بسم الله الرحمن الرحيم
محمود عويضه السايس
بني إسرائيل
اللهم إني أعوذ بك من عين لا تدمع وقلب لا يخشع وعلم لا ينفع وأعوذ بك أن أضل أو أضل أو أجهل أو يجهل علي يا رب العالمين
ابدأ دراستي لهذا الشعب الاسرائيلي، وأنا محتسب من الله الإعانة وأعوذ به من الإستكانة ،وأسأله في ذلك الجزاء ،وابتغي منه نور العلم وواسع العطاء .
حيث أن التاريخ يحمل من بني إسرائيل عبر لابد أن تطلع عليها البشرية وتتوصل إلى حقيقتها ومضمونها في كل زمان ومكان لما يحمله نسلهم من إتصال بالرسل والأنبياء من سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى رسل الله أجمعين أتم الصلاة والسلام ،بادء بذكر سبب تسميتهم ببني إسرائيل
فإسرائيل هو سيدنا يعقوب وسمى بذلك الاسم لما ذكره الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك قال حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد العنقزى قال حدثني أبي، قال أخبرنا أسباط عن السدى،قال أن سيدنا إسحاق تزوج امرأة حملت له بغلامين في بطن وهما سيدنا يعقوب وعيص وكان عيص أحبهما إلى أبيه وكان يعقوب أحبهما إلى أمه وكان عيص صاحب صيد فلما كبر سيدنا إسحاق وعمى قال لعيص أطعمني لحم صيد واقترب مني أدعو لك بدعاء دعا به لي أبي، وكان عيص رجلا أشعر ويعقوب رجلا اجرد وسمعت أمه الكلام فقالت ليعقوب ليعقوب يا بني أذهب إلى الغنم فاذبح منها شاه ثم اشوه، والبس جلده وقدمه إلى أبيك وقل له أنا إبنك عيص ففعل ذلك يعقوب، فلما جاء قال يا ابتاه كل قال من أنت قال انا إبنك عيص قال فمسه فقال المس مس عيص والريح ريح يعقوب قالت أمه هو إبنك عيص فادع له قال له قدم طعامك فقدمه فأكل منه ثم دعا له أن يجعل الله في ذريته الأنبياء والملوك وجاء عيص فقال لأبيه قد جئتك بالصيد الذي امرتني به قال يا بني قد سبقك أخيك يعقوب فغضب عيص وقال والله لأقتلنه قال يا بني قد بقيت لك دعوة فدعا له فقال تكون ذريتك عددا كثيرا كالتراب ولا يملكهم أحد غيرهم
وقالت أم يعقوب ليعقوب الحق بخالك فكن عنده خشية أن يقتلك عيص ،فانطلق إلى خاله فكان يسري بالليل ويكمن بالنهار ولذلك سمى إسرائيل، وهو سري الله
وقال عيص أما إذ غلبتني على الدعوى فلا تغلبني على القبر ،أن أدفن عند ابائى إبراهيم وإسحاق
ثم تزوج سيدنا يعقوب من ليا إبنة خاله وراحيل اختها
فولدت له ليا يهوذا ،وروبيل ،وشمعون،ولاوي،وزابالون،ويسحر، وولدت راحيل سيدنا يوسف ،وبنيامين وماتت في نفاسها ببنياميين،وأنجب من زوجتين اخرتين أربعة نفر وهما
دان ونفثالي وجاد وأشر،فكل بنيه من الذكور اثنى عشر رجلا.
ورزق الله سيدنا يوسف بن يعقوب وأمه راحيل شطر الحسن وكان من قصته ما ذكره القرآن من ارتفاع مقامه ووصوله إلى أن كان عزيز مصر ،بعد ما فعلته به إخوته بطرحه في البئر وعثور التجار عليه ثم بيعه، ثم سجنه،فكان من الأنبياء أولي العزم ،وحينما أراد الله أن يلاقي إخوته وأبيه إستقدمهم إلى مصر .
ثم بعد موته فقد قال الطبري حدثنا ابن حميد، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال قبض الله يوسف وهلك الملك الذي كان معه الريان بن الوليد وتوارثت الفراعنة من العماليق ملك مصر فنشر الله بها بني إسرائيل، وقبر يوسف حين قبض _كما ذكر لي في صندوق من مرمر في ناحية من نهر النيل في جوف الماء ،فلم يزل بني إسرائيل تحت أيدي الفراعنة وهم على بقايا من دينهم مما كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم شرعوا فيهم من الإسلام، متمسكين به حتى كان فرعون سيدنا موسى الذي بعثه الله إليه ،وكان من قصة موسى عليه السلام ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن.
ونسب سيدنا موسى هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام
وكان طلب سيدنا موسى من فرعون بعدما طبع الله على قلبه وطغى فلم تصل أليه الهداية ولا الإيمان والأكثر من ذلك قال انا ربكم الأعلى طلب منه أن يسلمه بني إسرائيل ليرحل بهم ورفض فرعون ذلك حيث انه كان أسوأ ملك من الفراعنة في معاملة بني إسرائيل فكان يعذبهم ويجعلهم خدما ،وصنفهم في اعماله فصنف يبنون وصنف يزرعون وصنف يحرثون ومن لم يكن منهم في صنعة له من عمله فعليه بالجزية
كما أنه حينما ابلغته الكهنة والمنجمين حينما اقترب عهد سيدنا موسى قالو لفرعون تعلم أن في علمنا أن مولود من بني إسرائيل قد أظلك زمانه الذي يولد فيه ، يسلبك ملكك ، يغلبك على سلطانك، ويخرجك من أرضك ،ويبدل دينك فأمر بقتل أى مولود لبني إسرائيل.
وكان من أمر فرعون ما ذكره القرآن وقصه عن مصيره الأليم
ويتبين لكل قارئ أن سيدنا موسى كان على دين جده سيدنا إبراهيم دين الإسلام الحنيف الذي نحن عليه وهذا ما يبين ويوضح عناد اليهود وبني إسرائيل وتحريفهم تعاليم اليهودية وشرائعها المنبثقه من سيدنا إبراهيم وإلى إسحاق والذي عمل بها ابنه يعقوب وأبنائه من بعده.
وسوف أكمل فيما بعد باقي الأنبياء المتصلين ببني إسرائيل ومفهوم اليهودية والصهيونية
محمود عويضه السايس
دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق