الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

جريمة شروع في الأمل قصة بقلم عصام قابيل الحلقة الثالثة **********

 جريمة شروع في الأمل

قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الثالثة
************
أما هو , فقد كان متوترًا , وغير مستريح . أحس بأنها عصبية , ومشدودة , غضبى , ومحاطة بأسلاك شائكة غير مرئية . لكن ما أدهشه أكثر كان هو سماع صوتها: أجش ، عميقًا ، حسيًّا على نحو لا يقاوم . . أنصت إليها بقداسة ، كما لو كانت هي الموسيقى الوحيدة القادرة على أن تهدئه . . على أن تصالحه مع ذاته ، إلى حد أنه كان يفتقد معظم خيوط المحادثة . وعمومًا ، فإنه كان دائمًا لا يهتم بجلسائه الذين يخونون - بطريقة حديثهم ، ولهجتهم ، وحركات جسدهم - شخصياتهم الحقيقية !
تغديا معًا في مطعم جاد . وقد طلبت هي مشروبًا ساخنًا ، لاحظها وهي تشربه . كاد يجرؤ أن ينظر إليها . كان يشعر معها بشعور من الخجل الذي كان يحدث بين تلميذ وتلميذة في مدرسة واحدة . لكنه بدأ يشعر بإحساس من الفرح لأنها نسيت ماضيها . ومع ذلك ، فكلما مضى الوقت ، راحت علاقتهما تصبح أكثر طبيعية ، وتقريبًا متواطئة . وتبادلا بعض الاعترافات الذاتية . حدثته هي عن محاولاتها الثلاث في الانتحار ، وعن وحدتها ، وعن شعورها بأنها لا تجد في أي موضع المكان الذي يناسبها . أما هو فقد حاول أن يستعيد بعض المشاهد التي عاشاها معًا ، بعض الأفلام التي أحباها ، وخاصة (حبيبتي لمحمود ياسين وفاتن حمامة ) . لكنها أخبرته بأن ذاكرتها ضعيفة ، وأنها تتذكربصعوبة حبهما القديم . ثم بعد ذلك ، أخذت عليه أنه يعيش أكثر مما ينبغي في الماضي . وبسرعة أجاب: "لكنني أجد فيه سعادتي الوحيدة".
كان منتشيًا من وجوده هنا ، وببساطة معها . سعد كثيرًا من رؤيتها أكثر عفوية ، وأكثر بساطة . ولم يندهش قط عندما اقترحت عليه أن يتنزها في اي حديقة عامة . وهناك تحدثا عن (بروست) ونظريته في الحب ، وعن (سيوران) وانحطاط الغرب . بروست الذي قرأه لها بصوت عال خلال أمسيات كاملة ، وسيوران الذي جعله يكتشف الحاضر والماضي . وفي تلك اللحظة ، اعترف كل منهما للآخر بحبه
قد تكون صورة ‏‏فنجان قهوة‏ و‏شاي‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...