هو فرض
كطبيبٍ يزورنا كلَّ عامِ
رمضانٌ شهرًا بفرضِ الصِّيامِ
يفحَصُ الأنفسَ الْعَليلةَ فينا
أُعدِيَت بالذُّنوبِ كالأسقامِ
بِدواءٍ، صومٍ عنِ الآثامِ
يَمنعُ الصَّومُ كلَّ نفسٍ هواها
ويُنجِّيها ربُّنا من حرامِ
ويُعافي بهِ الَّتي قد عراهَا
الذَّنبُ منَّا بالسُّوءِ والآلامِ
فبهِ تزكو أنفسٌ من معاصٍ
وقلوبٌ منْ مُحدِثاتِ انْقسامِ
وبهِ تُشفى من شتاتٍ شؤونُ
الْمُؤمنينَ الألى سعوْا للقيامِ
رمضانٌ بهِ تزولُ وتجلو
فرقةُ الْمُسلمينَ، شهرُ السَّلامِ
سيِّدُ الْعَامِ فضلُ ربِّي علينا
سخَّرَ اللهُ فضلَهُ للأنامِ
أنزَلَ اللهُ فضلَهُ فيه نورًا
وهُدًى قرآنًا لنا كإمامِ
في ثلاثينَ ليلةٍ ونهارٍ
ليلةُ الْقَدرِ خيرُ من ألفِ عامِ
هيَ مثلُ الْعَروسِ فيهِ لِمن قد
قامَ فيها جدًّا بدونِ منامِ
ولِمن زادَ طاعةً وجهادًا
فلهُ الْجَنَّاتُ الْعُلا في الْخِتامِ
ربِّ إنَّا تُبنا إليكَ بذكرٍ
تُبْ علينا يا فارضَ الإسلامِ
إنَّنا كُنَّا في ظلامٍ وأنتَ
النُّور ياربِّ شارعَ الأحكامِ
أنتَ من قد هَديتَنا يا رحيمًا
أنتَ من قد أَخرَجتَنا من ظلامِ
ولقد أُبنا ربَّنا ورَجعنا
لكَ فاقبَلْ توبتَنا بصيامِ
وصلاةٍ ثبِّت خُطانا عليها
لا تُزِغنا عن نورِكَ الْمُتَسامي
وأَدِمنا على الْهُدى يا إلَهي
واكْفِنا شرَّ فتنةِ الأيَّامِ
ربِّ أنقَذتَ بالصَّلاةِ خطانا
وبآيِ الْقُرآنِ أُمَّ الأنامِ
وبهِ قد أحيَيتَ أنفُسَنا من
غفلةٍ كالظَّلامِ بل كالْحِمامِ
هوَ روحٌ لنا كما قُلتَ ربِّي
وضياءٌ لكُلِّ عقلٍ عامِ
وشفاءُ النُّفوسِ من كلِّ داءٍ
حِصنُها من وساوسِ الأوهامِ
وطُمأنينَةُ الْقُلوبِ ونورٌ
قولُكَ الْحَقُّ فوقَ كلِّ كلامِ
رحمةٌ منكَ للألى آمنُوا بل
هُوَ للعالَمينَ خيرُ نظامِ
هُوَ عِلمٌ هوَ الْبَصائرُ يهدي
لكَ ياربِّ كلَّ قلبٍ وهامِ
ربِّ فارْزُقنا للكتابِ اتِّباعًا
ربِّ فاجْعَلنا أهلَهُ باعتصامِ
واعْفُ عنَّا ولا تُؤاخِذْ نفوسًا
صدَّها عنهُ ساحِرُ الإعلامِ
ربَّنا لم نَصدِفْ ولَكنْ فُتنَّا
فاهْدِنا للصِّراطِ بالأقدامِ
ربَّنا اغفِرْ لنا فإنَّا عبادٌ
لكَ بالأرواحِ وبالأجسامِ
فريد الغنضوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق