تسكنني ألف هزيمة
وألف انكسار
وألف انحسار
وألف وألف وألف غيرها
يشدني ألف أمل
وألف مد
وينهار ألف واقع
وألف حياة
وألف معنى
ويبنى ألف حلم
وألف موت
وألف فهم
وألف وجع
وألف جرح
وأعُمى عن ألف راحة
وألف سكينة
وألف شفاء
مسكت ألف شوكة
ومضغطت ألف علقم
وشربت ألف سمّ
وتركت ألف راحة
وألف سكر
وألف شفاء
أبحث عني في داخلي وخارجي
أناجي أوراق الشجر ونسيم الهواء وظل الأرض
ليتعرف أحدهم عليّ ويُخبرني
كيف كنت وكيف صرت
كيف غفوت وكيف صحوت
كيف بكيت وكيف ضحكت
كيف تغافلت وكيف تنبهت
أبحث في فضاء الكون وعدد النجوم
وعدد ثريات الشط
أبحث في خطاوي البشر وهموم الأطفال
وندى الورد
أنأى بجانب ميناء السفر لأرى مركبي
يستعد للرحيل
أراني أرحل مني ومن ذاتي ومن داخلي
تعريت في وسط الحياة وجردت من ملابسي وأنفاسي وحركاتي وسكناتي
شاهدت الخيانة وتذوقت ثقل الوقت
ولدغت من العقرب
تسممت بالكوبرا وهضمت في بطن حوت
وتحللت بالتراب
أيقنت عمل النمل ونشاط النحل وكسل الدببة
سافرت مع الريح لأصقاع العالم
وعبرت الجبال والهضاب والوادي الفسيح
أسير مع المواد في جذوع الأشجار
لمست سراب الطريق وراقبت بعيون صقر وخوف ظبي
خدشت بمخالب نمر وانغرس في ناب أسد
طاردت السماء والأمواج
عانقت العنقاء
تكلمت مع الجن
وصافحت حورية البحار
هزني صقيع الشمال
وخنقني حرّ الجنوب
عددت خطوط الطول
وأحصيت خطوط العرض
مت وحييت
تجمدت وحُرقت وسال دمي مع النهر
وسقطت من الشلال
هاجرت مع الأسماك
ووضعت ألف ألف بيضة
وراقبت المجال المغناطيسي للأرض
خرجت للمدارات هبطت على عطارد
والزهرة والمريخ
شاهدت المشتري وعبرت زحل وارتحت في نبتون
ألقيت سلامي للنجم الأعظم
وأكملت لحدود المجرة
وأخيراً استقريت على أطراف الكون
حيث اللانهاية
رجعت بثقب أسود إلى الأنفجار العظيم
رأيتني أتكوّن من غبار الكون وتصادم الذرات
وانشطارها
وميلاد النجوم وموتها
وأرتاح في رحم أمي
هوة عميقة
أسبح فيها مع ظلام في كل مكان
بلا أذن بلا عين بلا حواس
وأخيراً
ليس هناك آخراً لرحلة لانهائية وسرمدية
في نفخة الروح.
# مصطفى_نمر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق