الجمعة، 29 سبتمبر 2023

بتاريخ 29/9/2023 الكاتب المصري أحمد إبراهيم النجار يكتب فى ذكرى المولد النبوي الشريف

 بتاريخ 29/9/2023

الكاتب المصري أحمد إبراهيم النجار
يكتب فى ذكرى المولد النبوي الشريف
مقال( لماذا محمد صلى الله عليه وسلم )
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128 التوبة) صدق الله العظيم
جاء النور بمولد رسول الله حبيب الله
جاء محمد رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين بعد ما انتشر الفساد والإنحراف ليكون مبعوث ليس لقوم أو جماعة أو مدينه أو قرية ولكن جاء مبشرا بنعيم الآخرة وما الدنيا إلا متاع الغرور والآخرة هى خير وابقى
جاء للعالم لتكون آخر رسالة هى رساله عالميه وليست خاصه كما كانت من قبل للأنبياء والرسل فكان كل نبي او رسول مبعوث لقومه خاصه ولكن قبل انتهاء الوحي التشريعي بخاتم الأنبياء والمرسلين.
جاء دين عالمي ليظهره على كل الأديان
فمن لا يؤمن بالرسالة المحمدية فهو لا يؤمن بالشرائع السابقه ولا الأنبياء لأنها من منبع واحد هى نداء جميع الرسل والأنبياء .
إلى الوحدانية المطلقه لله الواحد لا شريك له ولا شبيه له منفرد الذات والصفات والأفعال فليس كمثله شئ لا فى الأرض ولا فى السماء ملك الملوك ورب الأرباب فالكل عبيد له وحده لا شريك له فى الملك هو الأحد الذي ليس قبله شئ فوق الزمان والمكان واسع كرسي عرشه الكون فهو ليس على صورة بشر إنه نور على نور فلا شبيه له ولا مثيل له .
خلق أدم ليكون خليفة ويكون عبد لله يعبده ويحمده ويمجده كما خُلقنا جميع للعبادة وإعمار الكون وأن تكون الوحدانيه له وحده
لا شريك له فى مُلكه فلولا محمدا ما خُلق ادم ولا الانبياء ولا الرسل كل شئ خلقه الله بقدر وحكمة كما جعل الرسالة المحمدية آخر الرسالات السماوية وتحفظ الله بآخر رساله ليكون القرآن الكريم لا ريب فيه ولا اختلاف فيه معجز وإعجاز وسبق علمي ونحوي ولفظي وتقويم وتهذيب وتصحيح الشرائع التى سبقته إنه الكتب الذي أُنزل على النبي الأمي ليكون معجزة حيرت اهل البلاغة بل حيرت كل علماء الأرض من فزياء وكمياء وعلوم الكون وعلوم النبات والحيوان وعلوم الإنسان الجيولوجية وغيرها من العلوم ليكون هذا الكتاب الكريم هو برهان النبوة فلا شك فيه ويكون محمدا هو رسول العالمين وتكون رسالته عالمية .
فلماذا محمد؟
عندما أصبح الظلام والكفر والظلم والفساد يملئ أرجاء العالم
فأمة المجوس تعبد النار
والإغريق يعبدون الأوثان
وأمة الروم يعبدون بشر من دون الله
والحبشة وغيرها فى جميع أرجاء العالم تعددة الألهه وتعددة الديانات وتعددة الطرق بلا هادي ولا رسول من بعد رسالة سيدنا المسيح إبن مريم عليهم السلام . .
وانقطع الخيط الواصل إلى السماء بسبب البعد عن طريق الله وجعلوا العبادة لغير الله
فلماذا محمد؟
عندما ضلت الجزيرة العربية عن رسالة سيدنا إبراهيم فجعلوا هُبل والأصنام معبوده من دون الله وضاعت شريعة سيدنا إبراهيم عليه السلام واصبحت الجزيرة العربية تعيش فى الجهل والشرك وتفعل كل المحرمات وتقتل الإناث ويشربون الخمور ويشعلون الحروب فيما بينهم لأتفه الأسباب وغيرها من الأفعال الجاهلية .
ولعدلة الله فى أرضه كل ما نسى الإنسان الشريعة بعث الله نبي أو رسول مجدد لتلك الشريعة ويرشد الناس إلى الوحدانية وعبادة الله وترك كل العبادات الشركية والديانات الوضعية التى وضعها بشر كاعبادة الأوثان والنجوم والكواكب والشمس والقمر وغيرها من العبادات الضاله .
فجاءت الرحمة بمولد البشير والهادي
إنه المصطفى الصادق الأمين الذي قال تعالى فيه إنك لعلى خُلق عظيم فمن بجماله وكماله واخلاقه وجمال روحه وطيبة نفسه ولما لا وهو آخر عنقود النبوة وشهدها وجمالها وخاتمها والرحمة التي بعثها الله للعالمين ليعود الضياء من بعد ظلمة الليل الدامس وليصحح دروب الضالين عن طريق الحق والصلاح والخير لبني الإنسان ومُخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
من بعد ما تغيرت الشرائع و ضاعت الكتب السماوية وانحرف الجميع عن طريق الله وأصبحت الدنيا هى حياتهم واطماعهم ولذتهم ومقصدهم فأصبحت الشرائع مُعطله لا يعملون بها وامتدت أيد البشر لتضيف وتحذف وتُغير حتى اصبحت الكتب غير ما أنزلها روح الله جبريل عليه السلام من بعد ما كانت كلام الله أصبحت كلام بشر واختلط الحق بالباطل وأصبح الأحبار والرهبان أرباب من دون الله هم من يملكون مفاتيح الجنه والنار ويمنحون صكوك الغفران وينعمون ويعيشون حياة النعيم ويجمعون الأموال وأصبحت حياة الدنيا هى الحياة والنعيم والرفاهية واصبحوا ملوك وليس زُهاد فى عبادة الله.
فنحرف مسار الجميع وتعددت الفرق والأديان وتعدد الأرباب ولكل منهم طريق يسير إليه وجميع الطرق فى النهاية تؤدي الى الهاوية.
فلماذا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون المُعلم ومصحح المسارات ومخرج الناس
من الظُلمات إلى النور ويرشد ويعلم وتعود به الشريعة التى كانت منذ خلق أدم وجميع الرسل و الانبياء وهى الإيمان بالله والوحدانيه لله وعبادة الله وحده لا شريك له تلك الرساله هى رسالة جميع الرسل و الأنبياء فلا معبود إلا الله ولا صمد غير الله فأرسل خاتم الأنبياء والمرسلين وإصطفاه فى أجمل خَلق وخُلق .
وَهَذا تَمَامُ وَصْفِ صُورَتِهِ ﷺ الخَلْقِيَّةِ والخُلُقِيَّةِ:
◆ أولاً: صُورَةُ رسولِ اللهِ ﷺ الخَلْقِيَّةُ
✽ أَمَّا هَيْئَتُهُ ﷺ: فَقدْ كانَ رسولُ اللهِ ﷺ أَجْمَلَ النَّاسِ صُورَةً، وأَتَمَّهُمْ خَلْقًا، وأَكْمَلَهُمْ بِنْيَةً، وأَبْهاهُمْ طَلْعَةً، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ، مُتنَاسِبَ الأَعْضاءِ فِي الحُسْنِ والبَهَاءِ والكَمالِ، ليسَ بالسَّمِينِ الْفَاحِشِ، ولا بالنَّحِيفِ المَعيبِ، مُتَمَاسِكَ لَحْمِ الْبَدَنِ؛ لَيْسَ بِرَهْلٍ ولا مُسْتَرْخٍ؛ فقدْ شُبِّهَ بالقَمَرِ في جَمَالِهِ، وفُضِّلَ عليهِ.
✽ مَنْ يراهُ؛ يَمْتَلِئُ قَلْبُهُ مِنْهُ هَيْبَةً وجَلالاً، ومَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ؛ يَأْخُذُهُ حُسْنُ مَنْطِقِه، وقَوَّةُ بُيانِهِ. أَجْمَلُ النَّاسِ إِذَا رُؤِيَ مِنْ بعيدٍ، وَأَحْلَاهُمْ إِذَا كانَ مِنْ قَريبٍ؛ لِمَا يَتَبَيَّنُ مِنْ حَلَاوَةِ مَلاحَتِهِ وطَرَاوَةِ فَصاحَتِهِ.
✽ فَخْمًا، مُفَخَّمًا، عَظيمًا مُعَظَّمًا، مَهيبًا جَليلاً مُكَرَّمًا فِي القُلوبِ والعُيونِ، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ مِنْ كَمالِ نُورِهِ وجَمالِ ظُهُورِهِ، تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَتَمَّ مَا يَكُونُ اكْتِمالاً؛ مَنْ يَراهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، ومَنْ يَسْمَعُ كَلامَهُ يُوقِنُ أَنَّهُ نَبِيٌّ.
✽ وَأَمَّا طُولُهُ ﷺ: فَوَسَطٌ بينَ الرِّجالِ، إِلَى الطُّولِ أَمْيَلُ مِنْهِ إِلَى القِصَرِ؛ ليسَ بالقَصيرِ المَعِيبِ، ولَا بالطَّويلِ المَعيبِ.
✽ وَأَمَّا رَأْسُهُ ﷺ: فَضَخْمٌ، جَميلٌ، قَدِ امْتَلَأَ عِلْمًا وَفَهْمًا؛ يَكْسُوهُ شَعْرٌ كثيفٌ طَويلٌ، شَديدُ السَّوادِ، يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، يَطُولُ قَلِيلاً، ويَقْصُرُ قَليلاً، بَحَسبِ اخْتِلافِ الأَيَّامِ والأَحْوالِ، يَجْعلُهُ أَحْيانًا -إِذَا طَالَ- أَرْبَعَ ذَوائِبَ طَويلَةٍ مُتَدَلِّيَةٍ، يُرْسِلُها جِهَةَ ظَهْرِهِ.
✽ ولَمْ يَكُنْ شَعْرُهُ شَديدَ الجُعُودَةِ، ولَا مُسْتَرْسِلاً شَديدَ النُّعُومَةِ، بَلْ كانَ وَسَطًا، كَأَحْسَنِ أَوْصافِ الشُّعورِ. وَكانَ يُسَرِّحُ شَعْرَهُ ويُمَشِّطُهُ ويُنَظِّفُهُ ويَدْهَنُهُ وَيُجَمِّلُهُ، وَيفْرِقُهُ مِنْ مُنَتَصَفِهِ فِرْقَتَيْنِ، ويَبْدَأُ الفَرْقُ مِنْ يَافُوخِهِ، مِنْ حَيْثُ مُلْتَقَى عَظْمِ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ وَمُؤَخَّرِهِ إِلَى نَاصِيَتِهِ، ويُرْسِلُهُ مِنَ الأَمَامِ يَمينًا ويَسارًا، بِحَيْثُ يَكُونُ نِصْفُ شَعْرِ نَاصِيَتِهِ مِنْ جَانِبِ اليمينِ، وَنِصْفُهُ الْآخَرُ مِنْ جَانِبِ اليَسارِ.
✽ وأَمَّا وَجُهُهُ ﷺ: فَأْزَهَرُ مُنيرٌ، أَبْيَضُ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ؛ يَتَوَهَّجُ تَوَهُّجًا لِحُسْنِهِ وَصَفائِهِ وبَهاءِ ضيائِهِ؛ كَأَجْمَلِ مَا تَكُونُ أَلْوانُ البَشَرِ، مُدَوَّرُ الوَجْهِ؛ لَكِنْ إِلَى الطُّولِ أَمْيلُ، سَهْلُ الخَدَّيْنِ، وَاسِعُ الْجَبِينِ، غَيرُ مُرْتَفِعِ الوجْنَتَيْنِ، دَقيقُ الحَاجِبَيْنِ مَعَ غَزَارَةِ شَعْرِهِمَا وتَقَوُّسِ أَصْلِهِمَا، قَريبٌ كُلُّ حاجِبٍ مِنْ أَخِيهِ؛ غَيْرُ مُقْتَرنٍ فيهِ؛ بَيْنَ حَاجِبَيْهِ عِرْقٌ يُدِرُّهُ وَيُحَرِّكُه ويُهَيِّجُهُ الْغَضَبُ؛ عِنْدَ مُشاهَدَةِ ما يُغْضِبُ الرَّبَّ تَبارَكَ وتعالَى.
✽ وأَمَّا عَيناهُ ﷺ: فَواسِعَتَا الشِّقِّ مَليحَتانِ، شَديدُ سَوادِ حَدَقَةِ العَيْنِ، فِي بياضِ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ يسيرَةٌ، أَحَاطَ بِجَفْنَيْهِمَا شَعْرُ رُمُوشِهِمَا الطَّويلُ الجَميلُ. أَكْحَلُ العَيْنينِ مِنْ غيرِ كُحْلٍ خِلْقَةً، مَنْ يراهُ يَظُنُّهُ مُكْتَحِلاً؛ وكانَ ﷺ يَكْتَحِلُ، ويُحِبُّ الكُحْلَ، ويَأْمُرُ بِهِ، ومَا كانَ لَهُ ﷺ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ(1).
✽ وأَمَّا أَنْفُهُ ﷺ: فَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ طُولٍ، دَقيقُ أَرْنَبَتِهِ -وَهِيَ طَرْفُهُ- مَعَ حَدَبٍ يسيرٍ جِدًّا فِي وَسْطِهِ، كَأَجْمَلِ مَا تَكُونُ أُنُوفُ الرِّجالِ.
✽ وأَمَّا فَمُهُ ﷺ: فعَظِيمُ مَلِيحٌ، شَديدُ بياضِ الأَسْنانِ، لَهَا بَريقٌ ولَمَعانٌ، إِذَا ضَحِكَ أَوْ تَكَلَّمَ؛ رُئِيَ كَالنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ ثَنَايَاهُ، بَيْنَ ثناياهُ فُرَجٌ يَسيرَةٌ.
✽ وَأَمَّا لِحْيَتُهُ ﷺ: فَكَثَّةٌ غَزِيرَةُ الشَّعْرِ، كَثيرٌ أَصْلُها، يَمْلَأُ نَحْرَهُ؛ ورُبَّما أَخَذَ مِنْها إِذَا زَادَ طُولُها علَى قَبْضَةٍ؛ جَميلٌ مَنْظَرُها، فِي تَمامِ الاعْتِدالِ والكَمالِ فِي جميعِ الأَحْوالِ.
✽ وأَمَّا شَارِبُهُ ﷺ: فَما كان يطولُ، وإِنَّما كانَ يَحُفُّهُ ﷺ حفًّا.
✽ وأَمَّا شَيْبُهُ ﷺ: فَقَليلٌ، لَا يَزيدُ علَى عشرينَ شَعْرَةً بيضاءَ، أَكْثرُ شَيْبِهِ فِي عَنْفَقَتِهِ -وَهِيَ شَعْرُهُ النَّابِتُ تَحْتَ شَفَتِهِ السُّفْلَى وَفَوْقَ الذَّقْنِ- وَفِي الصُّدْغَيْنِ -وهُوَ شَعْرُهُ الْمُتَدَلِّي عَلَى مَا بَيْنَ الْعَيْنِ وَالْأُذُنِ- وَفِي الرَّأْسِ نُبَذٌ يَسِيرةٌ مُتَفَرِّقَةٌ مِنَ الشَيْبِ. وكانَ يُغَيِّرُ لَوْنَ الشَّيْبِ أَحْيانًا؛ فَيَصْبُغُهُ بالحُمْرَةِ أَحْيانًا، وبالصُّفْرَةِ أَحْيانًا، وكانَ يَجْتَنِبُ السَّوادَ.
✽ وأَمَا عُنُقُهُ ﷺ: فَجَميلَةٌ فِي غايَةِ الحُسْنِ؛ كَأَنَّما رُسِمَتْ رَسْمًا، وصُوِّرَتْ تَصْويرًا، فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ ونَقَائِها وبَهَائِها.
✽ وأَمَّا كَتِفاهُ ﷺ: فَبَعيدُ مَا بينَ الْمَنْكِبَيْنِ -أَيْ الكَتِفَيْنِ- وَسيعُ مَا بينَ الكَتِفِ والعُنُقِ، أَشَعَرُ الْمَنْكِبَيْنِ، بينَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النَّبُوَةِ، جِهَةُ كَتِفِهِ الأَيْسَرِ أَقْرَبُ، وهُوَ قِطْعَةُ لَحْمٍ بارِزَةٌ مُرْتَفِعَةٌ، تَصْغُرُ وتَكْبُرُ، فَتَصْغُرُ أَحْيانًا إِلَى حَجْمِ حَبَّةِ البُنْدُقِ، وإِلَى حَجْمِ بَيْضَةِ الحَمَامَةِ أحيانًا، وتَكْبُرُ أَحْيانًا وتَنْتَفِخَ إِلَى حَجْمِ كَفِّ اليَدِ، فَإِذَا صَغُرَتْ كانَتْ عَلَى شَكْلِ الكَفِّ، وحَوْلَها شَعَراتٌ مُجْتَمِعاتٌ شَاخِصَةٌ فِي جَسَدِهِ.
✽ وَأَمَّا ظَهْرُهُ وَصَدْرُهُ ﷺ: فَعَرِيضُ أَعْلَى الظَّهْرِ، عَرِيضُ أَعْلَى الصَّدْرِ، بادِي الصَّدْرِ، وَاسِعٌ حِسًّا وَحَقيقَةً، وواسِعٌ مَعْنًى؛ إِذْ وَسِعَ كُلَّ الخَلْقِ شَفَقَةً وحِلْمًا.
✽ وَأَمَّا بَطْنُهُ ﷺ: فَلَيْسَ بِبَارِزِ، بَطْنُهُ وصَدْرُهُ مُسْتويانِ، لَا يَرْتَفِعُ أَحَدُهُما عَلَى الآخَرِ؛ فَهُما مُعْتَدِلانِ.
✽ وأَمَّا شَعْرُ بَطْنِهِ وصَدْرِهِ ﷺ: فَيَمْتَدُّ مِنْهُ خَيْطُ شَعْرٍ طَويلٌ رَقيقٌ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى صَدْرِهِ، كَأَنَّهُ قَضيبٌ، عَارِي الثَّدْيَيْنِ، ليسَ عليهِمَا شَعْرٌ، أَشَعَرُ أَعَالِي الصَّدْرِ.
✽ وَأَمَّا يَدَاهُ ﷺ: فضَخْمُ الْعَضُدَيْنِ -وهُمَا السِّاعِدانِ مِنَ المِرْفَقِ إِلَى الكَتِفِ- ضَخْمُ الذِّرَاعَيْنِ -وَهُمَا مَا بينَ مِفْصَلِ الكَفِّ والمِرْفَقِ- ضَخْمُ الكَفَّيْنِ، ضَخْمُ الأَصَابِعِ، وَاسِعُ رَاحَةِ الكَفِّ، لَيِّنُ الكَفَّيْنِ، أَلْيَنُ مِنَ الحَريرِ، أَشَعَرُ الذِّرَاعَيْنِ.
✽ وأَمَّا رِجْلاهُ ﷺ: فَضَخْمَةُ العِظامِ، مُمْتَدَّةُ المَفاصِلِ، مُمْتَلِئَةٌ مِنْ غيرِ نُتُوءٍ وبُرُوزٍ، أَخْمصُ القَدَمَيْنِ، شَديدُ تَجافِي أَخْمُصِ القَدَمِ عَنِ الأَرْضِ، مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ –أَيْ: قَدَماهُ مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ- لا نُتُوءَ بِهِمَا، لَا يَسْتَقِرُّ عليهِمَا الْمَاءُ لِمَلَاسَتِهِمَا؛ قَليلُ لَحْمِ العَقِبِ، وَهُوَ مُؤَخِّرُ الْقدَمِ.
✽وَأَمَّا مَشْيُهُ ﷺ: فيتَكَفَّأُ فِي مَشْيِهِ تَكَفُّؤًا -أَيْ: يَرْفَعُ الْقَدَمَ مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ يَضَعُهَا- وَلَا يَمْسَحُ قَدَمَهُ عَلَى الْأَرْضِ كَمَشْيِ الْمُتَبَخْتِرِ، كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ –أَيْ: يَرْفَعُ رِجْلَهُ عَنْ قُوَّةٍ وَجَلَادَةٍ- كَأَنَّما يَنْزِلُ مِنْ مُنْحَدَرٍ مِنَ الأَرْضِ، يتَمَايَلُ إِلَى قُدَّامٍ كَمَا تَتَكَفَّأُ السَّفِينَةُ فِي جَرْيِهَا، واسِعُ الخُطْوِ، سَريعُ المَشْيِ؛ ومَعَ ذَلِكَ فَهُوَ يَمْشِي هَوْنًا بِرِفْقٍ وسَكينةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غيرِ دَفْعٍ وَلَا مُزَاحَمَةٍ.
✽ يَسُوقُ أَصْحَابَهُ، ويَقُدِّمُهُمْ أمَامَهُ، ويَمْشِي خَلْفَهُمْ تَواضُعًا لِرَبِّه، وتَعْليمًا لِأَصْحابِهِ، وكَانَ لَا يَدَعُ أحدًا يَمْشِي خَلْفَهُ، ويقولُ: دَعُوا خَلْفِي للمَلائِكَةِ. وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ.
✽ وَأَمَّا الْتِفَاتُهُ ﷺ: فإِذَا الْتَفَتَ إِلَى أَحَدٍ مَيْمْنَةً أَوْ مَيْسَرَةً أَوْ مِنْ جَانِبَيْهِ؛ الْتَفَتَ جَمِيعًا؛ مُقْبلاً بِكُلِّيَّتِهِ عليهِ، فَلا يُسارِقُ النَّظَرَ، فَيُقْبِلُ جَميعًا، ويُدْبِرُ جَميعًا.
✽ خَافِضُ الطَّرْفِ والبَصَرِ حياءً مِنْ رَبِّهِ، وتَواضُعًا لِأَصْحابِهِ، نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وذَلِكَ لِأَنَّهُ أَجْمَعُ لِلْفِكْرَةِ، وأَعْظَمُ لِلْعِبْرَةِ.
✽ وَأَمَّا كَلامُهُ ﷺ: فَطَويلُ الصَّمْتِ؛ فِإِذا تَكَلَّمَ؛ تَكَلَّمَ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ: وَهُوَ الكلامُ القليلُ الألفاظِ، الكثيرُ المَعانِي، كلامُهُ فَصْلٌ: قَاطِعٌ، جَامِعٌ، مانِعٌ، بَيِّنٌ، لا يَسْرُدُ الكَلامَ سَرْدًا؛ فَلا يُسْرِعُ فيهِ ويُدْخِلُ بَعْضَهُ فِي بَعْضٍ؛ يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُهُ، يُعِيدُ الْكَلِمَةَ أحيانًا ثَلاَثًا؛ لِتُعْقَلَ عَنْهُ.
✽ لَا فُضُولَ فِي كلامِهِ؛ فَلا يَتَكَلَّمُ مَا لَا فَائِدَةَ فيهِ. وَلَا تَقْصِيرَ فيهِ: فَلا نَقْصَ فيهِ عَنْ أَصْلِ مَعْناهُ، ومَا يَتَعَلَّقُ بِمَبْناهُ؛ فَيكونَ مُخِلًّا.
✽ مَا كانَ يَنْظُمُ الشِّعْرَ، وَكانَ يَأْتِي مِنْهُ الكلامُ المَوْزونُ الذِي يُشْبِهُ الشِّعْرَ، ولَيْسَ بِشِعْرٍ؛ وكانَ يَذْكُرُ البيتَ مِنْ شِعْرِ الحِكْمَةِ مِنْ نَظْمِ غَيْرِهِ.
✽ إِذَا أَشَارَ بِيَدِهِ وَقْتَ خِطَابِهِ وكلامِهِ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا؛ قَصْدًا للإِفْهامِ، ودَفْعًا للإِبْهامِ، وَإِذَا تَعَجَّبَ مِنْ شَيْءٍ؛ قَلَّبَ كَفَّهُ إِلَى السَّماءِ للإِيماءِ إِلَى أَنَّهُ فِعْلُ الرَّبِّ تعالَى، وَأَنَّهُ سَيَنْقَلِبُ عَنْ قُربٍ مِا بِهِ العَجَبُ.
✽وأَمَّا طَعَامُهُ وشَرَابُهُ ﷺ: فكانَ طَعامُهُ كَفَافًا، لَا يَأْكُلُ المَطْبوخَ الشَّهْرَ والشَّهْرَيْنِ، وأَكْثَرُ طعامِهِ التَّمْرُ واللَّبَنُ. وكانَ يكونُ إِدَامَهُ وغِمَاسَهُ الخَلُّ أَحْيانًا، والزَّيْتُ أَحْيانًا، والسَّمْنُ أَحْيانًا، والمَرَقُ أَحْيانًا، وكانَ يُفَضِّلُ الثَّريدَ(2). وكانَ يَجُوعُ يَوْمًا، ويَشْبَعُ يَوْمًا.
✽ وَأَمَّا شَبَعُهُ ﷺ: فَلَيْسَ كَشَبَعِنَا، كانَ يَأْكُلُ بِثُلُثِ مَعِدَتِهِ، ويَشْرَبُ بالثُّلُثِ، ويَتْرُكُ للنَّفَسِ الثُّلُثَ. وكانَ خُبْزُهُ خَشِنًا؛ وَدَقيقُهُ غيرَ مَنْخُولٍ. يُحِبُّ مِنَ اللَّحْمِ الذِّراعَ، ويُحِبُّ الدُّبَّاءَ -وَهُوَ اليَقْطينُ والقَرْعُ- وكانَ ﷺ يَجْمَعُ فِي أَكْلِهِ الفواكِهَ بينَ الخِيارِ أو الفَقُّوسِ والرُّطَبِ، ويَجْمَعُ بينَ الْبِطِّيخِ والرُّطَبِ.
✽ وَكانَ يَأْكُلُ بِثَلاثَةِ أَصَابِعَ: الإِبْهامِ والوُسْطَى والتِي بينَهُمَا، وَكَانَ لَا يَأْكُلُ مُتَّكِئًا، وَكَانَ يُسَمِّي اللَّهَ تَعَالَى عَلَى أَوَّلِ طَعَامِهِ، وَيَحْمَدُهُ فِي آخِرِهِ، ويَدْعُو بخيرٍ بَعْدَهُ، وكانَ يَأْكُلُ بِيمينِهِ، ويَأْكُلُ مِمَّا يلِيهِ مِنَ القَصْعَةِ.
✽ وَكَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ؛ لَعِقَ أَصَابِعَهُ، وكانَ يسْلِتُ القَصْعَةَ –أَيْ: يَمْسَحُهَا- ويَتَبَّعُ مَا بَقِيَ فيها مِنَ الطَّعامِ، فَيَأْكُلُهُ، وَيَأْكُلُ مَا بَقِيَ مِنَ الطَّعامِ. وكانَ يُوضَعُ طَعامُهُ علَى الأَرْضِ، وَلَا يَرْتَفِعُ عَنْهَا؛ تَواضُعًا لِرَبِّهِ تعالَى، وكانَ لا يُوْضَعُ علَى مائِدَتِه المُشَهِّياتُ.
✽ وَكانَ ﷺ يُحِبُّ أَنْ يَجْمَعَ فِي شَرَابِه الحُلْوَ البَارِدَ، فَكانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ المَاءُ العَذْبُ البارِدُ كالعيونِ والآبارِ الحُلْوَةِ، أَو المَاءُ المَمْزُوجُ بالعَسَلِ أو المَنْقوعُ فِي تَمْرٍ وزَبيبٍ. وكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ. وكانَ يَأْكُلُ ويَشْرَبُ قَاعِدًا، وَرُبَّما شَرِبَ قِائِمًا؛ لَبيانِ جَوازِهِ، وكانَ يَكْرَهُ الأَكْلَ والشَّرْبَ قَائِمًا ومُتَّكأً.
✽ وَكانَ ﷺ يَكْرَهُ التَّجَشُّؤَ مِنَ الشِّبَعِ، والتَّثَاؤُبَ، وَيأْمُرُ بِدَفْعِهِ، وإِغْلاقِ الفَمِ عِنْدَهُ، وكانَ يُحِبُّ العُطاسَ.
✽ وَأَمَّا مَلْبَسُهُ ﷺ: فكانَ يَلْبَسُ مَا تَيَسَّرَ مِنَ اللِّبَاسِ، يُوافِقُ أَهْلَ زَمَانِهِ؛ فَيَلْبَسُ مِنَ الصُّوفِ تَارَةً، وَالْقُطْنِ تَارَةً، وَالْكَتَّانِ تَارَةً. وَلَبِسَ الثِّيابَ الْيَمَانِيَّةَ، والثَّوْبَ الْأَخْضَرَ، وَلَبِسَ الْجُبَّةَ(3) وَالْقَبَاءَ(4) وَالْقَمِيصَ وَالسَّرَاوِيلَ(5)، وَالْإِزَارَ وَالرِّدَاءَ(6) وَالْخُفَّ وَالنَّعْلَ؛ وكانَ يَلْبَسُ الجَيِّدَ، وَيَلْبَسُ المَرْقوعَ؛ وكانَ أَحَبَّ ثيابِهِ إِلَيْهِ القَميصُ، وهُوَ الثَّوْبُ السَّابِغُ الذِي يَسْتُرُ البَدَنَ كُلَّهُ، وهُوَ ما يُعْرَفُ بالجَلَّبِيَّةِ والدِّشْدَاشِ وغيرِها.
✽ وَكانَ يُقَصِّرُ ذَيْلَ ثَوْبِهِ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ، فَإِذَا طالَ؛ لَا يَبْلُغُ الكَعْبَيْنِ، وكانَ يَفْتَحُ زِرَّ القَميصِ مِمَّا يَلِي الصَّدْرَ.
✽ وَلَبِسَ الثيابَ البَيْضاءَ والسَّوْداءَ والمُلَوَّنَةَ، والمَخْطُوطَةَ بالحُمْرَةِ، ولَمْ يَلْبَسِ الأَحْمَرَ التَّامَّ الحُمْرَةُ، وكَانَ أَحَبُّ الأَلْوانِ إِلَيْه البياضَ والخُضْرَةَ.
✽ وَكانَ يَلْبَسُ علَى رَأْسِهِ غِطَاءً مِمَّا تَيَسَّرَ، فَلَبِسَ عِمامَةً سَوْداءَ علَى رَأْسِهِ، وأَرْخَى طَرْفَيْها بينَ كَتِفَيْهِ الشَّرِيفَتَيْنِ تَارَةً، وَتَرَكَهَا تَارَةً، وَلَبِسَ علَى رَأْسِه؛ وِقايَةً لِرَأْسِهِ مِنْ ضَرَباتِ الأَعْداءِ، وَلَبِسَ القُلُنْسُوةَ، وهيَ لِبَاسٌ للرَّأْسِ مُتعدِّدُ الْأَنْوَاعِ والأشكالِ، كالطَّاقِيَّةِ وشِبْهِهَا؛ ولَبِسَ علَى صَدْرِهِ دِرْعَ الحديدِ؛ وِقَايَةً لصَدْرِهِ مِنْ ضرباتِ الأعداءِ؛ ليسَ خَوْفًا مِنَ المَوْتِ، وإِنَّما أَخْذًا بالأَسْبابِ، وَتَوَكُّلاً علَى اللهِ تعالَى.
✽ وَأَمَّا خَاتَمُهُ ﷺ: فكانَ لَهُ خَاتَمٌ مِنْ فِضَّةٍ يَلْبَسُهُ، لَهُ فَصٌّ(7) مُلَوَّنٌ، ولَبِسَ خَاتَمًا مَنْقُوشًا عليهِ: (مُحَمَّدٌ رسولُ اللهِ): (مُحَمَّدٌ) سَطْرٌ، وَ(رَسُولٌ) سَطْرٌ، وَ(اللَّهُ) سَطْرٌ. وَكانَ يَخْتِمُ بِهِ كُتُبَهُ وَرَسائِلَهُ إِلَى المُلُوكِ.
✽ وَكانَ يَلْبَسُ الخَاتَمَ فِي اليمينِ واليَسارِ، وكانَ يَضَعُهُ فِي أُصْبعِ الخِنْصِرِ -وَهُوَ أَصْغَرُ الأَصَابِعِ- وكانَ يَجْعلُ خَاتمَهُ مِنْ جِهَةِ كَفِّ اليَدِ، لَا مِنْ جِهَةِ ظَهْرِهَا، وكانَ يَنْهَى عَنْ لُبْسِهِ فِي الوُسْطَى والسَّبَّابَةِ، وكانَ لا يَجْمَعُ أَكْثرَ مِنْ خاتَمٍ فِي يَدَيْهِ.
✽ وأَمَّا جِلْسَتُهُ: فَكانَ يَجْلِسُ الأَرْفَقَ بِهِ، بَحَسْبِ مَا يُناسِبُ حَالَهُ، وَكانَ لَهُ وِسَادَةٌ مِنْ جِلْدٍ، مَحْشُوةٌ بِليفِ النَّخيلِ، وكانَ يِنَامُ عَلَى فِراشٍ مِنْ جِلْدٍ، مَحْشُوٍّ مِنْ لِيفِ النَّخيلِ أَحْيانًا، ويَنَامُ علَى الحَصيرِ؛ فَيُؤَثِّرُ فِي جِلْدِهِ أَحْيانًا.
✽ وَأَمَّا نَوْمُهُ ﷺ: فَكانَ -إِذَا أَرادَ أَنْ يَنامَ- يَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الأَيْمَنِ، ويَدْعُو بِأَذْكارِ النَّوْمِ، وإِذَا اسْتِيْقَظَ؛ دَعَا بِأَذْكارِ الاسْتِيقاظِ.
✽ وَأَمَّا رَائِحَتُهُ ﷺ: فَكانَ طَيِّبَ الرَّائِحَةِ، رَائِحَةُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، وكانَ يُحِبُّ العِطْرَ، وَلَا يَرُدُّ هَدِيَّتَهُ.
✽ وَأَمَّا سَيْفُهُ ﷺ: فكانَ لَهُ سَيْفٌ مِقْبَضُهُ مِنْ فِضَّةٍ. وَكانَ لَهُ سُيُوفٌ مُتَعَدِّدَةٌ، عَدَدُهَا أَحَدَ عَشَرَ سَيْفًا.
✽ وأما مَرْكَبُهُ ﷺ: فَرَكِبَ مَرَاكِبَ أَهْلِ زَمَانِهِ كُلَّهَا، فَكانَ لَهُ مِنَ المَراكِبِ الحِمارُ، والبَغْلُ، والخَيْلُ، والإِبِلُ.
◆ ثانيًا: صُورَةُ رسولِ اللهِ ﷺ الخُلُقِيَّةُ
✽ وأَمَّا خُلُقُ رَسولِ اللهِ ﷺ: فَقَدْ كانَ ليِّنَ الخُلُقِ، مُتواضعًا، سهلًا، لَيْسَ بِالْجَافِي -غليظِ الطَّبْعِ، الذِي يَجْفُو عَنْهُ أصحابُهُ- وَلَا الْمُهِينِ -الذِي يُهينُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ- ولا المَهِينِ -الذَي يُهِينُهُ النَّاسُ ويَسْتَحْقِرُونَهُ.
✽ مَا كانَ يَتَأَفَّفُ مِنِ امْرَأَةٍ ولا خَادِمٍ ولا عَبْدٍ ولا جَارِيَةٍ ولا أحدٍ، ومَا ضَرَبَ بِكَفِّهِ امْرَأَةً ولا خَادِمًا ولا دَابَّةً؛ إِلَّا أَنْ يَضْرِبَ أعْداءَ اللهِ تَعالَى؛ جِهَادًا فِي سبيلِ اللهِ تعالَى.
✽ وَكانَ يُعَظِّمُ نِعْمَةَ اللهِ تعالَى، وَإِنْ دَقَّتْ وَقَلَّتْ وصَغُرَتْ، لَا يَذُمُّ شَيْئًا مِنْ نِعَمِ اللهِ تعالَى، ولا يَذُمُّ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللهِ تعالَى لِنَزَاهَتِهِ ﷺ عَنِ البَذَاءَةِ والأَذَى.
✽ وَلَمْ يَكُنْ يَذُمُّ مَأْكُولاً أوْ مَشْرُوبًا، وَلَا يَمْدَحُهُ؛ فَلا يَشْغَلُ وَقْتَهُ بِمَدْحِ المَأْكولِ أوِ المَشْروبِ؛ لِنَزاَهَةِ سَاحَةِ قَلْبِهِ عَنِ الرَّغْبَةِ إِلَى غيرِ رَبِّهِ تعالَى.
✽ وَكانَ ﷺ إِذَا أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ هَدِيَّةٌ؛ قَبِلَها، وكافَأَ المُهْدِيَ بِهَدِيَّةٍ أُخْرَى، وكانَ ﷺ يُحِبُّ الاسْتِبْشارَ والفَأْلَ الحَسَنَ.
✽ وأمَّا تَوَاضُعُهُ ﷺ: فكانَ مُتَواضِعًا، لَا يُحِبُّ أنْ يُفْرِطَ النَّاسُ فِي امْتِداحِهِ، وينْهاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، ولَا أَنْ يقومَ لَهُ أَحَدٌ. وكانَ يَتَواضَعُ للنَّاسِ حَتَّى إِنَّهُ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ فِي طَريقٍ لِيَجْلِسَ لِحاجَتِها؛ فَأَجَابَهَا. وكانَ ﷺ فِي بَيْتِهِ كَسائِرِ النَّاسِ؛ فَكَانَ يَلْتَقِطُ الحَشَراتِ مِنْ ثَوْبِهِ بِيَدِهِ الشَّريفَةِ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ.
✽ وأَمَّا حياؤُهُ ﷺ: فكانَ شديدَ الحَياءِ، وكانَ أَكْثَرَ حياءً مِنَ البِنْتِ البِكْرِ التِي لَمْ تَتَزَوَّجْ، مَا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِالشَّيْءِ الَّذِي يَكْرَهُهُ حَيَاءً، بَلْ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ؛ فَيُفْهَمُ كَرَاهَتُهُ لَهُ.
✽ وأمَّا جُودُهُ ﷺ: فقَدْ كانَ أَجْوَدَ النَّاسِ؛ فَمَا سَأَلَهُ أَحَدٌ شَيْئًا يَمْلِكُهُ، إِلَّا أَعْطاهُ إيَّاهُ.
✽ وَأَمَّا تَبَسُّمُهُ ﷺ: فَكَثيرُ التَّبَسُّمِ، قَليلُ الضَّحِكِ، وإِذَا ضَحِكَ كانِ ضَحِكُهُ أَعْلَى مِنَ التَّبَسُّمِ، وأَقَلَّ مِنَ الاسْتِغْراقِ الذِى تَبْدُو فيهِ اللَّهواتُ -وَهِيَ اللَّحْمَةُ الحَمْراءُ المُتَعَلِّقَةُ فِي أَعْلَى الحَنَكِ- وكَانَ فِي النَّادِرِ القليلِ عِنْدَ إفراطِ تَعَجُّبِهِ رُبَّما ضَحِكَ حتَّى تَبْدُوَ أَضْراسُهُ؛ ومَا كانَ يُقَهْقِهُ، حَتَّى يُسْمَعَ صَوْتُ ضَحِكِهِ. وَكانَ إِذَا فَرِحَ؛ غَضَّ طَرْفَهُ، وخفَضَ بَصَرَهُ، وأَطْرَقَ رَأْسَهُ؛ تَواضُعًا لِرَبِّه تعالى.
✽ وأَمَّا مُزاحُهُ ﷺ: فَقَدْ كانَ يُداعِبُ أَصْحابَهُ ويُمازِحُهُمْ، ولا يَقُولُ فِي مُزاحِهِ إِلَّا صَدْقًا.
✽ وأَمَّا غَضَبُهُ ﷺ: فَلَمْ يَكُنْ يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ قَطُّ، فَإِذَا انْتُهِكَ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ شَيْءٌ؛ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ فِي ذَلِكَ غَضَبًا؛ فلَا يُقَامُ لِغَضَبِهِ حَتَّى يَنْتَصِرَ للهِ تعالَى؛ خَشْيَةَ التَّعَرُّضِ لِغَضَبِهِ؛ وَإِذَا غَضِبَ علَى أَحَدٍ؛ مَالَ عَنْهُ وانْقَبَضَ، وأَعْرَضَ عنْهُ، وَأَشَاحَ بِصَفْحِ عُنُقِهِ عَنْهُ.
✽ وأَمَّا حُزْنُهُ ﷺ: فكانَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ؛ لِعِلْمِهِ بِشَدائِدِ الأَحْوالِ ومَوارِدِ الأَهْوالِ حالاً ومَآلاً، وذَلِكَ مِنْ قوله تعالَى عَنْ قَوْلِ أَهْلِ الجَنَّةِ: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}(8)، ولَيْسَ المُرادُ بِهِ الأَلَمَ علَى فَوْتِ مَطْلوبٍ أَوْ حُصولِ مَكْروهٍ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مِنْ حالِهِ؛ فَإِنَّه كانَ يَسْتَعيذُ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، وإِنَّمَا المُرادُ بِهِ التَّيَقُّظُ والاهْتمامُ لِمَا يَسْتَقْبِلُهُ مِنَ الأُمورِ العِظامِ، وكانَ دَائِمَ الْفِكْرَةِ فِي أَمْرِ الآخِرَةِ، لَيْسَ لَهُ رَاحَةٌ؛ لِأَنَّهُ فِي دَارِ مِحْنَةٍ، فَهُوَ دَائِمُ العَمَلِ والجهْدِ.
✽وأَمَّا صلاتُهُ ﷺ باللَّيْلِ: فكَانَ أَفْضلَ النَّاسِ عبادَةً، يَنامُ ويقومُ، ينامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يقومُ يُصَلِّي؛ فَكَانَ يقومُ فِي صلاتِهِ قِيامًا طَوِيلاً؛ حَتَّى تَنْتَفِخَ قَدماهُ مِنْ طُولِ القِيامِ، ويُطيلُ الرُّكوعَ قَرِيبًا مِنْ قِيامِهِ، ويُطيلُ السُّجودَ قَرِيبًا مِنْ قيامِهِ وَرُكُوعِهِ؛ وكانَ يَبْدَأُ صلاتَهُ بِرَكْعتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ يُطيلُ الصَّلاةَ جدًّا فِي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَليهِمَا، ثُمَّ يُخَفِّفُ مُتَدَرِّجًا فِيمَا بَقِيَ مِنْ صلاتِهِ، فَإِذَا اقْتَرَبَ الفَجْرُ خَتَمَ صَلاتَهُ بالوِتْرِ. وكانَ يُصَلِّي قَائِمًا، ورُبَّما صلَّى قَاعِدًا، وَرُبَّما بَدَأ يَقْرَأُ قَاعِدًا، فَإِذَا بَقِيَ يَسِيرٌ مِنْ قِرَاءَتِهِ، قَامَ فَرَكَعَ قَائِمًا. وكانَ يديمُ صلاةَ قيامِ اللَّيْلِ كلَّ لّيْلَةٍ، ويُحافِظُ علّى السُّنَنِ الرَّاتِبَةِ، وعلَى صلاةِ الضُّحَى.
✽ وأَمَّا بُكاؤُهُ ﷺ: فكانَ يبكِي وهُوَ يُصَلِّي، فَيَصُدُرُ مِنْهُ صَوْتٌ أَشْبَهُ بَصَوْتِ القِدْرِ حينَ تَغْلِي وتَفُورُ، وكانَ يَبْكِي من خشيَةِ اللهِ تعالَى فِي غيرِ الصَّلاةِ حتَّى يَبُّلَ الأَرْضَ، وكانَ يَبْكِي لِمَوْتِ أحبابِهِ، فَتسيلُ دُموعُهُ، ولا يَرْفَعُ صَوْتَهُ بالبُكاءِ، ولا يقولُ إلَّا مَا يُرْضِي رَبَّهُ تعالَى.
✽ وأَمَّا صِيامُهُ ﷺ: فكانَ أَعْدَلَ النَّاسِ صِيامًا، كَانَ يصومُ ويُفْطِرُ، وَكَانَ يصومُ أَحْيَانًا مِنَ الشَّهْرِ صيامًا مُتَتَابِعًا، وَكَانَ يُفْطِرُ أَحْيَانًا مِنَ الشَّهْرِ إِفْطَارًا مُتَتَابِعًا، وكان يَتَحَرَّى صَوْمَ الِإثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، وثلاثةِ أيامٍ منْ كلِّ شهرٍ قَمَرِيٍّ: (الثالثَ عشرَ، والرابعَ عشرَ، والخامسَ عشرَ).
✽ وأَمَّا تِلاوَتُهُ القُرْآنَ ﷺ: فكانَ إِذَا قَرَأَ القُرآنَ يَقْرَأُ قِرَاءَةً مُتَدَبِّرَةً، بَطيئَةً شَهِيَّةً حَزينَةً، كَأَنَّهُ يُكَلِّمُ أَحَدًا، يَقِفُ علَى رَأْسِ كُلِّ آيَةٍ. وكَانَ يُسِرُّ بِالْقِرَاءَةِ أحيانًا ويَجْهَرُ بِها أحيانًا.
✽ وأَمَّا ذِكْرُهُ رَبَّهُ ﷺ: فكانَ دائِمَ الذِّكْرِ، فَهُوَ أَكثرُ الخَلْقِ ذِكرًا لِرَبِّه تعالَى، يَذْكُرُ رَبَّهُ علَى كُلِّ حالٍ، إِلَّا فِي حالَ خَلائِهِ وجِمَاعِهِ، يُحِبُّ المَحامِدَ، ويُديمُ الاسْتِغْفارَ، يَسْتَغْفِرُ فِي المَجْلِسِ الواحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَهُوَ المَعْصومُ المَغْفُورُ لَهُ.
✽ وأَمَّا حَجُّهُ ﷺ: فَحَجَّ علَى دابَّةٍ عَلَيْها رَحْلٌ(9) قديمٌ بالٍ، وعَلَيْهِ ثَوْبٌ رَخيصٌ، حَجًّا خَالِصًا لِرَبِّه تَعالَى، لاَ رِيَاءَ فِيهِ، وَلاَ سُمْعَةَ.
✽ وأَمَّا جِهادُهُ ﷺ: فَكانَ يُجاهِدُ فِي سَبيلِ اللهِ أَعْداءَ اللهِ تعالَى، يَقُودُ الجُنْدَ، وَيَتَقَدَّمُ الصَّفَّ، وَلَا يَفِرُّ ولا يَجْبُنُ، وكانَ يُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ تعالَى فِي جهادِهِ، وكانَ إِذَا حَمِيَ وَطيسُ المَعْرَكَةِ؛ احْتَمَى بِهِ أَصْحابُهُ، وكانَ إِذَا اشْتَدَّتْ ساقُ الحَرْبِ؛ لَجَأَ إلى رَبِّه، واعْتَصَمَ بِالسُّجُودِ، وأَلَحَّ علَى رَبِّهِ فِي الدُّعاءِ؛ حَتَّى تَنْجَلِيَ.
✽ وأمَّا أَسْماؤُهُ ﷺ: فَكَثُرَتْ لِكَثْرَةِ فَضَائِلِهِ، فَهُو: مُحَمَّدٌ، وَأحْمَدُ، والْمَاحِي، والْحَاشِرُ، والْعَاقِبُ، والْمُقَفَّى، والْمُتَوَكِّلُ، وَالْفَاتِحُ، وَالْأَمِينُ، والشَّاهِدُ، وَالْمُبَشِّرُ، وَالْبَشِيرُ، وَالنَّذِيرُ، وَالْقَاسِمُ، وَالضَّحُوكُ، وَالْقَتَّالُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ، وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَصَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ، وَصَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الْمَلاَحِمِ...
✽ وأَمَّا جُمْلَةُ أَوْصَافِهِ ﷺ: فَقَدْ كَمَّلهُ اللهُ تَعالَى بِكُلِّ كَمالٍ بَشَرِيٍّ فِي خَلْقِهِ وخُلُقِهِ، فَمَا مِنْ خَلَّةٍ كَريمَةٍ تَحَلَّى بِهَا البَشَرُ؛ إِلَّا وَقَدْ آتَاهُ اللهُ تعالَى مِنْها الحَظَّ الأَوْفَى، والنَّصيبَ الأَكْمَلَ؛ فكانَ رسولُ اللهِ ﷺ أَجْمَلَ الخَلْقِ، وأَقْوَاهُمْ، وأَشْجَعَهُمْ، وأَسْرَعَهُمْ، وأَجْوَدَهُمْ، وأَعَفَّهُمْ، وأَسْمَحَهُمْ، وأَرْفَقَهُمْ، وأَلْيَنَهُمْ، وأَحْلَمَهُمْ، وأَعْدَلَهُمْ، وأَرْشَدَهُمْ، وأَقْوَمَهُمْ، وأعلمَهُمْ، وأَزْهَدَهُمْ، وأَوْرَعَهُمْ، وأَعْبَدَهُمْ، وأَصْبَرَهُمْ، وأَرْجَاهُمْ، وأَرْضَاهُمْ لِرَبِّهِ، وأَطْوَعَهُمْ، وأَشْكَرَهُمْ لَهُ، وأَكْثَرَهُمْ حياءً مِنْهُ I، وأَخْشاهُمْ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وأَتْقاهُمْ، وأَرْغَبَهُمْ، وأَرْهَبَهُمْ لِرَبِّهِ I، وأَكْثَرَهُمْ تَوَاضُعًا، وأَعْظَمَهُمْ تَوَكُّلاً عليهِ، وتَعْظيمًا لَهُ، وإِخْلاصًا، وحُبًّا فِيهِ، وقُرْبًا مِنْهُ...
* كَمَا نَزَّهَ اللهُ تَعالَى رسولَهُ ﷺ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وعَيْبٍ فِي خَلْقِهِ وخُلُقِهِ، فَمَا مِنْ خَلَّةٍ مُشِينَةٍ تَنَزَّهَ عَنْ مِثْلِهَا البَشَرُ؛ إِلَّا وَقَدْ عَصَمَ اللهُ تعالَى رَسولَهُ ﷺ مِنْها، ونَزَّهَهُ عَنْها؛ فَما كانَ رسولُ اللهِ ﷺ مُتَكَبِّرًا، ولا فَخُورًا، ولا مُخْتالاً، ولا عَجُولاً، ولَا جَهُولاً، ولا جَافِيًا، ولا غَافِلاً، ولا صَخَّابًا، ولا صَيَّاحًا، ولا حَدِيدًا(10)، ولا مُغْتابًا، ولا نَمَّامًا، ولا قَاطِعًا، ولا غَشَّاشًا، ولا ظَلُومًا، ولا باغِيًا، ولا أَكُولاً، ولا لَعُوبًا، ولا نَؤُومًا، ولا ضَحُوكًا(11)...
عندما خلق الله الكون ليست لعبه وعندما خلق سيدنا أدم ليست لعبه وعندما خلق الحياة والموت والجنه والنار ليست لعبه كل شئ بقدر وبحكمة وعندما إصطفى الأنبياء والمرسلين ليست لعبه وعندما خلق سيدنا المسيح عليه السلام بغير مادة ويوجده بطريقة ليست بالتزاوج ولكن من عدم وكانت كلمة الله كن
فيكن فمعجزة المسيح أن يكون من أم بدون أب ليست لعبه .
وعندما أعطى لسيدنا زكريا ولد وبرغم أن إمراة سيدنا زكريا كانت عاقر وبالغه من العمر اخره ولم ولن تنجب ابدا وسيدنا زكريا بلغ من العمر واشتعل الشعر شيبا ووهن العظم والضُعف ولكن ما فعله زكريا أن دعى الله وحده فستجاب الله وكان على الله هيّن ورزقه بسيدنا يحى عليه السلام بكن فيكن قبل أن يكن كان تلك هى كلمة الله إن الله يتحكم فى الكون بالكلمة واذا قال للشئ كن فيكن قبل أن يوجد كان ووجد .
فخلق أدم بدون أب ولا أم والوجود من العدم ومن تراب وطين من عناصر الأرض ويحمل 18عنصر من عناصر الأرض من معادنها مثل الحديد الزنك الألومنيوم والفسفات وغيرها من العناصر التي لا تختلف تلك العناصر من بني أدم والسيد المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم العذراء التى كرمها الله وإصطفاها على نساء العالمين وجعلها هى والمسيح أية ومن قبل المسيح كان خلق أدم عليه السلام وهى الآية والمعجزة الأكبر وجود بشر بدون مادة .
ومن بعده مولد المسيح من أم بدون أب
ومن بعده مولد سيدنا يحي من إمرأة عقيمة وعجوز لم تتوافر نسبة الخصوبة وأسباب الحمل غير ممكنه وهذا مستحيل و بلغوا من العمر عتيه .
قال زكريا عندما دعى فاستجاب الله للدعاء يا زكريا إنا نبشرك بغلام إسمه يحي فقال زكريا متعجبا يا رب كيف ذلك وانا رجل عجوز وبلغت من العمر مراحل الشيب والضعف وإمرأتي عاقر لا تنجب وبلغ عمرها مراحل الشيب وعدم الإنجاب فقال الله لسيدنا زكريا إنه عليا هيّن يسير سهل بسيط .
بكلمة كن فيكون تلك هى الكلمة التى القاها الله على البتول مريم وتلك هى روح الله التى نفخ بها على سيدنا أدم وجعل له روحا منه تلك هى قدرة الله منفرد الأفعال منفرد الصفات منفرد الذات ليس كمثله شئ فى الأرض ولا في السماء اي لا شبيه له ولا أحد على صورته كما يدعوا الكثير او يعتقد الكثير أن الإنسان على صورة الله وهذا جهل وخرافات واقوال من لا يعلمون وما يقدرون الله حق قدره ولا يعلمون عظمته وقوته وايضا رحمته فهو رحمن فى الدنيا على جميع المخلوقات ورحيم بالأخرة فهو رؤوف رحيم بمن أمن بخاتم الأنبياء والمرسلين وجعل الوحدانيا والعبودية لله وحده فلا شريك له.
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير هو الأول فليس قبله شئ وهو الأخر فليس بعده شئ هو المدد هو الصمد هو أحد مالك الملك ونحن من أول آدم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها لا نملك لأنفسنا شئ فمن ملك الملوك هو الله فمن رب الأرباب هو الله له الوحدانيه المطلقه والعبادة المطلقه والتوسل والدعاء له وحده ليس لأي بشر على وجه الأرض .
فالكل لا يملك فى نفسه شئ فهو الأحد وهو الصمد لكل من لجئ إليه وقال يا الله وليس غير الله مجيب مهما كان نبي او ولي لا شفيع إلا الله ومن أذن له الله بالشفاعة وهو من بعثه الله رحمة للعالمين الذى اصطفاه الله وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين هو سيد العالمين رحمة الله وهبة الله التى أهداها للبشريه لينير به الله العالم من بعد الظلمات وأن يحي به الله أموات وهم مازالوا على قيد الحياة ويصحح به الطريق الصحيح لتكون رسالته هى الرساله الأخيرة ومن بعدها ينتهي الوحي التشريعي وينقطع وحى السماء ويتم به تصحيح الشرائع السماوية السابقه التى لعبت بها أيد البشر وبدلوا وحذفوا واضافوا وقالوا هذا من الله وهو ليس من الله ولكن من عند أنفسهم ومن وحى شياطينهم التى لعبة بعقولهم وقالوا على الله ماليس فيه .
فكانت رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن هو هو النبي الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة فى امة الشعر والبلاغة وينزل عليه القران الكريم ليكون معجزة النبوة ويتحدى الله الجميع أن يأتوا بسورة من مثله او حتى أية ولكن عجز الأنس والجن لأن القرآن الكريم ليس من بشر ولكن هو من رب العالمين الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد فلموت قريب والحساب شديد والنار حق والجنه حق والقرآن الكريم حق وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد حق فهو النبي الذي أخبرت عنه توارة موسي وإنجيل عيسى بأسم محمد وأسم أحمد وعلى من يرد البحث سيجد بالإسم والاشارة موجود كاوضوح الشمس الساطعه التى لا ينكرها إلا جاحد
اللهم صلي وسلم وبارك عليك يا رسول الله وحبيب الله سيدي محمد صلى الله عليه وسلم
بقلم الكاتب المصري أحمد إبراهيم النجار
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏دراسة‏، و‏مستشفى‏‏‏ و‏تحتوي على النص '‏‎GREAT‎‏'‏‏
كل التفاعلات:
ارق ملاك
١٢ تعليقًا
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...