الأربعاء، 18 أكتوبر 2023

قصة قصيرة ( حارة أبو سلامة )

 قصة قصيرة ( حارة أبو سلامة )

هنا على باب حارة أبو سلامة هذه الحارة العتيقة منذ نشأت مصر مع مجرى النيل ، فهنا تجري الأحداث بصورة سريعة متماشية مع إيقاع العصر الحديث ؛ فبرغم تغير الشكل النمطي المعروف للقرية المصرية ، والمكتوب بكتب الجغرافيا ،والتاريخ ،فلقد تغير كل شيئ حتى الزي الرسمي لمعظم أهل القرية (الجلباب البلدي) الذي لم يعد منتشرا إلا نادرا في عموم قرى ،وأرياف الوجه البحري؛ ولذلك بسبب إنتشار التعليم فصار معظم أهل القرية متعلمين ،ومن خريجي الجامعات الذين يرتدون البنطلون ،والقميص ، وغيره من الملابس الحديثة ،ويرجع ذلك أيضا ؛لسفر معظم شباب أهل القرية للخارج للعمل من أجل رفع مستوى المعيشة ؛ولذلك تغير النمط المعماري القروي إلى النمط المعماري بالمدينة؛ وقد تغير أيضا النمط، والشكل الإجتماعي المتعارف عليه من الترابط الأسري، والمشاركة الإجتماعية كانت تشمل معظم أهل القرية قديما حيث كانت تغلق عليها أربع بوابات هي بوابة العرب، وبوابة الحواة ،وبوابة أبو سلامة، وبوابة الإمزة هذا قديما ،فالجميع أهل؛ ولكن الآن صارت قريتي ممتدة حيث قربت حدودها ،وتداخلت في بعض الأحيان مع القرى المجاورة ،وقد تنأءت بيوت الأخوة ،والأقارب وأصبح كل منهم بعيد عن الأخر لايجمعهم إلا بعض المناسبات الإجتماعية كلما أمكن أيضا ؛ولذلك ظهرت مشاكل كثيرة مثل الطفل الحدث الذي يمر بمرحلة المراهقة المبكر ؛فلم يعد مرتبطا بخال ؛ولاعم ؛ولا ينتمي إلا لمن يعطيه نقودا، فالأب صار ماكينة صراف آلي عند بعض الأولاد المراهقين ،و لم يعد لديهم معني إحترام الكبير وإحترام آداب الطريق فظهرت ظاهرة الإتجار بالمخدرات، والسرقة من قبل هذا الشباب الصغير أخضر العود؛ فأرى العديد منهم عندما أقف بالشارع؛ لأشاهد أحداث شارع وسط البلد وحارة أبو سلامة ،وكل ما أراه ناتج أيضا عن غياب الرقيب وولي الأمر سواء الأم المقيمة ربة المنزل ، وتقصيرها في أداء دورها بالتوجيه تارة ، وبالحزم تارة أخرى نحو بناتها في كيفية الخروج بنتها من المنزل بزي مناسب يناسب مبادئ ، وأسس التربية ،والأخلاق العامة بالقرية ؛ فالقرية مهما إتسعت فهي مجتمع ليس مفتوح كما يظن الشباب المراهق ؛ ولذلك نجد يوميا بعض الإنحرافات التي تكون سبب أن يكون فلذة أكبادنا خلف سور مبنى الأحداث بالمنصورة ،أو بالسجن ،"فعلينا جميعا أن نعمل جاهدين على رجوع قريتنا إلى حضن أهلها، إم نقول البقاء لله.
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
كل التفاعلات:
٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...