الجمعة، 13 أكتوبر 2023

كذا حالها الأيام

 كذا حالها الأيام

كذا حالها الأيام تأتي و تذهب
و تأخذ أقوام و للبعض تجلب
فلا تأس عن ماض تولى بما به
و لا بجديد تحسب السعد مكسب
توسط أمور الوقت في كل حالة
عليها تقيم الروح في كل مذهب
و ذق كل طعم مر بالذوق أو حلا
بإيمان روح ما لها فيه مطلب
ستمضي على مر و حلو و ينتهي
فما العيش إلا زائل متقلب
ترى العين مايبدو من الأمر ظاهر
و علمك لا يدري بما عنك غائب
و للغيب أقدار بها الوقت سائر
بماليس في الحسبان من كل جانب
إذا اليوم لم تبسم بثغر شفاته
غدا تضحك الأوقات و المر يعذب
فلا تبتأس باليأس نفس و حالة
تصير بها في ظلمة الضيم غاضب
تصبر فإن الحي يبليه ربه
إذا اليوم مغلوب غدا صار غالب
و يحمد عند الله ذو الحمد دائما
بنعماء أو ضراء و الشكر واجب
على كل حالات الحياة مصائري
مواقفها بالعيش باتت تصاحب
فلا مر إلا قد تجرئت مره
و لا حلو إلا ذقت منه الرغائب
لكل نضير في الحياة نضيره
و ما أنت فيه عكسه سوف تركب
لعينيك لا أبكى هوى بالهوى غدا
بعكس الذي أدري به كان ينسب
تغير عني في صغير محقر
من الأمر إشكال به مال جانب
به حمل الهجر الذي انجر حاله
إليه بتهويل من النفس واقب
تُعًنِفُ روح المرء ما قل شأنه
فتعظم من صغر صغار المصائب
فأقصر طويلا لا تطل قط حبله
تجده قصير طول درب تواكب
و تسبح في الأمواج فلك بخرقها
و تغرق من خوف النفوس المراكب
و لا تعصر الطعمين حلو و حامض
فتخسر بالخلط انتشاء المشارب
ستلقى الذي بالظن ما منه فائد
غدا أفيد الحاجات عند الطلائب
فلا شئ لا يعني لك الشئ أمره
و ما عنه تستغني له سوف تطلب
لكل صباح مشرق بعد ظلمة
و كل نهار ما تجاوز مغرب
و من يلتقط للشوك من درب عابر
توقى مسير فيه دون الركائب
تسير به الأقدام يوما على الحفا
فيجني ثمار الفعل بالمثل يوهب
فأبن شرور شر من نسل جنسه
و ابن الخيار الخير قلب و قالب
ومن لا يرى في الناس مثل لنفسه
و يمشي على خطوات غرٍ مشاغب
سينُظٓرُ من عين الأنام بنظرة
كما هو بالأنظار شد الحواجب
تواضع أهل الطيب طيب بشأنه
من الأصل لا من ذل نفس الأطايب
فخذ طيبهم بالطيب لا من ترفع
تلاقي قلوب الطيب تسعد بصاحب
تجنب غرور النفس و اترك شرورها
و قدم لها بالخير فعل و مذهب
و أسمع حديث القوم بالسمع مرهف
و أياك قطع القول أو فيه تشجب
و مد يد بالعون في كل مطلب
بما تيح من فعل و قول مناسب
فقولك معروف كما الفعل لا يد
تمد بمعروف سوى منه تشرب
و صل قاطع فالوصل بالهجر شيمة
لكل كريم لو على الكره واجب
و لا يحمل الأحقاد إلا لئيمها
يقيم بها في ظن رد معاقب
و لو أنه يدري به العفو ما به
لسار به حبوا لخير المكاسب
و أياك أن تأتي إذا كنت مخطأ
مصر على الأخطاء منها معاتب
إذا كانت الأفعال سوء فعلتها
فمن يده بالشر لا خير يكسب
تفهم شعور الغير من قبل ظلمه
و أعلم بماذا القصد في حكم غائب
بقلم
أحمد الشرفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...