قصة قصيرة (خارج الخدمة )
في هذه الحياة القصيرة جميعا نولد أخوة فسواء إن كنت الأخ الأكبر أو الأخ الأصغر فإنتما متحابان تنتميان إلى هذه الأم الشجرة وارفة الظلال وهذا الأب الحصن الحصين من تغيرات الزمان فتسعدا حتى رعايتهم بكل حب ومودة وتعيشا كأنكما شخص واحد بهذه الحياة لايفرق بينكما إلا أسم خالد و جمال عاشا خالد وجمال الكل يجتهد من أجل معاونة أبيه والعمل على راحة أمه فيساعدها في بعض الأعمال المنزلية ويذهبا معها لوابور الطحين وأيضا الذهب معها إلى الحقل لجمع البامية كل هذا وهما لا يفترقا أو يختلفا يوما ما وكان معظم ملابسهم متشابهة حتى ظن من لم يعرفهم أنهما تؤام وظل هكذا حتى كبر وأنهى دراسته الجامعية فدخل خالد الأكبر الجيش و كان جمال يعمل مع أبية وفي صنعته التي أتقنها جيدا بعد إن أنهى دراسته بدبلوم الصناعة ويجتهد ليدخر لأخيه بعض المال ليعطيها له أثناء أجازته من الجيش هكذا كانت الأخوة مغلفة بالود والأخاء والإحترام والتقدير وحب الأخر جميع هذه الأخلاقيات أساس للتربية في الأسرة المصرية من تفاصيل الأديان وأساسه بالدين دائما (حب لأخيك كما تحب لنفسك) هذه وصية ونصيحة كل الأنبياء في كل مجتمع لن يصلح أي المجتمع إلا بالحب والمودة والتواصل بين الأرحام هكذا خالد وجمال يعرفان معنى هذا جيدا لأنهم تربية مكتب تحفيظ القرأن وعصى شيخ جليل وتستمر الحياة فينهي خالد خدمته العسكرية وبدأ الحب يداعب شغاف القلب من صبية بهية في الجمال استطعت أن تمتلك خالد تحت تأثير مخدر الحب فذهب خالد متوجها لأبيه واخيه ليخبرهم إنه يرد أن يتزوج من فتاة أحبها فابتسم الأب وضحك جمال وقال مرحبا في بيتنا عريس ولكن أراد أن يعرف الأب من هي ؟ فقال خالد إنها سماح بنت عمي حافظ الجميل وقف الأب غاضبا وقال له إختار غيرها أحنا مش مثل حافظ ولا أحنا من توبه يا ولدي قال خالد أنا بحبها يا أبي وأعشقها يا أبن يا حبيبي إذا أردت أن تخسر أخاك فتزوج بنت عديم الأصل وبنت خضراء الدمن لتقول لأخيك لا تطرق الباب ياجمال فيقول أريد أخي فتقول له كان أخا والآن زوجي وتضحك وتغلق الباب بوجه أخيك فيموت كمدا على أخوتك التي فقدها بوجودك هنا بكى خالد وحضن جمال وأثناء هذه اللحظة تليفون خالد يرن فالأسم يظهر سماح فلا يرد خالد ثم ترن مرات عديدة ثم يمسك خالد التليفون ليقول لها إن الرقم المطلوب خارج الخدمة إلى الأبد .
الكاتب /إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق