حينما يحكم الأموات
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الأولى
(داخل مشرحة المستشفى )
خفتت أصوات الطلبة ؛ وهم يبتعدون خارجين من باب مشرحة كلية طب قصر العيني .
جلست في آخر الردهة وأسندتُ ظهري إلى الحائط ، وأنا أرقب خطواتهم ، وأسمع همساتهم حتي أطبق الصمت على المكان ، وفجأة ودون سابق إنذار ، وجدت باب المشرحة وكأن أحداً يغلقهُ بهدوءٍ شديد ؛ حملقت فيه وأنا مذهول؛ ثم انتفضتُ واقفاً وأنا أرتعد ؛ هممتُ بالذهاب إليه لأرى ما حدث ، وأنا أكاد أجر قدماي ولكني سمعت صوت باب الثلاجة وهو يُفتح من خلفي ؛ تسمرت قدماي في الأرض وتخشبت رقبتي فلم أستطع الإلتفات ، وارتفعت دقات قلبي بشدة حتي كاد قلبي أن يخرج من صدري ، وفجأة شعرت بشئ يمسك بثيابي ؛ أردت أن أصرخ ولكن الصرخة تحشرجت في حلقي، ولم أقو على الوقوف ، إنهارت قواي تماما ، وشعرت أن الدنيا تدور بي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق