الأربعاء، 5 أبريل 2023

 

رباعيات الأحزان
(( فوازير الأنبياء ))
للحزن في قلبي مكان
----------------------------
إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة الرابعة عشر :
أبناء سيدنا يعقوب " الاسباط "
-------------------------------
(( الحلقه الخامسة عشر ))
وُلِدَ النبي -عليه السّلام- في فلسطين، وهو ابن نبيِّ الله يعقوب -عليه السّلام
كانَ لسيدنا النبي أحد عشر أخًا، وكانَ النبي محببًا لأبيه أكثر من باقي إخوتِهِ، وذات يوم رأى في المنام أنَّ أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر ساجدين له، وقال لأبيه يعقوب ما رآه، فأمرَه أبوه ألّا يخبر إخوته بما رآه، خوفًا على النبي من كيد إخوته الذين كانوا يحقدون عليه لأنّه محبب لأبيه أكثر منهم، ولكنّ خبر المنام وصل لأخوته بطريقة ما، فغاظهم وزاد الحقد في قلوبهم فأسرّوا في نفوسهم الشر وقرروا أن يرموا أخاهم في البئر جشعًا وظلمًا.
في يوم من الأيام وافق والدهم وسمح للنبي أن يلعب مع إخوته فأخذوه معهم ورموه في البئر وأخذوا قميصه ووضعوا عليه شيئًا من الدم وعاودا إلى أبيهم يبكون ويدّعون أن يوسف قد ماتَ وأنَّ الذئب أكلَهُ وهم يعلمون حجم هذا الذنب الذي اقترفوه، وبينما كانَ سيدنا النبي في البئر إذ جاءت قافلة ورمت دلوها لتشرب من البئر، فرؤوا سيدنا النبي وفرحوا بذلك فرحًا شديدًا فأخذوه عبدًا وباعوه بثمن رخيص، واشتراه رجل ذو مكانة وجاه ومال. استقرَّتِ الحالُ بسيدنا النبي في منزل عزيز مصر في ذلك الوقت، وعزيز مصر أي أميرها، وكانت قصة سيدنا النبي في بيت عزيز مصر شائكة، فقد فتنت زوجة عزيز مصر بجمال سيدنا النبي وأحبَّته وتعلّقت به، وطلبت منه الفاحشة -والعياذ بالله- وبعدما رفض خوفًا من الله تعالى، كادَتْ له ورمتْ به في السجن بقي النبي في السجن سنوات عديدة مظلومًا مكسورًا، وقد اشتهر حينها بأنّه يستطيع تفسير الأحلام للناس، وهناك استطاع تفسير أحلام بعض أصحابه الذين كانوا مسجونين معه، والذين خرجوا فيما بعد، وبعد خروج أحد أصحابه من السجن، رأى ملك مصر في المنام أن سبع بقرات عجاف يأكلنَ سبعَ بقرات سمان، ورأى سبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات، وطلب من الناس أن يفسروا له هذا الحلم، فأشار صاحب سيدنا النبي على الملك أن يأتي بالنبي ليفسر له الحلم
فجاء به فقال له إنّه ستمر على مصر سبع سنوات يكثر فيها الماء والمطر وستأتي بعدها سبع سنين يعمُّ فيها القحط وينتشر الظمأ، فعلى الناس أن يجهزوا المؤن والطعام ويحفظوا الماء في سنوات الخير لسنوات العجاف والجوع، فاستغرب الملك من قدرة سيدنا النبي على التأويل .حكم النبي لمصر أعاد الملك النظر في قصة سيدنا النبي وقصة سجنه وبرأه من التهمة التي ألصقتها به زوجة العزيز، وجعله مسؤولًا عن اقتصاد البلاد وعن تجهيز العباد لسنوات القحط والجفاف، وقد حدثت في هذه الفترة مجاعة في بلاد أهلِ سيدنا النبي، في كنعان، فأتي أخوة النبي إلى مصر ليحصلوا على القمح شاء الله أن يلتقوا بأخيهم فيعرفهم وهم لا يعرفونه أبدًا، فيرفض سيدنا النبي أن يعطيهم الطعام قبل أن يأتوا بأخٍ لهم من أبيهم وهو أخ سيدنا النبي من أبيه وأمِّهِ بينيامين، فعاد إخوته إلى كنعان وجاؤوا بأخيهم إلى عزيز مصر وهو أخوهم النبي الذي عرفهم ولم يعرفوه، وعندما لاقاهم النبي اختلى بأخيه من أمه وأبيه وعرفه به. ودبّر معه أمرًا ليبقيه في مصر، فأمرَ أعوانه أن يضعوا صواعه في متاع أخيه، وعندما سارت قافلة إخوته إلى كنعان محملةً بالقمح والمؤن، لحق بهم جنود الملك وأخبروهم أن مكيالًا أو صواعًا قد سُرق وأنّهم سيفتشون متاع الرجال في القافلة ليعرفوا السارق، وبعد التفتيش وجدوا الصواع في متاع أخ النبي من أمه وأبيه، فأخذوه وأبقوه في مصر وعادت القافلة إلى كنعان دونه. فحزن والده يعقوب -عليه السلام- حزنًا كبيرًا، واستمر بالبكاء حتى ابيضَّتْ عيناه من كثرة الدمع، وأصبح ضريرًا أعمى لا يرى، وبعد ذلك عاد الأخوة إلى مصر يرجون من عزيز مصر والذي هو النبي -عليه السلام- أن يخرج أخاهم من السجن، وفي ذلك اللقاء بين النبي وإخوته كشف سيدنا النبي نفسه لإخوته وذكرهم بذنبهم الذي فعلوه قبل سنين طويلة، فندموا ندمًا شديدًا، وطلبوا منه أن يسامحهم على فعلتهم هذه، ولكنَّ النبي طوى صفحة الماضي وسامحهم، وأمرهم أن يحملوا قميصه ويلقوه على وجه أبيه يعقوب فيشفيه الله ويبصر من جديد. ثمَّ أمرهم أن يأتوا بأهلهم وأزواجهم إلى مصر، فوصل سيدنا يعقوب وأهله جميعًا إلى مصر ودخلوا جميعًا على النبي -عليه السلام-، وما كانَ منهم إلّا أن خرُّوا ساجدين للنبي محققين الرؤيا التي رآها سيدنا النبي وهي أن أحد عشر كوكبًا يسجدون له ويسجد معهم الشمس والقمر، والكواكب هم أخوة النبي والشمس هي أبوه والقمر أمُّهُ، فسبحان الله القادر على كلِّ شيء
عاش سيدنا النبي 110 سنوات وتوفي النبي -عليه السلام- بعد والده النبي يعقوب -عليه السلام- بمدة من الزمن في مصر
وقد أوصى سيدنا النبي -عليه السلام- إخوته بدفنه في أرض كنعان عند آبائه،
دُفن سيدنا النبي -عليه السلام- في نهر النيل في مصر؛ فعند وفاته وضعوه في تابوت من الرخام وأغلقوه بالرصاص، ودهنوه بالأطلية لدفع الماء والهواء من الدخول إليه، ووضعوه في النيل عند مدينة منف، إلى أن جاء سيدنا موسى -عليه السلام- واستخرجه من النيل عند خروجه من مصر لدفنه عند آبائه في أرض كنعان في بيت المقدس
فمن هو النبي عليه السلام
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...