءةِ مُهدرَةْ
اخفضْ جناحَكَ واعتزلْ عينَ الورى
فالشَّجبُ عندَ الحربِ عقلي كَفَّرَهْ
قَبِّلْ يدَ الطُّغيانِ عبدًا ينحني
ذُلًّا وكفُّ القهرِ مزَّقَ مئزرَهْ
ارحلْ بعارِكَ والتحفْ صمتَ الكرى
واحفر لنفسِكَ في المجاهلِ مقبرَةْ
نخلُ العراقِ يسبُّنا مِمَّا جرى
فالجرحُ ينزفُ في الفراتِ وعكَّرَهْ
وعلى ضفافِ النِّيلِ تدمعُ وردةٌ
وتراقبُ الإمدادَ سدُّوا مَعبَرَهْ
والأرزُ في لبنانَ شَيَّبَ رأسَهُ
هولُ الدَّمارِ، فمَنْ يَهُبُّ لينصُرَهْ؟
العالمُ العربيُّ أضحى لعبةً
بيدِ الطُّغاةِ وطفلُهم قد كسَّرَهْ
العالمُ العربيُّ قسَّمَهُ العِدَى
والعودُ فوقَ العودِ لا لن تكسَرَهْ
كُنَّا كِرامًا لا نهابُ ولا نرى
غيرَ الطَّريقِ إلى النُّجومِ لنعبرَهْ
ونصارعُ الأفيالَ دونَ مهابةٍ
فالقادسيَّةُ للبطولةِ مفخرَةْ
حِطِّينُ في التَّاريخِ كانت زهرةً
بندى البسالةِ في المعاركِ مُزهِرَةْ
ابعثْ إلى الوطنِ الجريحِ رسالةً
واسألهُ مَنْ زرعَ الشِّقاقَ ودمَّرَهْ؟
وابعث إلى الحُكَّامِ ألفَ رسالةٍ
عن مجدِ أجدادي ومَنْ ذا حقَّرَهْ؟
ذكراكِ يا حِطِّينُ تبقى شُعلةً
لتُضيءَ ليلًا كاحلًا كي نقهرَهْ
فإذا رأيتَ الظُّلمَ يغتصبُ القُرى
أرسِلْ إلى الأوطانِ قِصَّةَ عنترَةْ
يا فارسَ البيداءِ صرنا لقمةً
بالفكِّ يمضغُها حقيرٌ لم ترَهْ
يا فارسَ البيداءِ دنَّسَ أرضَنا
أشتاتُ أوباشٍ وصرنا مسخرَةْ
(بَلفورُ) قد منحَ اليهودَ وثيقةً
بالزَّيفِ سطَّرَها وأغلقَ دفترَهْ
فإلى متى نبقى عبيدَ قرارِهِ؟
وقد استباحَ تُرابَنا واستعمرَهْ
الأسدُ لو طافت ضباعٌ حولَها
تصحو مخالبُها وتعلو الزَّمجَرَةْ
كونوا سباعًا واستعيدوا مجدَكم
نهجُ الحمائمِ لن يُعيدَ السَّيطَرَةْ
هيَّا أعدُّوا ما استطعتم وانفروا
فالشَّجبُ في زمنِ القنابلِ ثرثرَةْ
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق