الأحد، 17 سبتمبر 2023

 حينما يحكم الأموات

قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الثانية
*************
هوى جسدي مترنحاً ، و وجدت نفسي مجرورا من قدمي ؛ عندها التفت لأنظر ماذا يحدث لي ، وجدت هيكلا عظميا يجرني ويُجلسُني علي منضدة الكشف ؛ وما هي إلا لحظات حتي وجدت قطعًا بشرية تتحرك نحوي
فهذا فخذ مشقوق ، وهذا نصف رجل يسعي بيديه ، وهذا ذراع يلتوي كالثعبان ، وهذه جمجمة تقفز كأنها كره ؛ والتفوا حولي في حلقة ، وقد تزعمهم الهيكل العظمي ، وخرج صوتي مبحوحا لايكاد يسمعه أحد :
- ماذا تريدون مني ؟
أجاب الهيكل :
- إرفع صوتك ؛ لانسمعك !
أعدت الكلام وأنا أشعر بصوتي مختنقا ،والكلام وكأنه يقع مني ، ولكنه عنفني بشدة وقال :
تكلم ؛ مالك مرتجف تكلم-
قلت :
- م...ا..ذا...توتتتتورريدووون مممممنيي
رد الهيكل باستهزاء :
- ألا تدري ماذا فعلتم بنا ؟
تمتمت وشفتاي ترتعشان:
- ماذا؟؟؟
أجاب الهيكل :
- إنكم تمزقون في أجسادنا ليل نهار دون رحمة ؛ لم يخطر ببالكم أننا نتألم ونصرخ صرخات شديدة وأنتم لا تسمعوننا ؛
فهذا يمزِّق بمشرط ، وهذا يستخدم آلة للثقب وهذا يستخدم منشارا وكأننا تماثيل تعبثون بها ،
لم أستطع الإجابة ، وأخذت أهز رأسي من هول المفاجأة ، ولكني جمعت شتات نفسي وسألته :
- ومممااا ذننننبي ااااانا؟
- والآن ماذا تريدون؟؟
قد تكون صورة ‏‏‏يوجا‏، و‏أشعة سينية‏‏ و‏عظام‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...