الخميس، 19 أكتوبر 2023

طوفان الأقصى

 طوفان الأقصى

إذا تأذَّنَ بالنَّصرِ الذي يَهَبُ
فلا تَقُلْ كيف يا هذا، وما السَّبَبُ
حَلِّقْ بِقَيدِكَ حُرًا ما استطعتَ، وَقُلْ
يا ليتني كنتُ - للقَسَّامِ أنْتَسِبُ
يومٌ من الدَّهرِ لم تصنع بطولتهُ
ريحٌ، ولا أمطرت سِجِّيلَهُ السُّحُبُ
طيرٌ أبابيلُ، أو طوفانٌ انتفضتْ
مَعُهُ الحِجَارَةُ والأشجارُ، وَالغَضَبُ
من ينصرِ اللهُ يَنْصُرْهُ، وإنْ جمعوا
لَهُ، وألقَوهُ في النِّيرانِ أو صَلَبوا
والرِّيْحُ أسرعُ فَتْكًا مِنْ بَوَارِجِهِمْ
سَيُقتَلُ الجَمْعُ، أو يَقتادُهُ الهَرَبُ
فَلْيُعْلِنوا الحَرْبَ، إنَّ الحَربَ قد حُسِمَتْ
منذُ البِدَايَةِ - تنكيلًا كما يَجِبُ
شكرًا حماسُ، سَرَاياها - كتائبها
نعمَ الرِّجالُ، ونعمَ الأُسْدُ إن وَثَبوا
ماذا فَعَلتُمْ، فعينُ القدسِ ما ابْتَسَمَتْ
سبعينَ عامًا، وذا المُحتلُّ يَنْتَحِبُ
حَلَّقْتُمُ اليومَ تحليقًا يَلِيْقُ بٌكُمْ
نعمَ الصقورُ أتوا بالصَّيدِ أو جَلَبوا
فَليَقْصِفوا، لَنْ ينالوا مِنْكَ غير أذىً
وإنْ أتوا بجيوشِ الأرضِ واعْتَصَبوا
لَمْ يأكلوا غيرَ أشلاءِ النِّساءِ، وَهَلْ
سوى الطّفولةِ عَنْ قَصْفٍ دَمًا شَرِبوا ؟
وَليَفْعَلوا كُلَّ ما في وسعهمْ، فغدًا
سَيُدرِكونَ - بِغَيرِ العارِ ما انْقَلَبوا
لن تبرحَ الصَّفْعَةْ الأولى تُطارِدُهُمْ
في عَالَمِ الخِزْيِ، ذَيْلًا أيْنَما ذَهَبوا
النَّصرُ يُؤتى كما تؤتى الثِّمارُ ولا
يُسْبَى، و للأرضِ أن تُسْبَى وَتُغْتَصَبُ
دخلتمُ البابَ يا أحفادٓ عِكْرِمٓةٍ
بُشْراكُمُ اليومَ، إنَّ الوعدَ يقتربُ
لقد ضربتمُ من الأمثالِ أروعها
علمتمُ الحربَ كيف البأسُ يَنْكَتِبُ
لا مهربَ اليومَ، فالطُّوفانُ تسبقهُ
مسيرةَ الشَّهرِ ريحٌ بَردُها غَضَبُ
صقورُ غَزَّةَ لمَّا حَلَّقَتْ فَضَحَتْ
مخابراتٍ بحجمِ النَّومِ تَرْتَقِبُ
وقبةً من حديدِ العنكبوتِ بدت
أشدَّ وهنًا من السُّورِ الذي ضَرَبوا
كلٌُ الأساطير أوهامٌ مُزَيَّفَةٌ
الأمنُ، والجيشُ، والجدرانُ، والقُبَبُ
أين العروبة، إنَّ الرُّومَ قادمةٌ
أقوى الأساطيلِ في سخريَّةٍ جَلَبُوا
بوراجُ الغربِ من خلفِ البحارِ أتَتْ
هل مِنْ (صَلاحٍ)؟، إلامَ الصَّمْتُ يا عَرَبُ!
قِطَاعُ غَزَّةَ تحتَ النَّارِ يَخْنُقُها
دمعُ اليَتَامَى، فَهَلْ في الحاكمينَ أبُ؟
لا حَرَّرَ القُدسَ تَنْدِيْدٌ ولا قِمَمٌ
ويفعلُ الزَّحفُ ما لا تفعلِ الخُطَبُ
والجرحُ يَنزِفُ، والأسبابُ عاجزةٌ
والوضعُ يزدادُ تعقيدًا ويضطربُ
عذرًا فلسطينُ، فالحُكَّامُ مِنْ دَمِنَا
لم يَرتَووا بعد كي تُعْطَى لكِ القِرَبُ
البعضُ جَرْحَى، ولكن - في رجولتهمْ
لم يبقَ منها بلا خَدْشٍ - سوى الشَّنَبُ
كلُّ القراراتِ تأتيهم مُعَلَّبةً
ويملكُ الرأسُ ما لا يملكُ الذَّنَبُ
وأشجعُ العُرْبِ بل والمسلمينَ بلا
مُنافِسٍ سَاسَةٌ إنْ أرْعَدوا - شَجَبوا
لهم بنوكٌ، ولكن لا رصيد لهم
من الحميَّةِ، والإفلاسُ لا يَهَبُ
أينَ الجيوشُ التي في بعضها قَتَلَتْ
والطائراتُ، وأينَ النَّفطُ والذَّهَبُ!
وأينَ جامعةٌ أمسى يُفَصِّلُهَا
حسب المقاساتِ في (وَاشُنْطُنَ) الطَّلَبُ!
ما أصدقَ الحربَ في إيجادِ نافذةٍ
نحو السَّلامِ الذي مازالَ يُرتَقَبُ
ذاكَ السلامُ الذي - الإسلامُ فيه لنا
والأرضُ، والعرضُ، والزيتونُ، والعنبُ
أبو بلال محمد حمود الحميري
١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ م
كل التفاعلات:
ارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...