لعبة التضحية
ارتدى قميصه على عجل ونزل من البناية لمقابلة صديقه غيث" الذي اتصل به قبل دقائق معدودة... وعندما قابله:
- لِمَّ كل هذه الجلبة يا صديقي، ؟ أثمة أمرٌ طارئٌ؟
- إحزر
- لقد حُدد موعد زفافي؛ أنا وهيام وسيقام في الشهر القادم.
عندها تقلصت ملامح وجهه! وارتسمت على محياه معالم الحزن! فرد عليه:
- ولكنّك أخبرتني أنّك ستؤجل موعد زفافكما؛ حتى تتعالج من ادمانك أليس كذلك؟
- هل سنعود مجددًا لهذا الأمر ؟!
- وهل أذكرك أنَّك كدت ستقتل أحدهم لولا تدخلي في الوقت المناسب بسبب فقدان عقلك، ولا تنسَّ بأنّني أدليتُ بشهادة كاذبة لعائلتها حتى تتيسر أمور الموافقة كوني صديقك المقرب.
- حسنًا هل تريد إخبارهم أنّني مدمن مخدرات" وأخسر الفتاة التي أحبها؟
- وما ذنبها هي لتعيش مخدوعة؟
عندئذ اشتد غيظ غيث! ورمى كلماته الأخيرة عليه قائلا: لقد قلت ما لدي، ولك الحرية بأن تضحي بصديق عمرك أو تضحي لأجله؟
ثم غادر حينها، وقد أشعل في قلبه نارا؛ وهو يتذكر صداقتهما العميقة فاستسلم لتلك المشاعر!.
مرّ عامين وباسل في مكتبه يحتسي فنجان القهوة صباحاً، فباغته رنين الهاتف وكان أحد أصدقائه المتصل، وحينما أجابه توسعت عيناه وارتعشت يده التي كانت تحمل الهاتف، أخبره أن غيث في العناية المشددة! وهو في حالة خطرة!، فأخذ مفتاح سيارته وطار بها إليه.
عند وصوله دوت أصوات عائلته أرجاء المستشفى، وقتها تسمّر في مكانه ولم تكد قدماه تحملانه، اقترب منه صديقه الذي أعلمه بالخبر محاولا مساندته وهو يردد: ما الذي يجري؟!
أجابه بنبرة حزينة: لقد فارق غيث الحياة للأسف منذ لحظات .
وقتئذ اقترب منهم الشرطي ليطلب إفادتهم، فالتفت إلى صديقه وهو تحت تأثير الصدمة قائلا: كيف..كيف حصل ذلك؟!
- لقد تعرض لطعنة قريبة من القلب للأسف.
- ماذا!؟ ومن فعل ذلك؟!
- زوجته.
- زوجته!
- نعم، لقد تعرضت هيام للعنف الجسدي الشديد ليلة البارحة! عندما عاد إلى منزله وهو غائب عن وعيه وأثناء ذلك أخذت السكين لا شعوريًا وطعنته
عندها تمتم قائلا: أنا السبب... أنا السبب... لقد ضحيتُ بصديقي.
#بقلمي..
سحر مثنى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق