الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

الرؤية النقدية لرواية كرامة من زجاج للناقدة القديرة سحر سامي...٢

 الرؤية النقدية لرواية كرامة من زجاج للناقدة القديرة سحر سامي...٢

وجاء صوت ابيها هذا المنقذ الذى يخرجها من هذا الكابوس الضبابى الذى اطاح بعقلها ولكنه جاء بصوت قوى غاضب موجها كلامه اليها استديرى يا هويدا لتنظرى لزوجك فقد عقدت قرانك عليه امس ما هذه اللطمة وما هذه المفاجأة التى الجمتها وطيرت منها عقلها واصابها حالة هيستيرية ارتفع بها صوتها وهى تتخبط مابين المفاجاة والقهر والظلم والدهشة ماذا حدث لابيها ؟ الذى عودها واخواتها على الرعاية والحنان والتدليل فقد ذهب كل ذلك مخالف لما عودنا عليه وظلت تصرخ انا لم اتزوج كلامك مردود عليك يا ابى وكانت هذه المرة الاولى التى يعلو فيها صوتها على ابيها ولكن دائما الاحساس بالظلم والقهر يودى بما لا يحمد عقباه فلا يستطيع الاتسان المقهور ان يملك زمام نفسه الغاضبه والكابحة فاصبحت بلا وعى فى التفكيرفهو نابع من داخلها المقهور غصبا فلا تستطيع السيطرة على نفسها وظلت تصرخ كيف كيف؟ وهى من رسمت فى خيالها مواصفات فارس احلامها وقد رسمت لنفسها جمال الايام من خطوبة وفرح وهدايا ودلالها على خطيبها ولم تتوقع ولا تتخيل انها ستزوج بهذه الطريقة التى عفا عليها الزمن وهنا تذكرت اختها الكبرى وكيف زوجوها على غير رغبتها ولكن مع ذلك كانوا يرغبوها ويتحايلون عليها فذلك لم يكن مفاجاه لها كما حدث معاها واثناء غوصها فى التفكير جاء صوت ابيها الغاضب فاستفاقت على صوته العالى الغاضب موجها كلامه لها انا زوجتك وانتهى الامر ..
وعليك انت تنظرى الى زوجك فمن حقه ان يراك ويسعد بك مان ابوها يقول هذا الكلام ولا يستطيع النظر اليها بل كان ينظر الى الارض واسترسل قائلا انك حتى لم تنظرى اليه وتحكمى على شكله حتى يحدث ما حدث منك !! ولكن هويدا ظلت تصرخ وتتخفى وراء قاسم اخوها فهى المحتشمة التى لا تظهر جسدها لاى رجل فهذا الرجل غريب عليها وما بين صراخها وشد اخيها لها فقد شعر الاب بالاهانة من تصرفها وهو الذى يهابه اهل قريته وله من المكانة واكرامة فقد يطيعه معظم اهل القرية فشعر بصغر حجمه وانه كلوح الثلج الذى يتحطم هذا ما كان يشعر به ابوها الا انها لم تتوقف عن الصراخ وتردد لن التزم بهذا الزواج ولم تهدا حتى تحول وجهها واصبح داكنا واثناء ذلك تسالت اين انت يا امى لارتمى فى حضنك وهمت بالخروج وهنا امسكها اخوها وصاح فيها ابوها بغضب بنت بنت وهى تردد لن اتزوج احد ووسط هذه الجلبة الا انها لمحت الرجل فهو جالس فى مقعده وكان انيقا وعلامات الرجولة فى وجهه اضفت عليه جمالارجوليا مع صرامه فى ملامح وجهه وقد لاحظت تلك التفاصيل فى هذه اللمحة الخاطفة وهنا غاصت بفكرها العميق ومشاعرها المختلجة واثناء ذلك تقدم ابوها وقد استشاط غضبا وصفعها على وجهها صفعة قوية كالصاعقة نزلت على خدها فتالم كل جزء منها واعتصرها ذل المهانة امام هذا الرجل وهى المرة الاولى التى يراها فيها وتراه وهنا قام الرحل منتفضا من مكانه موجها كلامه لابيها على رسلك يا حاج وهيب لا تنسى انها امراتى ولن يسعدنى ضربك لها وكان ابوها فى عنفوان غضبه واراد ان يصفعها مرة اخرى ولكن امسك الرجل يده لانها زوجته الان وهنا اطلقت هويدا صرخة اخرى مرددة انها ليست زوجة احد بل اهانته بانه عديم الاحساس حتى يتزوج بهذه الطريقة.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
كل التفاعلات:
ارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...