الخميس، 10 أغسطس 2023

ألا تعرف من أنا؟

 ألا تعرف من أنا؟

سؤال ردده أمامي إنسان أظنه لا يعرف نفسه.
فقلت له:
ليست القوة بالسلطة، ولا بالعضلات ولا بالنسب، ولا حتى بالشهادات.
لتكون قويا وكبيرا في أعين الناس، ولك مركز في مجتمعك، وكلمتك مقبولة في سربك، فالأمر لا يتطلب منصب سلطة، ولا قوة عضلات، ولا شهادات. الأمر أسهل من كل هذا:
عليك فقط أن تعتقد بدواخلك أن الإنسان الذي هو أنت، هو أكرم مخلوق فوق هذه الأرض، وأن من تعاملهم، هم كذلك من نفس الطينة.
وأن تؤمن بأن معاملتك للإنسان ليست كمعاملتك للحيوان، فتكون اللباقة والعقلنة أساس حوارك مع من تتعامل معه.
وأن يكون حبك لكل من تحبهم، حب بشغف وغير مشروط.
وعندما تكون في موقف من يأمر، تأمر باحترام وبأخلاق عالية من تأمرهم.
وعندما ترى من يتألم أمامك، تحس بألمه، ليس نفاقا، ولكن بإحساس صادق. هدفك جبر هذا القلب المكسور.
وعندما تعطف، لا يكون عطفك مجرد كلام. بل تظهر عطفك بفعل شيء من أجل من تعطف عليه.
وعندما تواسي، لا تكن مواساتك تمثيلا أو مجرد كلام، بل أفعالا تخفف بها من محنة المصاب.
وعندما تقدر، تقدره الإنسان حق قدره، لتقومه و ليس لتنافقه.
وعندما تلوم إنسانا رأيت أفعاله تستحق اللوم، تلومه لتنقده من غيه وليس للتشفي فيه.
و عندما تعطي، يكون عطاءك لمن أعطيته، بلا طمع أو انتظار مقابل لهذا العطاء.
أظن أن هذه أمور سهلة لنكبر في أعين الآخرين ونرد انسانيتنا التي كدنا نفتقدها بغلظتنا و نفاقنا وسوء معاملاتنا للكبير والصغير...
أحمد علي صدقي/المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...