ليت قومي يعقلون
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في اليوم الثالث عشر
من شهر ايلول2023
أجدُ اليومَ بعض صعوبةٍ حينَ أُهيِئُ لخاطرةٍ أو مقالةٍ أدبيةٍ , ليس منطقياً ولن يكون سرداً أدبياً متكاملاً حين أقتحم عوالم المقالة دون سابقٍ
تمهيد , يجب أن أُمَهِدَ للمُتلقي مُقدمةً مُتواضِعةٍ قبل الولوج في مَتنِ الموضوع يُفهمُ من تلك المقدمةِ بعضَ إشارةٍ إلى كُنهِ الخاطرة وكينونتها
بشكلٍ مقتضبٍ , هذه هي حقيقةً أدبيةً ساطعةً فليست الخاطرةُ ولا المقالةُ موضوعاً إنشائياً في درسٍ للغة العربية .
يولد ابنُ آدمُ على الفطرة ,
مُوحدٌ محسنٌ وذكيٌّ وتلك هي مقومات الانسانية ولو ان احدى الصفات سقطت في معمعة الحياة سهواً لفقدت الانسانية احدى اهم مقوماتها .
وتطرف من أخّلَّ بتلك المقومات عن قصدٍ وأعرض عن الفطرةِ .
حدثني صديقٍ لي عن ممارسات جارٍ له , هي ممارساتٌ مارقةٌ لاتليق بإنسانٍ تجاهَ أخيه الانسان .
لا ضير ان يركُن الجارُ مركبتهُ أمام مِرآبِ منزلي , سيعيقُ عليَّ سبيل خروجي بمركبتي لبعض الوقت ولكن لا بأس أن يفعل أليس هو جاري.
أعلموا ياسادة بانني سوف لن أصل مرحلة انزعاج أبداً ,هو جاري وانا احترمه ولن تكون مركبة مركونة امام مرآبي سبباً لتكَدُّري ,
ولكن ماحدث فعلا هو العكس ,لقد اوقفتُ مركبتي بموازاةِ سياج منزله لبعض الوقت ولم أكن بحاجةٍ لأوقفها امام باب مرآبه ,
إنزعج كثيراً وصدرت عنهُ كلماتٌ لاتليق أن تقال في حضرة أُناس طيبين محترمين مثلنا , قال بلهجةِ عتابٍ واستعلاءٍ ان لا تركنوا
مركبتكم بموازاة سياج بيتنا ,
إنها وقاحةٌ مع سبق الاصرار وخروجٌ سافر عن اللياقةِ وإساءةٌ بالغةٌ بصدد احترام الجار لأخيه الجار , ومن يومها لم اقترب بمركبتي من سياج بيتهِ ,
هذه سابقةٌ خطيرةٌ باتجاه التسيب وانعدام الأخلاق بين الجيران وربما كانت تلك الواقعة فالُ سيِئٌ باتجاه التكدرٍ و فقدان متعة العيش قرب هكذا جيران .
اما الصفحةُ التاليةُ من الممارسات اللاانسانية لهذا الجار فقد حظر علينا أن نسقي شجيراته المزروعةِ على الرصيف والتي
كنا مواضبين على سقيها كلما سنحت لنا الفرصة , ترى ما الضرر المُتَأتى من سقي شجيراتٍ في صباح يومٍ صيفي .
كيف يمكن ان نجاور أناسٍ بمثل هذه الاخلاق وبهذا التطرف في التعامل ,
ها هو ذا الملك الكريم جبريل عليه السلام يوصي نبينا الكريم بالجار حتى ظن رسولنا الكريم ان الجار سيورِثَه ,
لا تلقوا بالاً لما سمعتموه عن الجار ,انها حالة استثنائيةٍ وممارسة فردية سمجةٍ , احسنوا ايها الاكابر الى جيرانكم زوروا مرضاهم
القوا عليهم تحية الصباح اعينوهم على قضاء حوائجهم ان كانوا بحاجة الى مساعدة , إفعلوا أيَّ شيئٍ من أجله أن يخلق جواً من التعايش
الانساني والالفة والمحبة بينكم ولا تجعلوا هفوةً صغيرةً سبباً في تبادل الاتهامات والتراشق بالكلمات النابية والوصول الى مرحلة القطيعة . .
والبغضاء ,
ولنا في رسول الله اسوة حسنة عندما كان يصفح عن الرجل اليهودي الذي دأب على وضع مخلفاته امام باب النبي ممعناً في الاساءة والاستفزاز
ورغم هذا فقد قصد رسولنا الكريم عن نية طيبة منزل اليهودي لزيارته عندما علم انه مريض , هذا هو نبينا الكريم وتلك هي اخلاق الاسلام .
وعد الله حديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق