عامٌ بِأَيِّ جَـــــديدٍ جئْـــــــتَ يا عامُ؟
مالي أَراهُمْ بِشَأْنِ القُدْسِ ما اجْتَهَدوا***كأَنَّهُمْ بِصَقيعِ الجُبْنِ قَدْ جَمَدوا
قَوْمٌ على اليَمَنِ الشَّاكي قدِ اتَّفَقوا***فَخَرَّبوهُ بِحَرْبٍ لا لَها سَنَدُ
والقُدْسُ تَصْرُخُ تَحْتَ الأَسْرِ قابِعَةً***فَكَيْفَ قَوْمي بشَأْنِ القُدْسِ ما اتَّحَدوا؟
أَهؤلاءِ هُمُ الحُكَّامُ يا وَطني؟***تَبّاً لَهُمْ عَنْ هُدى المَوْلى قَدِ ابْتعدوا
////
إنّا سَنَفْديكَ فَاسْلَمْ أَيُّها الوَطَنُ***مَهْما تَعَـدَّدَتِ الأرْزاءُ والمِحَنُ
طالَتْ وَلَوْ لَمْ تَطُلُ عُسْراً لَما انْفَرَجَتْ*وَالنَّاسُ بِالـقَدَرِ المَكْتوبِ تُمْتَحَنُ
وما على المُنْحني إلاَّ الخُضوعَ لِـمَنْ***بِالـقَهْـرِ تُولَدُ منْ إرْهـابِهِ الفِـتَـنُ
لَوْلا الضَّمائِرُ كانَ النَّاسُ مُجْتَمَعاً***مِنَ البَهائمِ لا دينٌ ولا سُنَنُ
فَما تَنَشَّقَ عِطْرَ الزَّهْرِ مُنْخَنِقٌ***وَلا تَحَرَّرَ مَنْ أَوْدى بِهِ الــوَهَنُ
////
عامٌ بِأَيِّ جَديدٍ جئْتَ يا عامُ***وما جَديـدُكَ والحُكَّـامُ ظُـــلاَّمُ؟
تَبْدو مَراكِبُنا في الــذُلِّ قَــدْ غَرِقَـتْ***كَاَنَّنا بِـيَدِ الحُكَّـامِ أَنْـعامُ
نُطيعُهُمْ خِشْيَةً حَتَّى وَإنْ فَسَدوا **والجُبْنُ عارٌوَضُعْفُ النَّاسُ حَطَّامُ
فَرَّتْ عَزائِمُنا مِنَّا وما رَجَعَتْ**فَما جَديدُكَ في الأَعْوامِ يا عامُ؟
وَهَلْ سَنَبْقى بِلا حِسٍّ وَلا نَفَسٍ***كَأَنَّنا في شُعوبِ الأَرْضِ أَصْنامُ؟
////
يا خالِطَ الدِّينِ في المَسْعى بِدُنْياهُ***قايضْتَ ديناً بِدُنْيا لَيْسَ تَسْواهُ
تَلْهو وَتلْعَبُ بِالأَوْهامِ مُنْــشَغِلاً***وَالحَتْفُ نَحْوَكَ يَجْري فاتِــحاً فاهُ
إنِّي جَنَيْتُ مِنَ الأَيَّامِ تَجْرِبَةً***ظَـلَّتْ تُحَـدِّثُني عَمَّــا سَأَلْــقــاهُ
كَمْ مِنْ نُفوسٍ بِفَرْطِ الجَهْلِ قَدْ عَمِيَتْ***والعَبْدُ يَعْلَمُ أَنَّ القَـبْـرَ مَثْواهُ
فَلا تَكُنْ حَطَباً للنَّارِ يَوْمَ غَدٍ**عِنْدَ الحِسابِ إذا ما كُنْتَ تَـخْشاهُ
////
عَجِبْتُ للمَرْءِ عَنْ دُنْياهُ إِنْ سُئِلا*واللَّهُ يَعْلَمُ ما الإنْسانُ قَدْ فعَلا
إِقْرأْ كِتابَكَ فَالأَوْزارُ مُتْبَتَةٌ***ياوَيْلَ منْ غَشَّ في إنْجازِهِ العَمَلا
فَأَسْوَأُ النَّاسُ مَنْ باعوا ضَمائِرَهُمْ***وَحَوَّلوا الدّينِ في دُنْياهُمُ حِيَلا
وَكَيْفَ يَرْجو رِضى الرَّحْمانِ مُجْتَمَعٌ**يُمارِسُ الغِشَّ وَالتَّدْليسَ وَالدَّجَلا؟
نَرْجو النَّجاةَ وَلَمْ نَسْلُكْ مَسالِكَها*إنَّ التَّحايُلَ بِالعَدْوى قَدِ انْتَقَلا
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق