الثلاثاء، 15 أغسطس 2023

(الحب لايموت) قصه حقيقيه من واقع حياة

 (الحب لايموت)

قصه حقيقيه من واقع حياة
الريف المصري والتي مازلت اتذكرها فكان عمري وقت بداية حدوثها عشر سنوات كنت وقتها في المرحلة الابتدائيه
#عم احمد كان يعمل مقاول عمال بسيط يقوم بجمع العمال من القريه البسيطه التي ينتمي اليها ليقوموا بالعمل بإحدي شركات المقاولات بالقاهره وكانت العمال تظل شهراً كاملاً بالقاهره وكان كل عامل يحمل معه زوادته وهي عباره عن قفه كبيره يحمل بها قوته طوال الشهر عباره عيش مرحرح وبكاكيم طريه وكميه من الارز النيي وبطرمان من السمن والجبنه القديمه وزجاجة زيت وكيس من الملوخيه والباميه الناشفه وكام راس ثوم وكام كيلوا من البصل وكله من البيت
ليعين كل منهما علي معيشته طوال الشهر
كان عم أحمد وقتها شاباً لم يتجاوز الثالثه والثلاثين من عمره
تزوج وهو لم يتجاوز العشرين من عمره ورزقه الله بستة اولاد
منهم ثلاثة من الولاد وبنتان وكانوا يعيشون عيشة متوسطه الحال ينفق مايرزقه به الله اول بأول وكان بيتهم بسيط مبني الطوب اللبني به غرفتان وحمام بلدي ووسط الدار وهو مايسمي (بالصاله) به زير للمياه وصينية قلل وفرن بلدي للخبيز وكانون للطبخ وعشه لتربية الطيور
كان كل اولاده مازالوا صغار اكبرهم محمود صديق الطفوله كنت وقتها في خامسه ابتداتي وسيد في سنه ثالثه ابتدائي وبنت في سنه اولي ابتدائي والولد الثالث كان عمره ثلاث سنوات
وكانوا يعيشون عيشة بسيطه بما يرزق الله عم محمود شهرياً من عمله البسيط
وفي يوم من الايام اتذكره جيداً تعرض عم احمد لسكته قلبيه توفي علي اثرها وهو مازال شاباً لايتجاوز الخامسه والثلاثون من عمره دون ان يترك لهم معاش او اي مصدر رزق اخر يعيشون منه
ولكن الله سبحانه وتعالي لاينسي احد فهو يرزق الدود في الحجر
فاعان الله الأم المسكينه الصبوره
التي لم يصل عمرها الثلاثون
عاماً
فاصرت هذه الام البسيطه ان تُكمل مسيرة زوجها وتصل بأولادها لبر الامان
ورفضت كل من تقدم لها للزواج إما لجمالها وحسنها وإما لمساعدتها لوجه الله علي تربية اطفالها الخمسه
فقامت بشراء حمار ليساعدها علي العمل وتحمل عليه ماكانت تقوم ببيعه من خصار لاهل القريه والقري المجاوره مثل الطماطم والخيار والفلفل والبازنجان
واستمرت سنوات تعمل الي ان انتقل اولادها الثلاث من المرحله الابتدائيه الي المرحله الإعداديه اما الصغار دخلوا المرحله الابتدائيه فزاد حمل الاولاد علي الأم المسكينه
والتي ظلت تتجول بحمارها شوارع القري لتبيع مامعها من خضار...
الي ان اراد الله سبحانه وتعالي ان يعوضها علي مشقتها خيراً فأرسل لاختها التي كانت تتمتع بالحسن والجمال الفائق رجلاً ثرياً من السعوديه عرفها عن طريق احد العاملين عنده من القريه عندما كان يبحث عن زوجه مصريه فوصف له جمالها واخلاقها فزار القريه معه ورءاها فاعجبته وانبهرا بها فطلبها للزواج وبعدما عرف حكاية اختها تكفل بكل مصاريف البيت والاولاد حتي يتخرجون كلهم من التعليم
وبالفعل اوفي هذا الرجل الطيب الي ان كبروا جميع الاولاد الخمسه و منهم من دخل الكليات ومنهم مازال بالمراحل الاخري
#نأتي لصديقي محمود الكبير وسيد
دخل محمود كلية الهندسه ودخل سيد كلية التجاره
وبعد سنتين دخلت ليلي اجمل بنات القريه كلية الهندسه وكان والدها عمدة القريه ومن أغني اغنياء القريه فنشأت بين محمد وليلي اجمل قصة حب منذ السنه الاولي لها في كلية الهندسه وكان وقتها محمد في السنه الثانيه بعد الاعدادي
وتعاهد علي الوفاء والاخلاص وان يكونا لبعضها ولا يفرق بينهما سوي الموت فقط وانتشرت بين كل الزملاء هذه العلاقه الشريفه فمحمد كان شاب ممتاز خلقا ودراسةً فكان الكل يتحاكي بقصة حبهما التي وصلت لمنتهي حدود الحب ولكن لايعلم بهذه القصه الا ام محمد فقط ولم يجرأ احد ان يُعلم عمدة القريه بعلاقة ابنته بمحمود خوفا عليها من شخصيته القويه وعائلتها الكبيره
وكان محمود حاد الذكاء وكان يتفوق سنوياً في دراسته وكانت قصة الحب تكبر بينهما مع كل سنه من سنوات الدراسه والتي استمرت ثلاث سنوات
الي تخرجا محمود من الكليه بتقدير جيد جداً
وهما يحملان كل معاني الحب والوفاء والاخلاص وحصل محمود علي شهادة الإعفيٰ من الجيش لانه اكبر اخواته اليتامي ويعتبر العائل الوحيد
ولكن حرم محمود من مشاهدة حبيبته الذي تعود علي ان يراها يومياً في ايام دراسته
فهما يعيشان في قريه ريفيه لها تقاليدها
فاشتعل الشوق والحنين بينهما فاراد محمود ان ينهي هذه العلاقه النظيفه واتفق مع حبيبته علي الارتباط علي ان تتم الخطوبه ويكون امامه فرصه سنتان يعمل فيهما بكل طاقته وتكون حبيبته تخرجت من الكليه فيتم بعدها الزواج
فأخذ الأم المكافحه الشريفه التي ربته هو واخوته علي الفضيله والشهامه والتي يتحاكي بها كل اهل القريه فكل اولادها ذات سمعه طيبه وفيهما شهامة ولاد البلد...
وقام محمد وامه بزياره لبيت العمده لخطبة الحبيبه ...
وكانت الصدمه الكبري عندما نهر العمده المهندس محمود الشاب المتفوق عالي الخلق والشهامه
وقال له انت نسيت نفسك انت ابن مين وهيا بنت مين بل وعايره بفقره وبأمه التي كانت تتجول شوارع القريه لتبيع الخضار لتنفق عليهما
والاعانات التي كانت تأتيهم من زوج خالته الثري العربي بل اتهمهما بالجنون وقام بطردهم من بيته بكل وقاحه وكبرياء وهو يقول كيف تجرءون علي هذا الطلب او مجرد التفكير فيه. ياشحاتين
إنهار محمود وخرج من بيت حبيبته والدنيا سوده في وجهه ناقماً علي حظه وكارها للحياه فكيف يعيش بعيدا عن حبيبة عمره التي يسري حبها في شرايين جسده
وانهارت ليلي وسقطت علي الأرض مغمي عليها اسفاً علي ماحدث لحبيبها التي كانت تحبه حباً يفوق الخيال واسفاً علي جرح امه الطيبه التي كانت تحبها وتحترمها
وظلت ضريحة الفراش حزينه ويائسه من حياتها مايقرب من شهر
فقام بارسال رساله لزوج خالته السعودي وقص عليه ماحدث له ولأمه من والد حبيبته وطلب منه ان يسافر السعوديه للعمل بها
وعلي الفور قام زوج خالته الذي كان يحبه كثيرا
بإرسال عقد عمل براتب كبير للعمل في شركة مقاولات كبري احدي اصدقاءه
فسافر محمد جسداً تاركاً قلبه وروحه في بيت العمده الظالم بعد ماقام بتوديع امه واخوته والدموع تنهمر كسيل المطر علي خديه
واجتهد محمود الذي اصر علي النجاح والكفاح ليل نهار هربا من التفكير بما حدث له من جروح وبعد شهور كان من انجح المهندسين بالشركه وابهر الجميع بكفاءته ومهارته واخلاقه في التعامل مع الجميع ولكفاءته واخلاقه الحميده قام صاحب الشركه بعد ستة شهور فقط بتعينه مديراً بقسم التنفيذ وارتفع نجم المهندس محمود بالشركه يوما بعد يوما
#ثم نعود الي ليلي المعذبه التي ذبل عودها وانطفي نور وجهها حزنا علي حبيبها التي مازالت تفكر فيه ليل نهار ولم تنساه لحظه ولم تجف دموعها ثواني
وعندما رأي العمده حال ابنته التي كان يقسوا عليها وينهرها كل يوم فكر في التخلص نهائياً من هذه العلاقه بتزويجها
وفي يوم من الايام تقدم لخطبتها شاب من اغنياء اهل احدي القري المجاوره والذي كان يعمل محاسباً بإحدي البنوك بمدينة القاهره واتفق والدها مع العريس علي ان يتم زواجهما بعد انتهاء امتحان السنه الدراسيه الثالثه علي ان تكمل سنة البكالوريوس وهي في بيت الزوجيه
وبالفعل تمت خطبتها غصباً عنها وتحت الضغط والتهديد والإهانة
وبعد نهاية الامتحان تم بالفعل تحديد موعد الزواج وكثيرا ماحاولت المسكينه التخلص من حياتها تحت اصرار والدها علي زواجها غصباً عنها بإنسان لاتريده ولا تقبله فحبيبها مازال حبه يمتلك كل مشاعرها واحاسيسها
فاصبحت لا معني لحياتها بعد حرمانها من حبيب عمرها ولكن كانت عناية الله تحفظها وتفشل كل محاولات التخلص من حياتها
وبالفعل تزوجت الحبيبه المسكينه بجسدها فقط اما روحها وعقلها وقلبها ملكاً لحبيبها محمود ....
وعانت كثيرا من زوجها التي تزوجته غصباً عنها ولا تطيق معاملته السيئه لها
وكلما إقترب منها تجد طيف حبيبها يشاغلها
مما جعل حياتها عذاب مع زوج لاتقبل رؤياه
فقررت ان تشغل نفسها بالمذاكره وقررت ان لاتحمل من هذا الزوج فكانت تتعاطي حبوب منع الحمل من وراء زوجها واعطت وقتها كله للمذاكره فشغلت نفسها ليل نهار بالمذاكره حتي انهت السنه الباقيه وتخرجت من كلية الهندسه القسم المعماري وطلبت من زوجها ان تعمل في اي شركه للقضاء علي الوقت الذي يمر عليها بصعوبه والتخلص من الفكر الذي يدمرها ولكنه رفض عملها بل وطلب منها الا تفكر في العمل يوما ما
فظلت حبيسة البيت مع الافكار والهواجس
فكرهت الحياه مع هذا الزوج قاسي القلب متبلد المشاعر ولم يفكر يوماً ان يحتويها ويهتم بها وبمشاعرها ليكسبها
فبدأت تمرض ويزيد عليها المرض يوما بعد يوم حتي انطفي جمالها من كثرة البكاء والندم علي عمرها
وبدأت المشاكل مع زوجها الذي كان يتهمها بانه يعيش مع زوجه بدون قلب وروح واصبح يعاملها أسوء معامله وبدأ ينهرها ويسبها بأسوء الالفاظ وظل يتهمها بالبرود وعدم الانوثه فاصبحت الحياة بالنسبة لها سجناً سجنها فيه والدها الظالم وزادت الخلافات يوما بعد يوما بينها وبين زوجها وفي كل مره كانت تطلب من الطلاق واصبحت لاتطيق العيش معه بل كرهت حياتها ومازالت ترفض الانجاب منه ومر عليها عامان ونصف العام وهي تعيش في ويل ومرار
فاصبح المرض يهاجم جسدها من كثرة الحزن والبكاء واهمال زوجها الأناني لها وكثيرا ماكان يقوم بخيانتها مع الساقطات وفتيات الليل واصبح بيت الزوجيه بيت مليء بالمشاكل والخناقات والأحزان
وكلما شكت لوالدها الظالم لم يسمع لشكواها بل وكان يتهمها بالتقصير ويحملها المسئوليه
وكثيرا ماكانت تشكوا لامها السلبيه التي كانت تخاف ايضا من بطش العمده ولا حول لها ولا قوة
وكانت دائماً تقول لها ده نصيبك يابنتي وارضي بيه
خلاص اللي حصل حصل
فكانت لاتجد امامها سواء البكاء والندم ومحاولة التخلص من حياتها حزناً علي حبها الذي مازال يطارد خيالها ليل نهار
الي ان اصبح جسدها هزيل وقواها اصبحت لاتتحمل أي شيء فمرضت مرضاً شديداً
ووقعت علي الارض فتم نقلها الي المستشفي وتم عمل فحوصات طبيه عليها واكتشف الاطباء انها تعاني من فشل كلوي حاد وتحتاج زرع كلي في اسرع وقت
وعندما علم زوجها بحالتها قرر التخلي عنها وعندما بل وقام بتطليقها بكل خسه ونداله وهي ضريحة الفراش تعاني من الألم وكره لحياه
#ونأتي للعمده الأب الظالم
الذي ندم علي مافعله من جحود وقسوه علي ابنته المهندسه رقيقة الاحساس والمشاعر وفلذة كبده وانه سبب عذابها وضياعها
وطلب من الاطباء علاج ابنته واستعداده علي دفع اي مبالغ لعلاج ابنته ولكن الاطباء افادوا بأن علاجها الوحيد هو زرع كليه لها فقام الاب بعمل اعلان مطلوب التبرع بكليه
باي مبلغ يطلبه المتبرع
ولكن للاسف الشديد فصيلة دمها كانت دائماً لاتتطابق مع اي احد يقوم بفحصه الاطباء
وكل يوم كانت تعاني المسكينه من آلام مبرحه وتتمني الموت كل لحظه وللاسف الشديد انقطعت الصله بينها وبين الزوج واهله نهائياً بل تزوج الزوج من اخري في نفس الشقه وعلي عفشها مستغلا انشغال كل اهل المسكينه ليلي بمرضها وخاصة انه ميئوس من علاجها بعد صعوبة وجود فصيله تتناسب مع فصيلتها من كل المتبرعين
ولم يجدوا الاهل امامهم سوي الانتظار للقدر المحتوم لابنتهم التي كانت اجمل بنات القريه وبأيديهم هم من دمروا حياتها ووصلوها الي هذا الوضع
#ونأتي الي هو المهندس محمود الذي جعل العمل يشغله ليل نهار لينسي جرحه ويتخلص من عذابه وحرمانه من حبيبة عمره وعذابه الذي جعل حياته لافائده لها وان اموال وكنوز الدنيا لا تساوي لحظة حب بقرب حبيبته
وزاد عذابه عذاباً آخر عندما علم بزواجها وظل معتكفاً اسبوع في غرفته لايكف عن البكاء ولا تجف الدموع من عينه حزناً وغضباً من الدنيا التي فرقت بينه وبين حبيبته التي يسري حبها في شرايينه ولم ينساها لحظه بل واضرب عن الزواج من غيرها نهائياً رغم انه اصبح ميسور الحال وكثيرا من العائلات المحترمه تتمناه
بل وكان صاحب الشركه يتمني ان يزوجه بابنته وطلب منه ذلك لاخلاصه في العمل وامانته لكنه رفض لانه ان تزوج اي فتاه سيظلمها لانه غير قادر علي التخلص من حبه الذي يمتلك كل مشاعره واحاسيسه وتفهم صاحب الشركه هذا بل وزاد حبه له
وكان يزيد من عذابه عذاباً عندما يعلم بعذابها مع زوج لاتحبه ولا تطيق العيش معه
ورغم تحقيقه نجاحاً كبيراً في مجال عمله وحقق ارباح طائله للشركه فتدرج في المناصب الي ان وصل في خلال ثلاث سنوات الي مدير عام الشركه كلها وجمع ثروة كبيره من المال وبعد تخرج اخيه من كلية التجاره وقضاء فترة الخدمه العسكريه قام بارسال عقد عمل لاخيه للعمل محاسب في نفس الشركه
#قام محمود بشراء قطعة ارض كبيره في القاهره وقام ببناء عمارة سكنية ضخمه في مدينة نصر وهي من ارقي مناطق القاهره وقام بنقل امه واخوته للسكن بها واحلوت الحياه للأم والاخوه
وعوضهم عن ايام الحرمان
وفي يوم من الايام علم من امه بمرض حبيبته مرضاً شديداً
وانها تنتظر الموت في أي لحظه...وعندما علم بما حدث من زوجها الجبان الذي قام بتطليقها والتخلي عنها وهي في مرضها الخطير حن اليها شوقاً بل وزاد حنينه اليها فقام بإنهاء اعماله كلها بالسعوديه وجمع كل مستحقاته الماليه وهرول بالسفر والنزول من بلاد الغربه الي بلاد الأحبه وتوجه الي المستشفي التي ترقد فيها حبيبته لزيارتها وقلبه ورحه يسبقانه اليها لهفةً لرؤياها وكان كله امل في ان اللي سيشفيها له فكان يدعي لربه ان لايحرمه منها وان يشفيها ليعيش معها باقي ايام عمره وتمني ان يعوضها عن كل مامرت به عذاب وهي بعيده عنه
وعندما دخل الي غرفتها وراءها انخرط في البكاء والدموع تسبقه علي خديه
ونهر والدها ووالدتها وكل من كان بجانبها من اهلها قائلاً كيف تتركونها يا اصحاب القلوب الجاحده القاسيه حتي تصل الي هذا الحد من المرض
واقترب منها وهو يبكي عندما راي جسدها ساكن لايتحرك ثم ناداها بحبيبة العمر ونبض القلب ودعي لها بالسلامه وهو يردد عبارة ليتني افديكي بعمري ياحبيبتي
وهو يلامس يديها ويعانقها بحنين وشوق العمر كله وعندما اشتمت ريحه احست به ونظرت اليه نظرة الشوق واللهفه والحنين
ودموعها تنهمر كالسيل من عيونها الذابلتين علي خدودها الشاحبه وكأنها تشكوا اليه ممن ظلموها وحرموها منه وهي تحاول ان تقوم من فراش مرضها وكأنها تريد ان تحضنه وتودعه الوداع الأخير
ولم تنقطع دموعهما لحظه واحده فصاح بأعلي صوته علي الاطباء وهو يبكي علي حب عمره وهرول الي الطبيب المعالج لها فسأله عن حالتها فأفاد بخطورة مرضها لانها تحتاج لزرع كلي بأسرع وقت وان فترة الغسيل الكلوي فتره مؤقته الي ان يرحم الله جسدها الضعيف
وأفاد الطبيب بان كل الأطباء فعلوا كل مايُستطاع فعله تجاهها ولكن كل المحاولات باءت بالفشل كل الفحوصات فكل من ارادوا التبرع لها لم يجدوا منهم شاب واحدا مناسب صحياً لزرع كليته لها
وكأن الحب افشل كل محاولات الشفاء إلي أن يعود الحبيب ليثبت للعالم كله ان الحب اقوي من الموت نفسه
فطلب محمود من الطبيب ان يقوم بفحصه وإذا تطابقت البصمات عليه ان يأخذ منه كليه ويقوم بزرعها لحبيبة عمره ونام علي السرير وهو يدعي ربه ان تنفع كليته ليعطيها لحبيبته وانه سوف يتحمل كل التكاليف المطلوبه لإجراء العمليه وقام بتحرير شيك علي بياض لتضع ادارة المستشفي فيه اي رقم يطلبونه واعطاه لإدارة المستشفي وعلي الفور قامت ادارة المستشفي بتشكيل فريق من الاطباء علي الفور ومن جميع التخصصات ثم قاموا بفحصه فحصاً شاملاً وفجأة نادي فريق الأطباء بأعلي صوت الله اكبر الحمد لله الحمد لله المعجزه ستتحقق وقالو له كل الفحوصات التي تمت لك مناسبه لزراعة كليتك لها وستنجح عملية نقل الكلي باذن الله تعالي وماحدث هو معجزه من عند الله واعترفا الجميع بان الحب اقوي من كل شيء ويتحدي العالم كله وأن اصالة العريس وشهامته اهم من كنوز الدنيا وقاموا بحمد الله
وظلوا يبكيان ويقبلان محمود ويشكروه وهم نادمين بما فعله محمود تجاه حبيبته انها قصة حب يسطرها التاريخ لتتعلم منها العشاق
ويوما بعد يوم بدأت تتعافي ليلي الحبيبه الوفيه لحبيبها محمود والتي رفضت ان تعيش حياتها بعيداً عن حبيب عمرها
وبعد اسبوعان بدأت تعود لها عافيتها وعادت صحتها وعاد جمالها ونضارتها مع عودة حبيب عمرها
وبعد شهر من اجراء الجراحه خرج الاثنان من المستشفي وهما سعداء بجمع شملهما وسط الزغاريد والتهليل في كل مكان وذهبا الجميع الي القريه لاتمام مراسم زواج الحبيبين
وقام الاهل بذبح الذبائح ونصب الزينه والانوار وكان اكبر صوان تم نصبه لفرح لم يتم في القريه من قبل جمع اهل القريه كلها في ليلة العرس
ثم قام محمود بعد قضاء شهر العسل بتجهيز الدور الاول والثاني في عمارته وقام بإنشاء شركة مقاولات كبيره بها وطلب من حبيبته ان تشاركه فيها علي ان تعمل معه لتكون شريكته في كل شيء وان تكون امامه ومعه في كل لحظه
وبعد تسعة اشهر رزقهم الله بمولود جميل اسموه أحمد
وكبرت شركتهما مع حبهما التي تعجز كل الحروف عن وصفه
واصبحت شركتهما من ضمن الشركات الكبري الخاصه بالمقاولات في مصر..وكل يوم كان يزيد بقلوبهم الحب والعشق والغرام ..
وعوض محمود ليلي الحبيبه عن كل دمعة حزن احستها في البعد وعوضته كل ليالي الاسيه والحرمان وعاشوا ايامهم بثوانيها اسعد حبيبين
#اخذ العمده درساً قاسياً ولام افكاره الرجعيه واعترف بان الحب الحقيقي لايموت بداخل القلوب وان الحب الصادق اهم من كنوز العالم كله لانه يصنع المعجزات..
وبعد ثلاث سنوات انجبت ليلي ابنه ثانيه واسماها الوالدان زهره واصبح احمد وزهره هما مصدر سعاده للحبيبين وعاشوا في تبات ونبات يجمعهما التفاهم والحب والاهتمام والرضي النفسي...
قصة الحب لايموت.
بقلم (اشرف الدغيدي)
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏شاطئ‏‏ و‏محيط‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...