..محراب الصمت ..
لا ريب أن مقتل الرجل بين فكيه
فالكلام يضعفه و الصمت يقويه
من لزم الصمت من الكبوة يسلم
فمن يغشى مجلسٱ ثم ينصت
يوقد هالة وقار و احترام حواليه
فالآذان الصاغية ينابيع صافية
والعيب بمجرى الكلام قد تجنيه
و من يكيل الكلام بميزان الذهب
يسدد سهم اللغو قبل أن يرميه
فالصامت كمن ينحث في صخر
والمتكلم يغرف في يم ولا يكفيه
إن ولجت مجلسٱ تريث لا تتعجل
في قول يكشف سرك و لا يخفيه
و قد يكون السر إحدى مثالبك
من فرط تهورك أنت لا تداريه
إن حدثت أحسن وإلا كف لسانك
حظك بين فكيك تضيعه أو تثريه
من يغشى المجالس يسكت تأدبٱ
والمكثار المهدار زبد بحر تلاقيه
إسمع تعلم و تتعلم و طيبٱ تغنم
و كل حديث بإهتمامك تجاريه
حاطب الليل يسقط ما بين يديه
جهد ضاع هباء يتعبه و لا يغنيه
بأبي و أمي الإقتصاد في الكلام
تاج كل إمرئ لا يبالغ إلا السفيه
والصمت أحيانا أبلغ من الكلام
يرفع من صان أصغريه و يعليه
الصمت لغة كل عاقل بلا افتراء
بمحرابه فتنة الكلام لا تغريه.
بقلم: سفير السلام العالمي
الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.
آسفي... المملكة المغربية :
..29..10..2023.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق