سألولني لم يا سقراط لا تقول غزلا
فما من شاعر الا وله معشوقة فيها تغزل
فاجبتهم مستنكرا ويحكم اتسخرون مني
كيف يتغزل من عاش بثوب القهر مسربلا
لا انا ابن عبس ولا اجدادي من بني عامر
فقيس وعنترة كان حال زمنهم كما علمنا
و انا ابن زمن ليس له في الازمان مثلا
الظلم فيه طعام الطغاة والقهر فاكهتهم
والشرفاء يوطئون تحت اقدام السفلة
تجويع وترهيب وتكميم والباطل يصول
وفقر حتى الميسورين اليهم قد تسلل
واغتنى كل ابن زانية كان بالامس حافيا
مال المسلمين صار به بين الناس مبجلا
وصار له بين الناس اسم مستعار يلمعه
وكل كلب يحوم حوله مسبحا ومهللا
ولو كان في هذا الزمان المشؤوم عدل
لرايته معلقا من ناصيته في الحديد مكبلا
ولكنه زمن يحتمي فيه الظالمون بشريعة
هم وضعوها وقوانين على مقاسهم مفصلة
وحتى لا تطالهم يد تحاسبهم على خيانتهم
الغوا قوانين الله فصارت في زمنهم معطلة
ولكن هيهات ان يفلت الظالم من العدالة
فالعادل ما ترك الحق ولا ودعه ولا قلى
يأتيك الحقير في كل موسم مقنع بمسكنة
ثم بعد لا تميزه عن وحوش وضواري الفلا
مجرد من كل القيم وبدون وازع اخلاقي
يرى ان الطريق الى الثراء قد تدللا
يغرف باليمين و الشمال لا يعرف تخمة
مخمصته مزمنة هيهات ان يشبع والف لا
يكره ماضيه البئيس بكل تفاصيله ويمقته
كلما تناسى ذكره جوع ظن انه عنه تحول
فيزداد شرها كانه لا زال كما كان سالفا
وإن جائه يسعى كل نعيم البر مقبلا
ويظل يلهث خلف الدنيا وكل مفاتنها
يركض حيث تشير اليه النفس مهرولا
لا يهمه. من امر من آئتمن عليهم شيئا
ولا يهمه قضاء رب اذا قضا عدل
لو ان الخائن وجد حقا من يحاسبه
لما تجراء ان يمد يده حقير لمنخلة
ولكن عدم المحاسبة والمسائلة اطلق
العنان لقوم اصبحنا بفضلهم مهزلة
فإن كان قدر قدره المولى رضينا طائعين
لا نساله سوى العفو ورفع هذا البلا
وان كان مما كسبت ايدينا فثوبة اليه
نصوح وان كان كيدا فلا حول ولا
محمد ابن احمد سقراط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق