السبت، 22 أبريل 2023

واحد وعشرون يوما ...!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 واحد وعشرون يوما ...!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت تتابع بشغف تلك المقاطع التي تأتي من جميع أنحاء العالم عبر مواقع الإنترنت والتي تظهر أصحابها وهم يقدمون يد العون للحيوانات الضالة كالقطط والكلاب وكيف أن هذه الحيوانات تصبح صديقة ودودة لمن يقدم لها يد العون إما بالإطعام أو العلاج من خلال عرضها علي البيطري المختص ، تمر الأيام وقد عزمت علي تقليد هؤلاء الناس وتصبح رفيقة بالحيوانات الضالة ، كانت تصحب معها في حقيبة يدها بسكويت وما لذ وطاب من الأطعمة المختلفة لعل وعسي أثناء سيرها يقابلها أحد هؤلاء الحيوانات المساكين ، وبعد بحث عثرت علي ضالتها ، كلب منزو في أحد الشوارع ويبدو من هيئته أنه جوعان ومرضان وكل عبر الزمن تبدو علي وجهه البائس ، في البداية تقربت منه وهي علي حذر وقد لوحت له بقطعة من الطعام الذي تحمله وقد كان خبزا ، وكانت تحاول جذب انتباهه بذلك الصوت الذي ننادي به علي الكلاب ، نظر إليها المسكين وهو متهاو تماما ، ومذعور منها ، وقد أبدي ترحيبا بها من خلال هز زيله المتواصل ، دنت منه ، قدمت قطعة الخبز ، التقطها وقام بالتهامها في سرعة مذهلة وظل منتظرا اللقمة الثانية ، والثالثة حتي شعر بالشبع ، أخرجت من حقيبة يدها زجاجة ماء بلاستيكية ، أخذت تقطر الماء في فم الكلب وهو سعيد ، كانت سعادتها لا توصف وقد وثقت الحدث بكاميرة تليفونها المحمول وراحت تمني نفسها بأن هذا المقطع سيدر عليها ملايين المشاهدات وستكون بلوجر مشهورة لكن أحلامها انهارت تحت وطأة الألم الذي شعرت به فجأة ودون سابق إنذار ، فلقد هم الكلب فجأة بعقر يديها حتي أن الدماء انسابت منها وهي تصرخ وفي حركة لا إرادية نزعتها من فم الكلب وهبت مسرعة تحاول إيقاف سيل الداء المتدفقة نتيجة عضة الكلب الغير مبررة ، لحسن حظها كان هناك ثمة من يرقب الموقف شاب عشريني هرول نحوها وعمل علي مساعدتها بمدها ببعض المناديل الورقية النظيفة لمحاولة الضغط بها علي الجرح لإيقاف النزيف وبسرعة البرق أشار الشاب لإحدى سيارات التاكسي وطلب من السائق التوجه لأقرب مستشفي وهناك سألها الطبيب عن سبب هذا الجرح أخبرته بالقصة وبادر الطبيب بإعطائها مصل الكلب وطلب مراقبة هذا الكلب لأنه يبدو أنه مسعور والتخوف من أن يموت وبالتالي ستصاب بالصرع وعليها القدوم إلي المستشفي لأخذ هذا المصل يوميا لمدة واحد وعشرون يوما حقنة في البطن ........!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود 22/4/2023م ( قصة قصيرة )
لا يتوفر وصف للصورة.
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...