النذور..خضم..جم..مهدور..!!
النذر
هو إيجاب.. وفرض.. علي النفس..بصدقة..أو عبادة..أو غير ذلك..شريطة تحقق..أو..حدوث أمر تم تحديد حدوثة..ليتم الوفاء بالنذر..!!!
وقد عرفه..الراغب..انه إيجاب ماليس بواجب..لحدوث أمر..ما..!!
والنذر..أوجبه من قام بنذره علي نفسه..ووجب عليه أن يوفيه..لأنه الله
يعلمه..
وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه " ٢٧٠"
البقرة
ومن يفي بالنذر الذي نذره..في طاعته سبحانه..عده الله من الأبرار الذين
يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا "٧"
الإنسان
فالنذر في الطاعة..طاعة..!!
بينما النذر في المعصية..وضاعة.. وإضاعة..!!!!
والنذر..لايصح إلا إذا كان قربة إلي الله..وهو ما يجب الوفاء به..
والنذر ان كان في معصية..فلا يجب الوفاء به..عن..أم المؤمنين عائشة..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من نذر أن يطيع الله.. فليطعه..ومن نذر أن يعصيه.. فلا يعصه
البخاري وابو داود
والنذر لايقدم شيئا..ولا يؤخره..
ولا يرد قضاء..أي أنه..كعدمه..!!
عن..عبد الله بن عمر..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.. إن النذر لايقدم شيئا ولا يؤخر..ولا يرد
قضاء..وانما يستخرج بالنذر من البخيل
متفق عليه
والنذر في طاعة الله..قربة يجب الوفاء به..ولكن بدون أن يصيب من نذره..بسبب نذره..الضرر..فالله لا يرضي ذلك لعباده
عن..أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي شيخا يمشي بين ابنيه يتوكا عليهما..فقال ما شأن هذا..؟!! قال ابناه
يارسول الله كان عليه نذر أن يحج ماشيا..!!! فقال الرسول له..اركب أيها الشيخ..فان الله غني عنك وعن نذرك..
مسلم
فالله لايرضي لعباده ان يهلكوا أنفسهم..بلا طائل..أو..نفع لهم..
وان من نذر..نذر طاعة..ولم يقدر علي أن يوفي بنذره..فكفارته..ككفارة اليمين..وهي
اطعام عشرة مساكين
أو كسوتهم
أو تحرير رقبة
والنذور في طاعة اااه ورسوله.. قلت..بينما النذور في المعاصي..قد استشرت..واستفحلت..في بلادنا التي كثرت فيها
الموالد
التي يروج لها..ويصرعلي إقامتها..الصوفيين..!!
والموالد
هي بمثابة مفرخة للمفاسد..!!!!
ولا ينجم عنها إلا
ترسيخ البدع في نفوس الجهلاء..
ووهمهم بأن صاحب المقام..عالي المقام..وهمام..!!رغم أنه ليس إلا ركام.
من تراب وعظام..!!!
حث الجهلاء علي طلب المدد من صاحب القبر..وهو يحتاج المدد أكثر من حاجتهم له..!!
دفع الجهلاء للطواف حول القبر والتوسل الي صاحبه..والنذروالذبح له ووضع النذور في صناديق ضخمة تزداد ضخامتها.. تبعا لشهرة صاحب المقام..تقربا..وتزلفا..وتوسلا به..رغم ان من يتوسلون بهلا يملك لنفسه نفعا أبدا..لأنه لاحول له ولا قوة..!!!
والأدهي والأمر..والاعجب ان أغلب من ينذروا ويوفوا نذورهم في المعصية.. من الفقراء الجهلاء.. الذين يقترضون كي يوفوا نذرهم لصاحب المقام الذي لاقيمة له ولا مقام..!!
وصناديق النذور تكتظ بالأموال والقطع الذهبية..والتي يستفيد بها من ليسوا في حاجة اليها..ومن نذروها هم أحوج من غيرهم إليها..!!!
ولقد صور..شاعر النيل..بحور النذور..التي تمثل الخلل في الوعي والفهم..والعقيدة المضطربة في نفوس الجهلاء..بصورة رائعة.. هي
أحياءنا لا يرزقون بدرهم
وبألف ألف يرزق الأموات
من لي بحظ النائمين بحفرة
قامت علي احجارها الصلوات
يسعي الأنام لها ويجري حولها
بحر النذور وتقرأ الآيات
ويقال هذا القطب باب المصطفي
ووسيلة تقضي بها الحاجات
صورة..ساخرة..مريرة..ولكنها توضح حقيقة معاشة..لمجموعة من الأدعياء..يتبعهم مجموعة من البلهاء
الذين يتوسلون بمن هم أقل منهم حولا..ولاقوة لهم..لأنهم مجرد تراب وبعض عظام..!!!
فأني لهم النفع والضر..؟!! فإن كانوا يملكون ذلك..لنفعوا أنفسهم.!!!
والموالد..
مجمع معاصي..
ضخم..منها..بإختصار شديد..
شد الرحال إلي مساجد..او قبور من يقام لهم المولد.
التوسل بهم..
طلب المدد منهم
الطواف بقبورهم..
تقبيل الاعتاب..والأخشاب..
الذبح لهم..
النذر لهم..
اتخاذ قبورهم مساجد..
وغيرها.. من المعاصي.. التي تتجمع في الموالد..التي..
تغرق البلهاء الجهلاء في الديون بسبب النذور..تلك الخضم المهدور..
وتغرق الادعياء في بحور النذور
التي منابعها صناديق النذور..!!!
ولكن متي ستجف هذه البحور..؟!!
ومتي ستختفي مجمعات المفاسد من بلادنا..؟!!
متي..؟ومتي..؟ ومتي..؟!!
الله وحده أعلم..
بقلمي. حسن علي علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق