خليفة العقل اللسان
صوتُ اللِّسانِ إذا بالفحشِ قد نطَقا
زنى وعن مسلكِ الآدابِ قد فسَقا
ومن يجاهرْ بقولِ السُّوءِ فاحشةٍ
سلْ منطقي إنَّهُ بالْجهرِ قد زلَقا
في النارِ صاحبَهُ إن لم يكن لبِقَا
وقد يكونُ لسانُ الْمرءِ -قيلَ- لهُ
بابًا إلى النارِ أو مَنجًى إذا صدَقا
فإن تحلَّى بآدابِ الكلامِ نجا
منَ السُّقوطِ وإن لم يعتصمْ غرَقا
ذهابُ أخلاقِنا بالفُحشِ إن لفظت
بهِ مناطِقُنا كن يا فمي أنِقَا
قد فاهَ ثغري بفُحشٍ مرَّة فغوى
بهِ لساني وفي التَّعبيرِ قد حمُقا
أزلَّهُ الثَّغرُ عن حُسنِ الكلامِ فلم
يعُدْ يقولُ كلامًا طيِّبًا عبِقا
أزلَّهُ عن رفيعِ الْخُلْقِ أخرجَهُ
عنهُ وقد كانَ لي من قبلهِ خلُقَا
لَكنَّهُ قد تولَّى عن خطيئتِهِ
وكفَّ عن كلِّ قولٍ فاسدٍ زهَقا
وعادَ عن عيبِهِ الْمَنطوقِ عن زللٍ
فصارَ في نطقهِ بالخَيرِ مُنطلِقَا
وبعدما عادَ للقرآنِ يقرأهُ
تدبُّرًا زادَهُ ربي بهِ ألَقَا
ثمَّ اجْتباهُ لحسنِ الْقَولِ لي قلمًا
لكي يكونَ خليفَ الْعقلِ إن نطقا
فريد الغنضوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق