من كتاب الحب الالهى
(الحلقة25)
الحب الاعظم
_________________
كيف يكون اللقاء الحبيب الاعظم من حبيبه فلقد قسم المولى عز وجل درجات الجنة على قدر درجة المحبة لاحبابه فكانت اعلى الدر جات هم الانبياء واولى العزم من الرسل لانهم اشد الناس حبا لله وهم المصطفين واكثر الناس ابتلاء فى سبيل محبوبهم الاعظم ثم تليها درجة الصديقين وهم عدد محدود من كل الامم السابقة ولم يكن فى امة الاسلام غير صديق واحد الذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم لو وزن ايمان ابو بكر بايمان الامة لرجحت كفة ابى بكر
واليوم سنتحدث عن الدرجة الثالثة من اعلا درجات الجنه وهى درجة الشهداءهؤلاء الذين احبو الله وتعجلوا لقاءه وقدموا انفسهم وارواحهم وتركوا ازواجهم واولادهم واموالهم لينصروا دينهم الذى ارتضاه حبيبهم بل ومنهم من قام امام حاكم جائر او كافر فنهاه وامره فقتله فهذا الرجل ذهب بمفرده وحيدا ليقوم بنهى الحاكم الظالم وهو يعلم انه ولابد مقتول ولكنه فعل ماامره الله به فهذه الجراءة لاتكون الا لانسان ملئ قلبه بالمحبة التى جعلته يتعجل لقاء حبيبه كما ورد فى الحديث(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله.رواه الحاكم - وصححه - والخطيب، وصححه الألباني
وقد خص المولى لهؤلاء الاحبة مكانة خاصة ومميزات لاتكون الا للشهداء وفقط لان درجة المحبة فى قلوبهم ليس كمحبة غيرهم لربهم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دَفعة ويَرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبرِ، ويوضع على رأسه تاج الوقار؛ الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحورِ العِين، ويشفّع في سبعين من أقاربئه) وقال تعالى وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
وقال تعالى ايضا فيهم (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170 هؤلاء الشهداء الذين امتلأت قلوبهم بمحبة الله فنسوا اى محبوب دونه وذهبوا الى الله باموالهم وانفسهم ولم يعودوا الا بمرضاة الله عز وجل فهنيأ لهم مااعده الله لهم من درجات علا نسال الله ان يرزقنا الشهادة فى سبيله ويملأ قلوبنا بحبه مثلهم ويبلغنا درجة الشهداء( سألنا عبد الله عن هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون قال أما إنا قد سألنا عن ذلك اى رسول الله فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا [ ص: 29 جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا ؟ قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ استُشْهِدَ أبي قُتِلَ يومَ أُحُدٍ ، وترَكَ عيالًا ودَينًا ، قالَ : ( أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ ؟ ) قلتُ : بلَى يا رسولَ اللَّهِ قالَ : ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قطُّ إلَّا من وراءِ حجابِه وأحيى أباكَ فَكَلَّمَهُ كِفاحًا فقالَ : يا عَبدي تَمنَّ عليَّ أُعْطِكَ قالَ : يا ربِّ تُحييني فأقتلَ فيكَ ثانيةً قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالَى : إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ قالَ : وأُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا) الآيةَ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
تلك منازل الشهداء الذين تعجلو لقاء حبيبهم فاعد لهم مالم يعده لغيرهم اللهم ارزقنا الشهادة فى سبيلك
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد خير خلق الله اجمعين
_____________________________________________
بفلم/محمودعبدالمتجلى عبد الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق