( نَغرَقُ في الخَضار )
سَألتها ... هَل يَشوقُكِ في الحَياةِ الخَضارُ ؟
مزارِعُُ خِصبَةُُ ... كَما الروابي في الجِوار ؟
وأنتِ لَم تَزَلِ تُؤثِرينَ ذاكَ الحِوار ؟
تَحتَ رَيحانَةٍ تُحيطُنا كالسِوار ...
والرَوضُ من حَولِنا نَضِرُُ ... تَزينَهُ أروعُ الأزهار
والطُيورُ فَوقَنا ... تُهدي لَنا مَعزوفَةَ القيثار
تَقولُ يا أيٌُها الأحرار ... فلا نَمَلٌَهُ التِكرار
لا شَيءَ يَمنَعُها ... أن تُشرِقَ في عُمقِنا ... شَمسُ النَهار
قالَت ... وكَيفَ نُمضي لَيلَنا ... ؟
هَل لَيلنا سِترُُ لَنا ... أو تَفضَحُ سِترَنا الأقمار ؟
أجَبتها ... زَنابِقُُ من حَولِنا تُحيطُنا
تَحنو عَلى حُبٌِنا ... كَأنٌَها لَنا سِتار
قالَت وتَكتُمُ ما بَينَنا ... من تِلكُمُ الأسرار ؟
أجَبتُها بِسُؤال ... هَل تَنطِقُ النَراجِسُُ ... أو تَشي بِنا الأزهار ؟
تَساءَلَت غادَتي ... يُرخي عَلينا السَوسَنُ ظِلٌَهُ ؟
وتَسبَحُ من فَوقِنا الأقمار ؟
أجَبتها ... بَل ويَنظِمُ لَكِ القَصائِدَ العاشِقُ ( شَهرَيار )
تَمَدٌَدَت ... لِجانِبي والرَياحينُ من حَولنا ... من هَمسِنا كَم تَغار
تَبوحُ لي بِحُبٌِها ... وبِما يَملأُ قَلبَها .. ويَرسُمُ لَحظَها نَظرَةَ الإنبِهار
فَيُشرِقُ وَجهَها كالنَهار...
من ثَغرِها ... عَسَلُُ منَ الرِضاب ... يا لَهُ من شَراب
رَبيعُ الحَياةِ في لَحظِها والمقلَتَين ... يا سَعدَهُ ( آذار )
سَألتَها ... ألَم يَزَل قَلبُكِ مُتَيٌَماً ؟
وأنٌَني الفارِسُ ... في زَعمِكِ وأنٌَني المُغوار ؟
ولا يُشَقٌُ لي أبَداََ غُبار ؟
تَبَسٌَمَت ... أرخَت بِرَأسها على كَتِفي ...
وأومَأت بِلَحظِها ... تُؤكٌِدُ ذلِكَ الإختِيار
مَرحى لَهُ في قَلبِها الإصرار
وأسبَلَت لي جَفنَها ... تُريدُ أن يَنتَهي ذاكَ الحِوار
صُبِغَت كُلٌُ الزُهورِ ... من حَولَنا ... يا لَهُ الإحمِرار
هَل تَخجَلُ من بَوحِنا ؟ ... او رُبٌَما أصابَها الإنبِهار ؟
لكِنٌَها في صَمتِها ... لَم تَزَل تَكتُمُ ما بَينَنا الأسرار
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقيٌَة ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق