أُحبّكِ أنتِ
سأبحثُ عنك في كلّ المناحي***وقد تعبَ الفؤادُ من الكـــفاحِ
وعنكِ سأقرأُ الفرقانُ حـــــــتّى***أجدّدَ فِطرتي بندى النّــجاحِ
سأسألُ أحْرُفي شــــــعراً ونثراً***لأبْدعَ ما يقودُ إلى الصّـــلاحِ
فأنتِ من الصّبا لُغتي وحسّي***وأنتِ الفجرُ في فلك الفـــلاح
////
أسيرُ وراء فاتنةِ الخيالِ***وآمُلُ أن تُجــــــــيبَ على سُـــؤالي
حديثُ عيونِها نظمٌ رَفيعٌ***بهِ الأشعارُ ترْقـــــصُ في خــيالي
سَكِرْتُ بروْعةِ الإبْداعِ لمّا***تَبعْثَرتِ الرّؤى فــــي قـــــعْرِ بالي
كأنّ حُروفَها نــــورٌ ونارٌ***بِضوئهما أسافرُ فـــــــي اللّـــــــيالي
وتلكُمْ في الهوى لُغتي وفكْري***بها الألفاظُ خلّدتِ المــــعالي
////
لساني قد تعلّقَ بالعِبَرْ***فأجْبرني على رسْـــــــــمِ القَــــــــــمَرْ
قرأتُ به النُّهى أدباً وفقهاً***فعلّمـــني الحــياةَ من العــــــــــبرْ
فرشْتُ لهُ المودّةَ في فُؤادي***وبالعــــــيْنيْنِ قَبّلهُ البـــــــــصرْ
عشقْتهُ في الصّبا مذْ كنتُ طفلاً***فكانَ منَ القضاءِ هوَ القـدرْ
تَبعْتُهُ في الخُطى ركْضاً ومهْلاً***فكانَ تنقّلي نِعْــــــمَ السّــــفرْ
////
لسانُ الضّادِ مَفْخرةُ القلمْ***تعلّمَهُ الكثــــــيرُ من الأمــــــــــمْ
تُطوِّعُهُ العقولُ إذا اسْتعدّتْ***وتُدْرِكُهُ العزائمُ والهِــــــــــممْ
يُحبّكَ إنْ أتيـــتَ وأنتَ حرٌّ***لتَصـــــــحبَهُ إلى أعْلى القـــــممْ
فيسمعك العروبة في عكاظ***ويسمعك البـليغ من الحــــــكم
فعلّمْ ما اسْتطعْتَ بكلّ جدٍّ***لأنّ اللهَ علّــــــمَ بالقــــــــــلـمْ
////
أحبّكِ أنْتِ يا لغةَ العقولِ***أيا لغةَ التّـــــــــنوّعِ في المـــيولِ
أتيتك بالسّلاسة من معين***به الألفاظ تهـــجم كالــــــــسّيول
ومن خلف اليراع تلوت شعرا***تحفّ بنظــــــمه لغة الفــحول
أسافر كالهلال مع اللّيالي***لأكتشف المــــزيد مــن العـــــقول
وأبحث في البلاغة عن بيان ***بذاكرة تمــيل إلى الأصـــــول
////
بهاء ثقافتي أدب ملـــيح***بروعته المــــــــــشاعر تـســـتريح
يشّع به البيان كمثل شمس***أشّعتّها لها الأثر الصّـــــــــــحيح
ونظمه للكــــــــــلام له غناء***وتحت الرّغوة اللّبن الصّــريح
فكيف تغيّر التفــكير فينا؟***وحرف الضّاد حاصره الطّـــــليح
أعاق ثقافة الإبداع لغـــــــو***بفعل سواده انقرض المـــــــليح
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق