تقولينَ
تقولينَ أفكاري تُسيءُ إلى نفسي
ونقدي بأشعاري يُضاعفُ لي تعْسي
فحكّامُنا مهما أقولُ بلا حسِّ
أقولُ إذا باعوا كرامتَهم بخْسا
لشيطانِهم هذا الذي مسَّهمْ مسّا
أيُعْقلُ أنْ أخشى مَنِ استعْذبوا الرِجْسا
فباتوا بذلٍ قاتلٍ ضيَّعَ القُدسا
تقولينَ ما دخلُ السياسةِ بالشعرِ
وما دخلُ أُمّي بالعدالةِ والفكرِ
وهلْ سيُفيدُ الفكرُ إنْ قَصَفوا عمري
وحتى إذا همْ قطَّعوني فمنْ يدري
أقولُ إذا شِعْري خلا من شذا العدْلِ
ومن واجبي في كنسِ جيشٍ لِمحْتلِّ
فما الشعرُ إلّا فريَةٌ عندَ مخْتلٍّ
وأكذوبةٌ كبرى نمتْ عندَ معْتلِّ
تقولينَ مدّاحو البلاطِ علوْا قدْرا
فَفكِّرْ كما يُفكِّرونَ واجْتَنبْ خُسْرا
فما أحرزَ الحُكامُ مجدًا ولا نصْرا
على مُعتدٍ بلْ قدَّموا الطاعةَ الكُبْرى
أقولُ إذا صارتْ مصالحُنا عُذْرا
لإرضاءِ حُكّامٍ يُميتوننا قهْرا
أنا لا أخافُ الموتَ مَكرًا ولا غَدْرا
ولا السجنَ حتى لوْ حُكِمْتُ بهِ دهْرا
تقولينَ إنّي شاعرٌ ما لَهُ صوْتُ
وحظّي مِنَ الأعرابِ يا ويلَتي صمْتُ
فلا الظُلْمُ يعنيهمْ بشيءٍ ولا الموْتُ
فأفْئِدَةُ الأعرابِ ماتت كذا الوقْتُ
أقولُ يخافُ القومُ حكّامَهمْ رُعْبا
وحكّامُهمْ يخشوْنَ أعداءَنا تبّا
ولكنّني أهوى طواعِيَةً ربّا
وأفدي بروحي عندَ ملْحمةٍ شعْبا
تقولينَ مهما قُلْتُ للناسِ لن يُجدي
فربّي يُضلُّ الكافرينَ ولا يَهدي
لقدْ ضيّعَ الأعرابُ ما كانَ من مجْدِ
فماذا ترومُ اليومَ ممّن بلا رُشدِ
أقولُ إذا الأعرابُ ضلّوا فما دوْري
ألنْ يأمُرَ الرحمنُ نحو الهُدى سيْري
أليْسَ مِنَ المفروضِ في النثرِ والشعرِ
تبنّي قضايا الشعبِ لا عُصبَةِ الشرِّ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق