بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور
"... یَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِیُرِیَهُمَا سَوۡءَ ٰ تِهِمَاۤ ..."
مازال القرآن الكريم هو المنهج السليم لحياة البشر جميعا على اختلاف أجناسهم ومشاربهم فكل إنسان يحاول قدر الإمكان ستر عورته وعدم إظهارها للآخرين على الرغم من وجود نوادي عراة مرخصة وما يجري على ضفاف شواطئ البحار والمحيطات والأنهار لبعض القطعان التي تألف بعضها البعض وتتدارى عن أعين الخلق ليس حياءا...
المهم السوءة وهي الفرج من الذكر والأنثى عادة ما تكون مغطاة بما يسترها على خلاف الحيوان الذي فطرته تكفلت بستره من أصل خلقته،
القرآن الكريم في معرض الحديث عن آدم وحواء في الجنة شرح لنا نوع من العقوبة لم تكن في الحسبان البشري وهي انكشاف العورة بسبب المخالفة التي وقعا فيها وتم إزالة لباس الستر عنهما فبانت سوءاتهما لهما وليغيرهما وخاصة من كان سبب إغواءهما وهو الشيطان ،والآن تذكير للبشر كافة أن الذي يظهر سوءتك وينزع سترك ويعريك من لباسك الساتر هو نفسه الشيطان الذي حذر منه القرآن، كما حصل للمغنية الإسبانية للتو،
عندما تنكشف السوءة أمام الخلق والشيطان ويتعرى إنسان السوء ينتظر المتربصون ظهور السوءة بكاملها من أجل أن يتمتعوا بها ومن أجل هذا وفدوا ودفعوا ثمن حضورهم وصفقوا مكاء وتصدية وتصفيرا وهاجوا وماجوا ...
﴿فَمَا لَهُمۡ عَنِ ٱلتَّذۡكِرَةِ مُعۡرِضِینَ ٤٩ كَأَنَّهُمۡ حُمُرࣱ مُّسۡتَنفِرَةࣱ ٥٠ فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ ٥١﴾المدثر
إذن اللباس للإنسان من نعم الله ساتر لك في الحياة وبعد الممات "الكفن" ولا يستغني عنه ابن آدم ونزعه بإرادتك وفعلك مصيبة وصية ليكن لباسك ساتر لا يصف ولا يشف كالألبسة في هذه الأيام شفافة يتراءى من وراءها الجسد شناعة وفظاعة وكشف كل البضاعة وكأن كشف السوءة أصبح موضة وفوضى وهو مقصد من مقاصد الشيطان تعرية إنسان السوء.
"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم...آية 22 سورة ابراهيم،
قبل أيام معدودات ظهرت مغنية الراب الإسبانية إيغي أزاليا في تحدي للذات الإلهية بما يعرف بالفن الهابط الذي يكشف السوءة على الملأ "وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" آية 29 العنكبوت قالت إيغي أزاليا:- أريد أن اسمع البنات هذه الليلة...أريد أن اسمع صوتي للبنات..إنه عالم المرأة أيها الإله ...أريدك أن تعي هذا ...بلغ الأنبياء...أنه لا يستطيع رجل إيقافنا أركع للأنثى إلهك ...أسجد للإلهة الأنثى ...أليس هذا ما تريدنه مني...ضايقتوني بما فيه الكفاية على ماذا تغادرون...ماذا فتاة بيضاء، بهذا القوام...لم ترونها سابقا... أسجد حتى تتورم ركبتاك ...أيها الإله أريدك أن تعي هذا...} كلمات صاغها شيطان ولحنها مردة الإنس والجآن غناء المغنية الإباحية إيغي أزاليا وقبل النهاية انكشف المستور ومزع السروال لا بل بناطل الجينز حتى النخاع فضيحة... عندها أرتفع صوت الشهيق والنهيق وضجت القاعة فرحا للتعري وظهور الأفخاذ فخرت جالسة تجمع نفسها وتطلب من الأرض سترها ونادت من حولها ولفت نفسها بمنشفة وولت هاربة عارية الستر من أمام المتابعين حسرة وندامة ولهفة من الكل ...
قال الله تعالى"... لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ" آية 18 ياسين
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق