الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

 هو...

وامرأتان
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
الأول من آب 2023
تُرى من يكون هو ومن هما الإمرأتان ,
هذا موضوعٌ لم آلفَهُ من قبل أي لم أتطرق إليه ,أتيتُ ب(هو) نَكرةً لأن ليس في مُخيلتي إنسانٌ معينٌ و لضرورات السردِ القصصي ولكي أُوحي للمتتبعِ برغبةٍ في متابعة القراءةِ جِئتُ بمفردةِ ( هو ) نكِرةً.
لقد أسهبتُ فيما مضى في الكتابةِ عن المرأةِ وعن الرجل , بين نكدٍ باذِخٍ وخلافاتٍ مُضنِيةً يتراوح بينهما نِزرٌ يسيرٌ من متلازماتِ المودةٍ و الحُنُوِ وما توفر من نعمةِ التغافُلِ .
كلُّ ما ورد ذكرهُ مُتيسِرٌ في العلاقاتِ الزوجيةِ اليوم وفي سابق الايامِ إلاّ مارحِمَ ربي ,
ألمرأةُ الأولى في حياةِ أيِّ رجل هي لاشكَّ أُمُهُ , حرِيٌّ بنا جميعا أن نكون على قدر كبير من الاهتمام بها وأن نُجاهدَ أن لا نعصي لها أمراً حتى ونحن قد غادرنا مواسم الطفولة بمراحلَ كثيرةٍ ,
الأمُّ هي احدى المرأتين اللتان جاءتا في عنوان خاطرتي , سوف لن نُجادل ولن نُسهب في الحديث عنها فقد سبقنا الكثيرون في هذا المضمار , ولكننا بصدد وضعها في ميزان المحبة والتقدير مع المرأة
الثانية ,
المرأةُ الثانيةُ هي الزوجةُ , لامجال للمقارنة بينها وبين الام ..البونُ واسعٌ فلكُلٍّ منهما وقعٌ ومكانةُ في النفس قبل العقل ,
لايمكن لنا جميعا ان نكون على وجهِ الشبهِ ببعضنا , لايمكن ان تتشابه نفسياتنا , ومن هذا المنطلق فان الملايين من الزيجات امتدت على مدى نصف قرنٍ من الزمن دون أن تتعرضَ علاقاتهم الزوجيةَ
الى التكدر والخلافات فتنتهي بالتفريق ,ربما كانت علاقات استثنائيةٌ عاشها أناسٌ ذوو عقلٍ راجحٍ وحظوةٍ واتساع رقعة التفكير .
وأخفقت ملايين أُخرى لِإكمالِ عامٍ في الحياة الزوجية لأسبابٍ ربما كانت تافهةً لاترقى الى مستوى عرضها في المحاكم او على الناس الاقربين اوعلى خبراء الاصلاح الاجتماعي .
نحنُ جميعاً مطالبون باحترام الطرفين أُمَّاً وزوجةً لاخيار لنا بتفضيل احداهنَّ على الاخرى وليس باحترام طرفٍ على حساب طرفٍ آخر . إنه العدلُ ,
الأمُّ لايوازيها امرأةٌ تحت مسمى زوجة , يمكن إبدال الزوجة بأخرى بسهولة تامة ضمن ضوابط دينيةٍ واجتماعية ولكن ليس بالامكان ابدال الام بأخرى ,
عندما تَهُمُّ بإهداء أمُكُ شيئاً فليكن بمستوى رؤية الاخرين وليس من وراءِ ظهورهم ثم المبادرة بارضاء الزوجة بمثلها تحت يافطة العدل , الزوجةُ لها حقوقها فلا تحاول سلبها حقوقها ,
وعندما تهمس بإذنك احدى
المرأتين بأشياء مُغرضةٍ كيديةٍ تجاه بعضهما فاياك ان تتسرع باطلاق عباراتٍ او انفعالات خارجةً عن حدود اللياقة قبل ان تتحرى عن الصحيح من الفعل ومن القول من أيٍّ منهما .
إن أنت نويتَ الى طعامٍ شهيٍّ او سفرةٍ في ارض الله الواسعه فاياك ان تترك امك قابعة في البيت لأسباب تافهةٍ بحجة انها كبيرةً بالسن ليس لديها مبدأ المطاولة , لاتُجْلِسها في الحوض المكشوف من
مركبتك مع الامتعة والاطفال وتجعل زوجتك تتصدر الحوض الامامي هذا اسفافٌ وإساءةٌ مع سبق الاصرار لنفسك اولاً
ثم اساءةً لها ولكبرياءها , لاتستكثر كلاماً وابتسامة وقبلةً صباحية ومسائية على جبينها وفوق قمة رأسها , وافعل مايحلو لك مع زوجتك دون وجلٍ أو رادعٍ فانك قد وَفَّيتَ ذلك مسبقاً لأُمكَ .
لايمكن ان نعيش بصفوةٍ وهناءٍ دون الرجوع الى العقل والى المنطق , ولكن ورغم كل ذلك لايستبعدَ ابداً ان تفرض المشاكل نفسها حتى في اشد حالات التروي وضبط النفس , وإن كنتَ نويتَ عملاً
تجارياً او انك مُزمعٌ لشراء قطعة ارضٍ او لشراء مصوغةٍ ذهبيةٍ فاياك ان تخفي ذلك عن امك , هي الجديرة قبلَ أي إنسانٍ غيرها باخبارها لأنها ستهللُ وتفرح بما أنت ناوٍ فعله وحاذِر ان تعمل بمشورة
أحدٍ بأن تسعى لقضاء حوائجك بالكتمان , نعم بالكتمان لِأُناسٍ غرباء حتى لاينالك منهم نظرةُ حسد وليس الكتمان عن أُمِكَ .
ولكي تكسب الأُمُ ودّ (كنَتِها) وتمتص نقمتها المبيتتةَ وأنواعاً أُخرى من اللؤم والبغضاء عليها ان تُعاملها معاملةَ ألأبنةِ وليس كزوجة ابنها , تبادلها الكلمة الطيبة والابتسامة الشفافة بأن تناديها (إبنتي حبيبتي
عيوني غاليتي ) وتُشركها بأخذ رأيها في أمورٍ مهمة وغير مهمةٍ لكسر الحاجز النفسي الازلي بين الحماة وكنتها , حينها سوف لن تجد (الكَنَّةُ ) ثغرةً باتجاه الحقد وتبييت الشر تنفذ منها لتخريب العلاقة
واختلاقِ اعذار للسكن منفصلة عن حماتها .
لقد احسنت الأمُّ صنعاً باحتواء كنتها بالكلمة الطيبة وأتخذتها إبنةً وصديقةً لها .
بالمقابل . . على (الكنَةِ ) أن تقابل الإحسان بالإحسان وتبادِر لِإزالة أيَّةَ شوائبَ عالقةٍ في صدرها لتمرير خطط شيطانية للإستئثارِ بالزوج او للإستحواذِ على مكاسب أُخرى .
إن النفس لأمارة بالسوء ومن منطلقٍ مثلُ هذا فان مشاكلَ من انواع كثيرة وفي اجواء مختلفةً ستحل موجةُ الاغترار والسخطِ مصحوبةً بشيئٍ من البلادةِ محلاً غير محمودٍ فتقع حينها الكارثة .
سوف لن اكون جاحداً في ان تكون الام على منزلةٍ لايرقى اليها الشك في انها عاقلة ومتزنة ذات قراراتٍ صائبة ولكن يمكن ان تجنح النفس البشرية حتى لو كانت بأمرةِ الأُم فتأتي عملا مُسَفهاً ,إنها ليست
معصومةً عن الخطأ ولن يكون امرؤٌ معصوماً مابقيت الحياة . يمكنك مُجاراتها ومسايرتها بالاقتراب من مؤدّاها ومبتغاها على ان لاتضر بمشاعر الزوجة او بحقوقها ,حاول جاهدا تقريب وجهات النظر
بينهما عسى أن يأتي اللهُ أمرا كان مفعولا ,
نحن على متن زورق كبير هو الحياة نفسها ,سنستحمل البحرِ بتلاطُمِ أمواجهِ برعونةِ عواصفة وأعاصيره على أمل أن نصل إلى البرِّ بسلام ,
تلك هي الحياة . . لغزٌ كبيرٌ ومُحَيِرٌ لم يفقهَ كُنههُ فلاسفة العصر جميعا ولن يفقهوهُ لو اجتمعوا عليه .
وعد الله حديد
May be an image of 2 people
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...