الاثنين، 24 يوليو 2023

يومَ تكَدَرتْ أمزجتي

 يومَ تكَدَرتْ أمزجتي

من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في 24 تموز 2023
يُلقي الزمنُ في أحيانَ كثيرةٍ بِظلالِهِ قاتمةً فوق أشياءَ كثيرةٍ , تتضررُ بتداعياتِهِ عصاراتُ المعدةِ و نبضاتُ القلبِ مروراً بِزُحمةِ النفسِ والأعصاب , وكمُحصِلةٍ نهائيةٍ فإن مراكز صُنعِ القرار في الدِماغ
ستؤؤلُ الى اندحارٍ تامٍّ على خلفية تلك التداعيات , وفي خِضّمِ إسقاطاتٍ مثلَ تلك ستؤولُ الأمورُ الى السيِءّ من القرار ,
الكلُّ يُعاني . .
أزمةُ الحرارةِ وسخونة الاجواء المتطرفةِ هذه الايام حيَّدت مابحوزتنا من توازن نفسيّ , تلتحِقُ بتلك التداعيات أزماتٌ وأزمات لا حصر لها وليست إنقطاعاتُ التيار الكهربائي ببعيدةٍ عن المشهد ,
إنقطاعاتٌ متكررةٌ للطاقةِ سبباً آخر باتجاه الازعاج , كيف لنا ان نستخدم طاقاتنا الفكرية والعقلية في متاهةٍ مثلُ هذه ومِثلُ تلك . سوف تنسحبُ لا إرادياً افعالنا إلى تَخبُطٍّ وعشوائيةٍ لا قرار لها .
إنني أقفُ عند بابِ احد اصدقائي المخضرمين , لم تُسعفني إحدى حواسي الخمسة قبل التفكير بالزيارةِ من أنْ أُهيِئَ لزيارتي عن طريق الهاتف الجوال , موعد مسبق يجب أن يفرضَ نفسه .
لقد تجشمت عناء الطريق وسخونة الاجواء ومغالطات سائقي المركبات المتهورين وحضرت اليه كي اهنئه بالعيد , اعرف انني متأخر عن موعد التهنئة ثلاثون يوماً ,أَلَمْ أقل لكم في بدايةِ حديثي بأن الزمن
قد ألقى بظلاله قاتمةً فوق كل شيئ , بلا , هاهي ذي بوادر تداعيات الزمن وتضرر النفس والاعصاب و. . النفس جرّاءها .
أردتُ أن أُمازح صاحبي عن طريق الهاتف ولن اطرق على بابه , قُلت له عبر الهاتف
إنني أقف بالباب . .
وجاءني صوتٌ أجَشٌّ عبر الأثير
إنني لست في البيت ,إنني في الجانب الايمن من المدينة .
ياللكارثة , لقد عانيتُ الكثير من مصاعب الطريق وسأعود الى بيتي خالي الوفاض وتبقى التهنئةُ معلقةً .
عَقّبتُ على كلامِهِ
أعرف أنك تقصد الجانب الايمن في ايام الجمعة والسبت ونحن اليوم في يوم الاحد
لم أفهم جيداً ماقاله ,
رداءة الاتصال وحجرجة صوت صاحبي حالت دون استيعابي لبقية الكلام ,
تكدرتْ أمزجتي عن آخرها وجَفّ ريقي وشعرتُ أنني قد أمعنتُ في البلادةِ وسوء التقدير . إن مجرد التفكير بزيارةٍ أُخرى يزعجني ويسلبني هدوئي المعتاد .
سوف لن اقوم بعد اليوم بزيارة مفاجئة لأحدٍ من معارفي وأقاربي إلّا بعد اخذ موعد مسبق بالهاتف وسوف اختار وقتاً مناسباً لاعلان زيارتي وخَمَّنتُ ان انسب اوقات الزيارة هي بعد صلاة المغرب .
ولكنني أتسائل . .
كنا فيما مضى نتبادل الزيارات اصدقاءً وأقارب دون الرجوع الى الهاتف , لم يكن هناك احراجٌ لأحد , ترى اين تكمن الحقيقة , نحن اليوم على حق ام ان اسلافنا كانوا على حق .
لابد اننا اليوم على حق , إنك تختصر الزمن والمسافات حين تُخبر احداً انكَ مُزمِعٌ زيارته , سيوفر لك الموعد المسبق الراحة والاطمئنان ويبعد عنك وعن من تروم زيارته سيبعد عنك اشكالات كثيرةٍ ,
احد تلك الاشكالات هو ماحصل معي اليوم .
فتَكَدَرتْ حينها أمزِجتي .
وعد الله حديد
قد تكون صورة ‏هاتف‏
كل التفاعلات:
ارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...