(رسموا الحدود)...
بقلمي حسن عبد الخالق حسن العدل.....
يا قدسُ إنّ (صلاحَ) قام بعزةٍ
و قيامنا من بعده تبديلُ
الصبر يَفزعُ و الشجاعة مثْلهُ
القدس قِبلةُ مجدنا يا ويلنا
لو أَمَّنا عن قدسنا تحويلُ
هُبِّي ..أيا نبضَ العروبةِ و افْزعي
سبل الكرامةِ حَسْبُها تذليلُ
مَنْ ذاق مِنْ سُؤْرِ الرجولة شَرْبةً
فالقدس بابٌ للعلا تحصيلُ
يا أمَّةً... بالصمت زلَّ ثباتها
فالسِّلمُ من غير الفدا تعطيلُ
النيل يقسم و الفرات بظهرهِ
سندٌ لهُ عند العدا تأصيلُ
يا شامُ تونس خضبت بخضارها
وجهَ البلاد و صبحُها قنديلُ
إنْ مغربٌ عند الشروق يشدها
عَصَبُ الكرامةِ ما له تحليلُ
و جزائرٌ منا و منهم شعبنا
حين الشدائد دورهمْ تفعيلُ
لبنان تنعت خَيلنا بشهودها
مِحَنًا فصاح النَّدْبُ والتبتيلُ
أين الملوك...؟ فثلةٌ من بعدهمْ
قبلوا الهوان و خزيهم تعليلُ
يا قِبلة الفرسان ياأرض العلا
ما للورى في غفلةٍ تسجيلُ
كم محنةٍ مرت بنا و بلاؤها
عند الرجال يصده الترتيلُ
أين الحشود فحشدنا متهاونٌ
و كأننا ما جاءنا التنزيلُ
هذي عراقٌ قد تبدد حلمها
و يمانُ عُرْبٍ ما بها تكبيلُ
أما الخصيب فقد تجمَّد رَمْيُهُ
فات الجحافلَ حَرُّهُ تظليلُ
سلْ أمةً عمن مضى بصراحةٍ
هل جاءنا من ريحهم تخويلُ
أم فاتنا ظلُّ الرجولةِ بعدهمْ
يا أمةً.... أم حاشكِ التهويلُ
أم هاج ذِكْرٌ قد تناسل نَسْيُهُ
إن النسيء دوامهُ تنكيلُ
أمجادنا عند الرجال كرامةٌ
أما الذكور فعندهم تعويلُ
سلْ أيَّ شيخٍ أو رضيعٍ مَنْ هنا ؟
شمسُ العروبة عَرَّها التضليلُ
رسموا الحدود كأنها قد قَطَّعتْ
إن الحدود لخَيْلنا تقتيلُ
رسموا الحدود لأمةٍ بمهارةٍ
و عبيدهمْ لقرارهمْ تمثيلُ
حتى تلاعبت الخناث بأمةٍ
ورواحنا و غدوُّنا التأجيلُ
هذا الخليج بمائهِ حَضَرٌ لهمْ
أما المحيط فحدُّهُ الترحيلُ
تاريخنا حَكَمٌ يناهض حالَنا
بِمَنِ الملاذُ وما لنا توصيلُ
سلْ قِبلةَ الفرسانِ عن خيلٍ لنا
راحت و لا يبدو لها تحميلُ
إن الملوك يَذُبُّهم دينُ الهوى
حتى تلبَّس بالهوى التأويلُ
أما الشعوب فَهَمُّها في لقمةٍ
من علْقمٍ أو غُصَّةٍ تشكيلُ
شغلوا شعوب العُرْبِ في أوطانهم
عن مجدهم لطعامهم تقبيلُ
قَدِّسْ طعامك و انظرَنَّ عشيَّةً
هل جاء زادٌ أو لنا تسهيلُ
يا ليتنا نصحو ونرفع رايةً
فالدين حصنٌ والعلا تكليلُ
شمِّرْ ولا تخنعْ لأهل ضغينةٍ
عِرْضُ البلادِ أهانه التغفيلُ
........ بقلمي حسن عبد الخالق حسن العدل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق