الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

ضيْعتي

 ضيْعتي

كُنتُ أحيا تحتَ أقدامِ جبلْ/ في أمانٍ دونَ خوفٍ وَوَجلْ
ضيْعَتي كانتْ على مرِّ الزمنْ/ أرضَ خيرٍ وحياةٍ كالعسَل
معْ شُروقِ الشمسِ كُنّا في سِباقْ/ كطيورٍ أوْ خيولٍ للعمَلْ
في حقولٍ قُربَ وادٍ هائمٍ/ لا نُبالي بقُروحٍ أو كلَلْ
وَبِشدوٍ وغِناءٍ دائمٍ/ نتخطّى كلَّ دقّاتِ المَلَلْ
هُمُّنا أنْ نزرعَ للأهلِ هوىً/ لِترابٍ في هَجيرٍ أوْ بلَلْ
ومتى عُدنا مساءً تحتَ بدْرْ/ نتَغنّى بأهازيجِ الزجَلْ
مسرحًا للْحُبِّ كانتْ ضيْعتي/ ملعبًا للشِعْرِ مِنْ بابِ الغَزلْ
أُخْوَةً كُنّا وإنْ كانَ اخْتِلافْ/ فاخْتِلافُ الرأيِّ أمْرٌ مُحْتَملْ
بلْ ومقبولٌ لِإثراءِ النِّقاشِ/لا لِإضرامِ التعدّي والْجدلْ
فهُنا ما خانَ شخْصٌ أهلّهُ/ أوْ وشى للْغُربِ أوْ حقْدًا حَمَلْ
فجميعُ الأهلِ طودٌ شامِخٌ/ ما صِراعٌ بيْننا قدْ يُفْتَعلْ
كلُّ مَنْ جاءَ لِتدْميرِ الْحِمى/ في لِباسِ الذُلِّ والْخِزيِ ارْتَحلْ
كُلُّنا ضِدَّ غُزاةٍ للْحِمى/ ما شقيقٌ ضِدَ أهلٍ اقْتَتلْ
ما فريقٌ عِندَ كرْبٍ انثنى/ أوْ عَنِ الأهلينَ يومًا اعْتَزلْ
ما قريبٌ بالأعادي احْتَمى/ أو إِلَيْهِمْ دأْبَ عبْدٍ انْتَقلْ
ما زعيمٌ قبلَ هذا خانَنا/ أوْ إذا حقَّتْ أمانينا خذَلْ
لِمَ هانوا لِمَ خانوا ضيْعَتي/ ما الذي يا ربَّنا قدْ حَصَلْ
هلْ أصابَ القوْمَ ويْلي حاصِبٌ/ أمْ عليْنا ابْتِلاءُ قدْ نَزلْ
فدِيارٌ دُمِّرَتْ بالكامِلِ/ لا تَرى مِنْ أهلِنا مَنْ يُنْتَشلْ
هلْ أتَتْنا صيْحَةٌ مِنْ ربِّنا/ لِذُنوبٍ اقْتَرفْنا أو زَللْ
وَلَعلَّ القوْمَ ضلّوا كثمودْ/ أوْ كَعادٍ أوْ لِنُكرانٍ جَلَلْ
ويْحَ قلبي ما الّذي حلَّ بِنا/ لمْ يَعُدْ دمْعٌ لديْنا في المُقَلْ
قتْلُنا مُنذُ عُقودٍ قائِمٌ/ إذْ مُباحٌ قتْلُنا دونَ خجلْ
لا شقيقٌ أوْ أخٌ يسمَعُنا/ قدْ أُصيبَ الكلُّ ويْلي بالْخَبَلْ
إنّهم صمٌّ وِبُكمٌ بلْ عَموا/ وَزَعيمُ اليومِ قدْ صارَ هُبَلْ
لوْ بَعثْتَ اليومَ يا ربُّ النَّبي/ قدْ يُصابُ الكلُّ حتْمًا بالشللْ
عفْوَكَ اللّهمَّ إنّي مُحْبَطٌ/ لمْ يَعُدْ في الأرضِ عدْلٌ أوْ أمَلْ
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...