الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

اشواك الغدر..

 اشواك الغدر..

إن الغدر والخيانة أمران مذمومان في شريعة الله -جل وعلا-، وتنكرهما الفطرة السوية، وهاتان الصفتان تجمعان كل معاني الذم والسوء، فهما نقض لكل ميثاق أو عقد، سواء كان بين الله تعالى وخلقه، أو بين الناسِ بعضهم مع بعض، وهما من سمات المنافقين، قال -صلى الله عليه وسلم-: "آية المنافقَ ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" (متفق عليه).
وقد ذم الله -جل وعلا- من اتصف بصفة الغدر والخيانة في كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فقال -جل وعلا- في حق من اتصف بصفة الخيانة: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ) [الأنفال :58]، وقال سبحانه:(وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) [يوسف:52].
ووجه نبينا -صلى الله عليه وسلم- المسلمين إلى عدم الخيانة بقوله: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك".
وكان -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من الخيانة فيقول: ".. وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة" (رواه أبو داود، والنسائي).
وقال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي عن صفةِ الغدر: "قال الله تعالى: ثلاثةٌ أنا خصمهم يوم القيامة، وذكر منها: رجلٌ أعطى بي ثم غدر.." (رواه البخاري).
وأشد الناس فضيحة يوم القيامةِ هم الغدارون لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة يقال: هذه غَدْرَةُ فلان" (متفق عليه).
والنبي-صلى الله عليه وسلم- سمته اليهود، وعمر -رضي الله عنه- قتله أبو لؤلؤة المجوسي، وعثمان -رضي الله عنه- قتلته يد الغدر، وكذا علي وغيرهم على مر التاريخ وإلى يومنا هذا.
وجاء عثمان بن عفان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان قد أهدر دمه، فجاء به حتى أوقفه على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، بايِع عبدَ الله، فرفع رأسَه، فنظر إليه ثلاثًا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: "أما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ يقومُ إلى هذا حيث رآني كففتُ يدي عن بيعته فيقتُله؟!"، فقالوا: ما ندري يا رسولِ الله ما في نفسِك، ألا أومأت إلينا بعينك، قال: "إنه لا ينبغي لنبيّ أن تكون له خائنةُ الأعين" (والحديث صحيح رواه أبو داود وغيره).
‏فرسولنا -صلى الله عليه وسلم- لم يرض أن يتخذ الخيانة وسيلة حتى في حق الكافر المحارب لله ولرسوله، فما بال هؤلاء الذين لا تكون خيانتهم إلا في حق المؤمنين الموحدين، لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة؟!
إن الغدر والخيانة لم يسلم منهما زمان دون زمان ولا مكان دون مكان، بل لم يسلم منهما أفضل القرون، وهو زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، فكيف بمن بعده؟!
‏ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيم) [الأنفال:27،28].
‏@الجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...